الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وستين وثلاثمائة
فيها كما قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [1] : أمر الطائع بأن تضرب الدبادب على باب عضد الدولة في وقت الصبح، والمغرب، والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة.
قال ابن الجوزي: وهذان أمران لم يكونا من قبله، ولا أطلقا لولاة العهود، وما حظي عضد الدولة بذلك إلا لضعف الخلافة [2] .
وفيها توفي أبو بكر القطيعي، أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي، مسند العراق، وكان يسكن بقطيعة الدّقيق [3] ، فنسب إليها. روى عن عبد الله بن الإمام أحمد «المسند» وسمع من الكديمي، وإبراهيم الحربي والكبار، توفي في ذي الحجة، وله خمس وتسعون سنة، وكان شيخا صالحا.
وفيها السّيرافي، أبو سعيد، الحسن بن عبد الله بن المرزبان، صاحب العربية، كان أبوه مجوسيا فأسلم [4] ، وسمّي عبد الله، سمّاه به ابنه المذكور،
[1] ص (407) بتحقيق الشيخ محمد محيي الدّين عبد الحميد، وقد نقل المؤلف عنه باختصار.
[2]
وقد ساق الذهبي هذا الخبر في «العبر» (2/ 352) . باختصار أيضا فراجعه.
[3]
كذا في الأصل والمطبوع، و «تاج العروس» (قطع)، وفي «معجم البلدان» لياقوت (4/ 377) طبع دار صادر:«قطيعة الرّقيق» .
[4]
في الأصل والمطبوع: «وأسلم» وأثبت لفظ «العبر» .
وكان اسمه أولا [1] بهزاد [2] ، تصدّر أبو سعيد لإقراء القراءات، والنحو، واللغة، والعروض، والفقه، والحساب، وكان رأسا في النحو، بصيرا بمذهب الإمام أبي حنيفة، قرأ القرآن على ابن مجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دريد، والنحو عن ابن السّراج، وكان ورعا يأكل من النسخ، وكان ينسخ الكراس بعشرة دراهم لبراعة خطه، ذكر عنه الاعتزال ولم يظهر منه، ومات في رجب عن أربع وثمانين سنة.
قال ابن خلّكان [3] : أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السّيرافي النحوي المعروف بالقاضي. سكن بغداد وتولى القضاء بها نيابة عن أبي محمد بن معروف، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وشرح «كتاب سيبويه» فأجاد فيه، وله كتاب «ألفات الوصل والقطع» وكتاب «أخبار النحويين البصريين» وكتاب «الوقف والابتداء» وكتاب «صنعة الشعر والبلاغة» و «شرح مقصورة ابن دريد» وكان الناس يشتغلون عليه بعدة فنون، القرآن الكريم، والقراءات، وعلوم القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والفرائض، والحساب، والكلام، والشعر، والعروض، والقوافي، وكان نزها عفيفا، جميل الأمر، حسن الأخلاق، وكان معتزليا، ولم يظهر منه شيء، وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه:
اسكن إلى سكن تسرّ به
…
ذهب الزّمان وأنت منفرد
ترجو غدا وغد كحاملة
…
في الحيّ لا يدرون ما تلد
وتوفي يوم الاثنين ثاني رجب ببغداد، وعمره أربع وثمانون سنة، ودفن بمقابر [4] الخيزران.
[1] في المطبوع: «وكان أولا اسمه» .
[2]
تحرّف في المطبوع إلى «بهزار» .
[3]
انظر «وفيات الأعيان» (2/ 78- 79) .
[4]
في «وفيات الأعيان» : «بمقبرة» .
وقال ولده أبو محمد يوسف: أصل أبي من سيراف، ومضى إلى عسكر مكرم، وأقام عند أبي محمد بن عمر المتكلم، وكان يقدمه، ويفضله [1] على جميع أصحابه، ودخل بغداد، وخلف القاضي أبا محمد بن معروف على قضاء الجانب الشرقي [ثم][2] في الجانبين.
والسّيرافي: بكسر السين المهملة، وبعد الراء والألف فاء، نسبة إلى سيراف، وهي من بلاد فارس، على ساحل البحر، مما يلي كرمان، خرج منها جماعة من العلماء.
وفيها أبو القاسم الآبندوني- بألف ممدودة وفتح الباء الموحدة، وسكون النون، وضم المهملة، نسبة إلى آبندون من قرى جرجان- واسمه عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني الحافظ. سكن بغداد، وحدّث عن أبي خليفة، والحسن بن سفيان، وطبقتهما، وهو ثقة ثبت.
قال الحاكم: كان أحد أركان الحديث.
