الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثلاثمائة
فيها ظهر اختلال الدولة العباسية، وجيّشت الغوغاء ببغداد، فركب الجند، وسبب ذلك كثرة الظلم من الوزير حامد بن العبّاس، فقصدت العامة داره، فحاربتهم غلمانه، وكان له مماليك كثيرة، فدام القتال أياما، وقتل عدد كثير، ثم استفحل البلاء، ووقع النهب في بغداد.
وجرت فيها فتن وحروب بمصر، وملك العبيديون جيزة الفسطاط، فجزعت الخلق وشرعوا في الهرب.
وفيها توفي الحافظ أبو الحسن علي بن سراج بن أبي الأزهر المصري [1] ، وكان من الضعفاء لفسقه بشرب المسكر.
قال الحافظ ابن ناصر الدّين في «بديعة البيان» :
ثمّ علي بن سراج المصري
…
حوّله شرابه ففرّ
أي: حوّله عن العدالة إلى الفسق وعدم قبول الرّواية.
شربه المسكر ففرّ، أي: انفر منه وهو أمر من الفرار.
[1] كذا في الأصل والمطبوع، و «تاريخ بغداد» (11/ 431) و «ميزان الاعتدال» (3/ 131) و «لسان الميزان» (4/ 230) :«المصري» وفي «تذكرة الحفاظ» (2/ 756) و «طبقات الحفاظ» ص (318) : «البصري» .
وفيها إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه أبو إسحاق النيسابوري [1] الرجل الصالح، راوي «صحيح مسلم» . روى عن محمد بن رافع، ورحل وسمع ببغداد، والكوفة، والحجاز، وقيل: كان مجاب الدعوة. قاله في «العبر» [2] .
وفيها أبو محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي [3] مقرئ أهل مكّة وصاحب البزّي. روى «مسند العدني» [4] عن المصنّف [5] وتوفي في رمضان وهو في عشر التسعين.
وعبد الله بن [محمد بن] وهب الحافظ الكبير، أبو محمد الدّينوري [6] ، سمع الكثير، وطوّف الأقاليم، وروى عن أبي سعيد الأشجّ وطبقته.
قال ابن عدي [7] : سمعت عمر بن سهل يرميه بالكذب.
وقال الدار قطنّي: متروك.
[1] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 311- 313) .
[2]
(2/ 142) .
[3]
انظر «العبر» (2/ 142- 143) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 289) و «معرفة القرّاء الكبار» (1/ 227) .
[4]
في الأصل، والمطبوع:«مسند العدلي» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» و «معرفة القرّاء الكبار» .
[5]
يعني عن مصنفه الإمام الحافظ محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. تقدمت ترجمته في المجلد الثالث ص (199) .
[6]
انظر «العبر» (2/ 143) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 400- 402) وما بين حاصرتين زيادة منهما، ويقال له أيضا: عبد الله بن حمدان بن وهب الدّينوري كما في «الكامل» لابن عدي.
[7]
في «الكامل» (4/ 1579) طبع دار الفكر ببيروت، وفيه «عمر بن سهيل» .
وقال أبو علي النيسابوري: بلغني أن أبا زرعة [1] كان يعجز عن مذاكرته.
وقال ابن ناصر الدّين: كان حافظا رحّالا لكنه عند الدارقطني وغيره من المتروكين، وقد قبله قوم وصدقوه فيما ذكره ابن عدي وعنه نقلوه. انتهى.
وفيها أبو الطيب محمد بن المفضّل بن سلمة بن عاصم الضّبيّ [2] ، الفقيه الشافعيّ، صاحب ابن سريج. أحد الأذكياء. صنّف الكتب، وهو صاحب وجه، وكان يرى تكفير تارك الصلاة، ومات شابا، وأبوه وجدّه من أئمة العربية.
وفيها المفضّل بن محمد أبو سعيد الجندي [3] ، محدّث مكّة. روى عن إبراهيم بن محمد الشافعي، والعدني، وجماعة، ووثّقه أبو علي النيسابوري.
وفيها أبو الفرج يعقوب بن يوسف [4] وزير العزيز بن المعتز العبيدي، صاحب مصر، وكان يعقوب أولا يهوديا يزعم أنه من ولد السّموأل بن عادياء صاحب حصن الأبلق باليمن، وكان في خدمة كافور الإخشيدي، وبعد وفاة كافور ولي الوزارة للعزيز، وكان يحب العلم والعلماء.
وقال له العزيز في مرضه: لو كنت تشترى لاشتريتك بملكي وولدي، ولما مات صلى عليه ودخل قبره. قاله ابن الأهدل، وهي من غلطاته، فإنه في هذا التاريخ لم يكن وجد، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى [5] .
[1] في المطبوع: «بلغني أن أبا ذرعة» بالذال وهو خطأ.
[2]
انظر «العبر» (2/ 143) و «وفيات الأعيان» (4/ 205) .
[3]
انظر «العبر» (2/ 143) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 257- 258) .
[4]
انظر «وفيات الأعيان» (7/ 27- 35) و «الأعلام» (8/ 202- 203) .
[5]
انظر ص (422) من هذا المجلد.