الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
فيها توفي أبو حامد، أحمد بن محمد بن أحمد بن باكويه النيسابوري. سمع محمد بن شاذل، والسرّاج، وجماعة، وهو صدوق.
وفيها علي بن أحمد بن عمر أبو الحسن السرخسي، الثقة الضابط، كان حافظا، كتب الكثير، ولم يحدّث إلا بشيء يسير. قاله ابن ناصر الدّين.
وفيها شرف الدولة، سلطان بغداد، ابن السلطان عضد الدولة الديلمي. كان فيه خير وقلّة ظلم، مرض بالاستسقاء، ومات في جمادى الآخرة، وله تسع وعشرون سنة، وتملّك بغداد سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر.
وفيها محمد بن أحمد بن العبّاس، أبو جعفر، الجوهري البغدادي، نقاش الفضّة، كان من كبار المتكلّمين، وهو عالم الأشعرية في وقته، وعنه أخذ أبو علي بن شاذان علم الكلام، توفي في المحرم، وله سبع وثمانون سنة. روى عن محمد بن محمد الباغندي وجماعة.
وفيها أبو بكر الزّبيدي- بضم الزاي وفتح الموحدة، وبدال مهملة بعد الياء، نسبة إلى زبيد، واسمه منبّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج- محمد بن الحسن بن عبيد الله [1] بن مذحج- بضم الميم وسكون الذال
[1] في «وفيات الأعيان» (4/ 372) و «الوافي بالوفيات» (2/ 351) : «ابن عبد الله» خلافا لجميع.
المعجمة وكسر الحاء المهملة وبعدها جيم، اسم أكمة حمراء باليمن، ولد عليها [مالك بن أدد] فسمي باسمها.
كان صاحب الترجمة شيخ الأندلس بل وغيرها في العربية.
قال ابن خلّكان [1] : هو نزيل قرطبة، كان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة، وكان أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر، أي علم السير والأخبار، ولم يكن بالأندلس في فنه مثله في زمانه، وله كتب تدل على وفور علمه منها «مختصر كتاب العين» وكتاب «طبقات النحويين واللغويين بالمشرق والأندلس» من زمن أبي الأسود الدؤلي إلى زمن شيخه أبي عبد الله النحوي الرياحي، وله كتاب «هتك ستور الملحدين» وكتاب «لحن العامة» وكتاب «الواضح في العربية» وهو مفيد جدا، وكتاب «الأبنية في النحو» ليس لأحد مثله.
واختاره الحكم المستنصر بالله صاحب الأندلس لتأديب ولده، وليّ عهده هشام المؤيد بالله، فكان الذي علمه الحساب والعربية ونفعه نفعا كثيرا، ونال أبو بكر الزّبيدي به [2] دنيا عريضة، وتولى قضاء إشبيلية وخطة الشرطة، وحصل له نعمة ضخمة لبسها بنوه من بعده زمانا. وكان الزّبيديّ شاعرا كثير الشعر، فمن ذلك قوله في أبي مسلم بن فهر:
أبا مسلم إن الفتى بجنانه
…
ومقوله لا بالمراكب واللّبس
وليس ثياب المرء تغني قلامة
…
إذا كان مقصورا على قصر النفس
وليس يفيد العلم والحلم والحجا
…
أبا مسلم طول القعود على الكرسي
وكان في صحبة الحكم المستنصر، وترك جاريته بإشبيلية فاشتاق إليها
المصادر التي بين يدي، فليحرر.
[1]
انظر «وفيات الأعيان» (4/ 372- 374) .
[2]
في «وفيات الأعيان» : «منه» .
واستأذنه في العود إليها، فلم يأذن له، فكتب إليها:
ويحك يا سلم لا تراعي
…
لا بدّ للبين من زماع
لا تحسبيني صبرت إلّا
…
كصبر ميت على النّزاع
ما خلق الله من عذاب
…
أشدّ من وقفة الوداع
ما بينها والحمام فرق
…
لولا المناحات [1] والنّواعي
إن يفترق شملنا وشيكا
…
من بعد ما كان ذا اجتماع
فكلّ شمل إلى افتراق
…
وكلّ شعب إلى انصداع
وكلّ قرب إلى بعاد [2]
…
وكلّ وصل إلى انقطاع
وكان كثيرا ما ينشد:
الفقر في أوطاننا غربة
…
والمال في الغربة أوطان
والأرض شيء كلّها واحد
…
والنّاس إخوان وجيران
وفيها أبو سليمان بن زبر، المحدّث الحافظ، الثقة الجليل، محمد بن القاضي عبد الله بن أحمد بن ربيعة الرّبعي الدمشقي، مات في جمادى الأولى. روى عن أبي القاسم البغوي، وجماهر الزّملكاني، ومحمد بن الرّبيع الجيزي، وخلق، وصنّف التصانيف المفيدة [3] ، وممّن أخذ عنه تمّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد [الأزدي] ، ومحمد بن عوف المزني.
[1] في الأصل والمطبوع: «المنامات» وفي «الوافي بالوفيات» : «المناجاة» وأثبت لفظ «معجم الأدباء» لياقوت (18/ 183) .
[2]
في الأصل والمطبوع: «إلى وداع» وأثبت لفظ «معجم الأدباء» و «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .
[3]
منها كتابه «وصايا العلماء عند حضور الموت» وقد نشر لأول مرة في دار ابن كثير بدمشق، وقد تولى تحقيقه الأستاذ صلاح محمد الخيمي، وقام بمراجعة تحقيقه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
وفيها محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى أبو الحسين [1] البغدادي، وله ثلاث وتسعون سنة. توفي في جمادى الأولى، وكان من أعيان الحفّاظ. سمع من أحمد بن الحسن الصوفي، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن خريم، وطبقتهم بالعراق، والجزيرة، والشام، ومصر، وكان يقول: عندي من الباغندي مائة ألف حديث.
قال ابن ناصر الدّين: كان محدّث العراق، حافظا، ثقة، نبيلا، مكثرا، متقنا، يميل إلى التشيّع قليلا. انتهى.
وفيها غندر النّجار، أبو بكر، محمد بن جعفر بن العبّاس. روى عن ابن المجدّر، وابن صاعد. وعنه: الحسن بن محمد الخلّال، وكان يحفظ.
قاله ابن بردس.
وفيها محمد بن النّضر، أبو الحسين الموصلي النحّاس، الذي روى ببغداد «معجم أبي يعلى» عنه.
قال البرقاني: واه لم يكن ثقة.
[1] في «العبر» : «أبو الحسن» .