الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وثمانين وثلاثمائة
فيها توفي أبو حامد النّعيمي، أحمد بن عبد الله بن نعيم السّرخسي، نزيل هراة، في ربيع الأول. روى «الصحيح» عن الفربري، وسمع من الدّغولي، وجماعة.
وفيها أبو أحمد السّامرّي- بفتح الميم وتشديد الراء، نسبة إلى سرّ من رأى- عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي المقرئ، شيخ الإقراء بالدّيار المصرية. مات في المحرم وله إحدى وتسعون سنة. قرأ القرآن في الصغر، فذكر أنه قرأ على أحمد بن سهل الأشناني، وأبي عمران الرّقّي، وابن شنبوذ، وابن مجاهد، وحدّث عن أبي العلا محمد بن أحمد الوكيعي، فاتهمه الحافظ عبد الغني المصري في لقيه [1] وقال: لا أسلّم على من يكذب في الحديث، وفي «العنوان» [2] أن السامري، قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، وهذا وهم من صاحب «العنوان» لأن محمد بن يحيى توفي قبل مولد السامري بخمس عشرة سنة أو هو محمد بن السامري [3] ، ويدل عليه
[1] في «العبر» : «في لقبه» .
[2]
يعني كتاب «العنوان في السبعة القراء» لأبي طاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري السّرقسطي المتوفى سنة (455) هـ. انظر «كشف الظنون» (2/ 1176) و «الأعلام» للزركلي (1/ 313) .
[3]
في المطبوع: «أو هو عمد بن السامري» وهو تحريف غير سياق النص، وانظر «العبر» (3/ 34) .
قول محمد بن علي الصوري: قد ذكر أبو أحمد، أنه قرأ على الكسائي الصغير، فكتب في ذلك إلى بغداد، يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيدا.
قال في «العبر» [1] : قلت: ثم أمسك أبو أحمد عن هذا القول، وروى عن ابن مجاهد، عن الكسائي. انتهى.
وفيها عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الأصبهاني. روى مسند أحمد بن منيع، عن جدّه، ومات في شعبان.
وفيها الحربي، أبو الحسن، علي بن عمر الحميري البغدادي، ويعرف أيضا بالسكري، وبالصيرفي، وبالكيّال. روى عن أحمد بن الصوفي، وعبّاد بن علي السّيريني، والباغندي، وطبقتهم.
ولد سنة ست وتسعين ومائتين، وسمع سنة ثلاث وثلاثمائة، باعتناء أخيه، وتوفي في شوال.
وفيها أبو عبد الله الختن الشافعي، محمد بن الحسن الإستراباذي- بكسر أوله والفوقية، وسكون السين، وفتح الراء والموحدة، بعدها معجمة، نسبة إلى استراباذ، من بلاد مازندران، بين سارية وجرجان- وهو ختن أبي بكر الإسماعيلي، وهو صاحب وجه في المذهب، وله مصنفات عاش خمسا وسبعين سنة، وكان أديبا، بارعا، مفسرا، مناظرا. روى عن عبد الملك بن عدي الجرجاني، وتوفي في يوم عرفة.
قال الإسنوي: نقل عنه الرافعي في كتاب الجنايات قبيل العاقلة بقليل، أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تخييل لظاهر الآية. انتهى.
[1](3/ 35) .
وفيها أبو طالب صاحب «القوت» [1] محمد [بن علي] بن عطية الحارثي العجمي ثم المكّي. نشأ بمكة، وتزهد، وسلك، ولقي الصوفية، وصنّف، ووعظ، وكان صاحب رياضة ومجاهدة، وكان على نحلة أبي الحسن بن سالم البصري، شيخ السالمية. روى عن علي بن أحمد المصّيصي وغيره. قاله في «العبر» [2] .
وقال ابن خلّكان [3] : أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي، صاحب كتاب «قوت القلوب» كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، ويتكلم في الجامع، وله مصنفات في التوحيد، [و] لم يكن من أهل مكة، وإنما كان من أهل الجبل، وسكن مكّة، فنسب إليها، وكان يستعمل الرياضة كثيرا، حتّى قيل: إنه هجر الطعام زمانا، واقتصر على أكل الحشائش المباحة، فاخضرّ جلده من كثرة تناولها.
ولقي جماعة من المشايخ في الحديث، وعلم الطريقة وأخذ عنهم، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته، وقدم بغداد، فوعظ الناس، وخلّط في كلامه فهجروه وتركوه.
قال محمد بن طاهر المقدسي في كتاب «الأنساب» [4] : إن أبا طالب المكّي لما دخل بغداد واجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ، خلّط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدّعه الناس [5] وهجروه، وامتنع من الكلام بعد ذلك.
[1] واسمه الكامل «قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد» .
انظر «كشف الظنون» (2/ 1361) .
[2]
(3/ 35- 36) وما بين حاصرتين مستدرك ومنه ومن «سير أعلام النبلاء» (16/ 536) .
[3]
انظر «وفيات الأعيان» (4/ 303) .
[4]
انظر «الأنساب المتفقة» ص (153- 154) .
[5]
تحرّفت في الأصل والمطبوع إلى: «فبعده الناس» والتصحيح من «وفيات الأعيان» و «الأنساب المتفقة» .
وله كتب في التوحيد، وتوفي سادس جمادى الآخرة ببغداد، ودفن بمقبرة الملكية بالجانب الشرقي، وقبره هناك يزار، رحمه الله. انتهى بحروفه.
وفيها العزيز بالله، أبو منصور، نزار بن المعزّ [بالله] معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بالله محمد بن المهدي العبيدي الباطني، صاحب مصر [والمغرب][1] ، والشام، وولي الأمر بعد أبيه، وعاش العزيز اثنتين وأربعين سنة، وكان شجاعا، جوادا، حليما، وكان أسمر، أصهب، أعين، أشهل، حسن الخلق، قريبا من الناس، لا يحب سفك الدّماء، له أدب وشعر، وكان مغرى بالصيد، وقام بعده ابنه الحاكم.
وهو الذي اختطّ جامع مصر القاهرة، وبنى قصر البحر، وقصر الذهب، وجامع القرافة.
قيل: إنه كتب إلى صاحب الأندلس المرواني، يهجوه ويذم نسبه، فكتب إليه المرواني: عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك وأجبناك [2] والسلام. فاشتد ذلك عليه وأفحمه، لأن أكثر الناس لا يسلمون للعبيديين نسبتهم إلى أهل البيت.
ووجد العزيز يوما رقعة على منبر الخطبة فيها:
إنّا سمعنا نسبا منكرا
…
يتلى على المنبر بالجامع
إن كنت فيما تدّعي صادقا
…
فاذكر [3] أبا بعد الأب الرابع
وإن ترد تحقيق ما قلته
…
فانسب لنا نفسك كالطائع [4]
[1] زيادة من «العبر» مصدر المؤلف.
[2]
في «وفيات الأعيان» : «ولو عرفناك لأجبناك» .
[3]
في الأصل والمطبوع: «فانسب» وهو سبق عين من المؤلف والتصحيح من «وفيات الأعيان» (5/ 373) .
[4]
في الأصل والمطبوع: «كالطابع» وهو خطأ والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
أو فدع الأشياء مستورة
…
وادخل بنا في النسب الواسع [1]
[فإنّ أنساب بني هاشم
…
يقصر عنها طمع الطامع] [2]
[1] رواية البيت في «وفيات الأعيان» :
أولا دع الأنساب مستورة
…
وادخل بنا في النسب الواسع
[2]
زيادة من «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف.