الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
فيها كما قال في «شذور العقود» تزوج القادر سكينة بنت بهاء الدولة، بصداق مبلغه مائة ألف دينار، وغلا السعر، فبلغ الكرّ [من] الحنطة ستة آلاف وستمائة درهم، وابتاع سابور بن أزدشير وزير بهاء الدولة دارا في الكرخ بين السورين، وعمّرها، وسمّاها دار العلم، ووقفها، ونقل إليها كتبا كثيرة، وردّ النظر في أمرها إلى أبي الحسين بن السنية، وأبي عبد الله الضبّي القاضي.
انتهى.
وفيها توفي أبو بكر بن شاذان، والد أبي علي، وهو أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البغدادي البزّاز، المحدّث المتقن، وكان يتجر في البزّ إلى مصر وغيرها، وتوفي في شوال، عن ست وثمانين سنة [1] . وروى عن البغوي وطبقته.
وفيها إسحاق بن حمشاد الزاهد الواعظ، شيخ الكرامية ورأسهم بنيسابور.
قال الحاكم: كان من العبّاد المجتهدين، يقال: أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف، ولم أر بنيسابور جمعا مثل جنازته. انتهى.
[1] لفظة «سنة» سقطت من المطبوع.
وفيها جعفر بن عبد الله بن فناكي أبو القاسم الرّازي الرّاوي، عن محمد بن هارون الرّوياني «مسنده» . انتهى.
وفيها أبو محمد بن حزم القلعي الأندلسي الزاهد، واسمه عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم. رحل إلى الشام، والعراق، وسمع أبا القاسم بن [أبي] العقب، وإبراهيم بن علي الهجيمي، وطبقتهما.
قال ابن الفرضي [1] : كان جليلا، زاهدا، شجاعا، مجاهدا، ولّاه المستنصر القضاء، فاستعفاه فأعفاه، وكان فقيها صلبا ورعا، كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه، سمعت عليه علما كثيرا [2] ، وعاش ثلاثا وستين سنة. انتهى.
وفيها علي بن حسّان، أبو الحسن الجدلي الدّممي- ودممّا قرية دون الفرات [3]-. روى عن مطين، وبه ختم حديثه.
وفيها أبو بكر محمد بن العبّاس الخوارزمي [4] ، الشاعر المشهور، ويقال له: الطبرخي، لأن أباه كان من خوارزم، وأمه من طبرستان، فركب له من الاسمين نسبة، وهو ابن أخت أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب «التاريخ» وأبو بكر المذكور أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير، كان إماما في اللغة والأنساب، أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب، وكان مشارا إليه في عصره.
ويحكى أنه قصد حضرة الصاحب بن عبّاد وهو بأرجان، فلما وصل
[1] انظر «تاريخ علماء الأندلس» ص (244- 245) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف.
[2]
في الأصل والمطبوع و «العبر» : «علماء كثير» والتصحيح من «تاريخ علماء الأندلس» ونص كلامه فيه: «وقرأت عليه علما كثيرا» .
[3]
انظر «معجم البلدان» (2/ 471) .
[4]
لفظة «الخوارزمي» سقطت من الأصل واستدركتها من المطبوع.
لبابه قال لأحد حجّابه: قل للصاحب على الباب أحد الأدباء، وهو يستأذن في الدخول، فدخل الحاجب وأعلمه، فقال الصاحب: قل له: قد ألزمت نفسي أنه لا يدخل عليّ من الأدباء إلّا من يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب، فخرج إليه الحاجب وأعلمه بذلك، فقال له أبو بكر: ارجع إليه وقل له: هذا القدر من شعر الرجال أم من شعر النساء؟ فدخل عليه الحاجب فأعاد عليه ما قال، فقال الصاحب: هذا يؤيد أن يكون أبا بكر الخوارزمي، فأذن له في الدخول عليه، فعرفه وانبسط معه، ولكنه لم يجزل له العطاء، ففارقه غير راض، وعمل فيه:
لا تحمدنّ ابن عبّاد وإن هطلت
…
يداه بالجود حتّى أخجل الدّيما
فإنها خطرات من وساوسه
…
يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
فبلغ ذلك ابن عبّاد، فلما بلغه خبر موته أنشد:
أقول لركب من خوارزم [1] قافل
…
أمات خوارزميّكم؟ قيل لي: نعم
فقلت: اكتبوا بالجصّ من فوق قبره
…
ألا لعن الرّحمن من كفر النعم
ولأبي بكر المذكور ديوان رسائل وديوان شعر.
وقد ذكره الثعالبي في «اليتيمة» [2] وذكر قطعة من نثره، ثم أعقبها بشيء من نظمه، فمن ذلك قوله:
رأيتك إن أيسرت خيّمت عندنا
…
مقيما وإن أعسرت زرت لماما
فما أنت إلّا البدر إن قلّ ضوؤه
…
أغبّ وإن زاد الضياء أقاما [3]
وملحه ونوادره كثيرة، ولما رجع من الشام سكن نيسابور، ومات بها في منتصف رمضان من هذه السنة.
[1] في «وفيات الأعيان» (4/ 402) : «من خراسان» .
[2]
انظر «يتيمة الدهر» (4/ 223) طبع دار الكتب العلمية ببيروت.
[3]
البيتان في «يتيمة الدهر» (4/ 273- 274) .
وقال ابن الأثير في «تاريخه» [1] : مات سنة ثلاث وتسعين، والله أعلم.
وفيها أبو الفضل نصر بن محمد [بن] أحمد بن يعقوب العطار بن أبي نصر الطّوسي [2] . كان حافظا ناقدا ثقة وكان رأسا في علم الصوفية. قاله ابن ناصر الدّين.
[1] انظر «الكامل في التاريخ» (9/ 101) .
[2]
انظر «التبيان شرح بديعة البيان» (136/ ب) و «تذكرة الحفاظ» للذهبي (3/ 1016) .