وقال البرقاني: كان محدّثا، زاهدا، متقلّلا من الدّنيا، لم يكن يحدّث غير واحد [منفرد][3] ، لسوء أدب الطلبة وحديثهم وقت السماع، عاش خمسا وتسعين سنة، وممّن حدّث عنه البرقاني [4] ، وأبو العلاء الواسطي.
وفيها الرّخّجيّ- بالضم وتشديد المعجمة المفتوحة وجيم، نسبة إلى الرّخّجية، قرية ببغداد- القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد البغدادي [5]
[1] في الأصل: «وفضله» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[2]
سقطت من الأصل والمطبوع واستدركتها من «وفيات الأعيان» .
[3]
زيادة من «تاريخ بغداد» (9/ 407) و «المنتظم» لابن الجوزي (7/ 96) .
[4]
في الأصل والمطبوع: «الرماني» والتصحيح من «تاريخ بغداد» (9/ 407) و «المنتظم» لابن الجوزي (7/ 96) وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني المتوفى سنة (425) هـ. انظر «طبقات الحفاظ» للسيوطي ص (418) .
[5]
قال السمعاني في «الأنساب» (6/ 97) : يعرف بابن بنت القنبيطي، وانظر تتمة كلامه عنه هناك.
الفقيه، أحد تلامذة ابن جرير [1] . روى عن محمد بن جعفر القتّات وطبقته، ومات في ذي الحجة، عن سن عالية.
وفيها الحافظ النبيل أحمد بن موسى بن عيسى بن أحمد بن عبد الرّحمن، الوكيل الفرضي، أبو الحسن [2] بن أبي عمر الجرجاني. كان حافظا نبيها غير أنه كان يضع الحديث، نسأل الله العافية.
وفيها أبو أحمد الجلودي- بضمتين، وقيل بفتح الجيم نسبة إلى الجلود- محمد بن عيسى بن عمرويه [3] النيسابوري، راوية «صحيح مسلم» عن ابن سفيان الفقيه. سمع من جماعة، ولم يرحل.
قال الحاكم: هو من كبار عبّاد الصوفية، وكان ينسخ بالأجرة، ويعرف مذهب سفيان [4] وينتحله. توفي في ذي الحجة، وله ثمانون سنة.
وفيها أبو الحسين الحجّاجي- نسبة إلى جدّ- محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري، الحافظ الثقة المقرئ، العبد الصالح الصدوق، في ذي الحجة، عن ثلاث وثمانين سنة. قرأ على ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وابن خزيمة، وهذه الطبقة، بمصر، والشام، والعراق، وخراسان، وصنّف العلل، والشيوخ، والأبواب.
قال الحاكم: صحبته نيّفا وعشرين سنة، فلم [5] أعلم أن الملك كتب
[1] في الأصل والمطبوع: «أحد تلامذة ابن جريج» وهو خطأ، والصواب أنه أحد تلامذة محمد بن جرير الطبري كما في «الأنساب» و «العبر» (2/ 354) .
[2]
في الأصل والمطبوع: «أبو الحسين» وهو خطأ، والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (16/ 382) والمصادر المذكورة في حاشيته.
[3]
انظر «الأنساب» (3/ 283) وحاشية محققه العلّامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني عليه ففي ذلك فائدة عزيزة.
[4]
يعني سفيان الثوري. انظر «الأنساب» (3/ 284) .
[5]
في «العبر» : «فما» .
عليه خطيئة، وسمعت أبا عليّ الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت منه، وأنا ألقّبه بعفّان لثبته، رحمه الله تعالى.
وفيها هفتكين التّركي الشرابي [1] ، خرج عن بغداد خوفا من عضد الدولة، ونزل الشام، فتملك دمشق بإعانة أهلها في سنة أربع وستين، وردّ الدعوة العبّاسية، ثم صار إلى صيدا، وحارب المصريين، فقدم لحربه القائد جوهر، وحاصره بدمشق سبعة أشهر، ثم ترحل عنه، فساق وراء جوهر، فالتقوا بعسقلان، فهزم جوهرا، وتحصّن جوهر بعسقلان، فحاصره هفتكين بها خمسة عشر شهرا، ثم أمّنه، فنزل وذهب إلى مصر، فصادف العزيز صاحب مصر قد جاء في نجدته، فردّ معه، فكانوا سبعين ألفا، فالتقاهم هفتكين، فأخذوه أسيرا، في أول سنة ثمان هذه، ثم من عليه العزيز، وأعطاه إمرة، فخاف منه ابن كلّس الوزير وقتله، سقاه سمّا، وكان يضرب بشجاعته المثل.
[1] انظر «سير أعلام النبلاء» (16/ 307- 308) .