المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة أربع وثمانين وثلاثمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٤

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع]

- ‌سنة إحدى وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثلاثمائة

- ‌سنة عشر وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ست عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة عشرين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة أربعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمسين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ستين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربعمائة

الفصل: ‌سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

‌سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

فيها اشتد البلاء بالعيّارين ببغداد، وقووا على الدولة، وكان رأسهم عزيز البابصري، التفّ [1] عليه خلق من المؤذين، وطالبوا بضرائب الأمتعة، وجبوا الأموال، فنهض السلطان، وتفرّغ لهم، فهربوا في الظاهر، ولم يحج أحد إلا الرّكب المصري فقط.

وفيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ المشرك الحرّاني الأديب، صاحب التّرسّل، وكاتب الإنشاء للملك عز الدولة بختيار، ألحّ عليه عز الدولة أن يسلم فامتنع، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، وله النظم والنثر والتّرسّل الفحل، ولما مات عضد الدولة، همّ بقتله لأجل المكاتبات الفجّة التي كان يرسلها عز الدولة بإنشائه إلى عضد الدولة، ثم تركه لشفاعة، وأمره أن يضع له كتابا في أخبار الدولة الديلمية، فعمل «الكتاب التاجي» فقيل لعضد الدولة: إن صديقا للصابىء دخل عليه فرآه في شغل شاغل من التعليق والتسويد والتبييض، فسأله عمّا يعمل؟ فقال: أباطيل أنمقها وأكاذيب ألفقها، فحركت ساكنه وأهاجت حقده، ولم يزل مبعدا في أيامه، وكان له عبد أسود اسمه يمن، وكان يهواه، وله فيه المعاني البديعة فمن جملة ما ذكره له الثعالبي في كتاب «الغلمان» قوله:

[1] في الأصل والمطبوع: «التفت» وأثبت ما في «العبر» وهو الصواب.

ص: 437

قد قال يمن وهو أسود للذي

ببياضه استعلى علوّ الخاتن

ما فخر وجهك بالبياض وهل ترى

أن قد أفدت به مزيد محاسن

ولو ان مني فيه خالا زانه

ولو ان منه في خالا شانني

وذكر له فيه الثعالبي أيضا:

لك وجه كأن يمناي خطت

هـ بلفظ تمله آمالي

فيه معنى من البدور ولكن

نفضت صبغها عليه اللّيالي

لم يشنك السواد بل زدت حسنا

إنما يلبس السواد الموالي

فبمالي أفديك إن لم تكن لي

وبروحي أفديك إن كنت مالي

وله أيضا وهو معنى بديع:

أيّها اللائم الذي يتصدى

بقبيح يقوله لجوابي

لا تؤمل إني أقول لك اخسأ

لست أسخو بها لكل الكلاب

وتوفي الصابئ يوم الاثنين، وقيل: الخميس، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال هذه السنة ببغداد، وقيل: سنة ثمانين وثلاثمائة، وعمره إحدى وسبعون سنة، ودفن بالشّونيزيّة، ورثاه الشريف الرضي بقصيدته الدالية المشهورة، التي أولها:

أرأيت من حملوا على الأعواد

أرأيت كيف خبا ضياء النادي [1]

وعاتبه الناس لكونه شريفا يرثي صابئيا، فقال: إنما رثيت فضله.

وبالجملة فإنه كان أعجوبة من الأعاجيب، لكن أضلّه الله على علم، نعوذ برضاه من سخطه، ونسأله العافية.

والصابئ: بهمز آخره، قيل: نسبة إلى صابئ بن متوشلخ [2] بن إدريس

[1] انظر «ديوانه» (1/ 381) .

[2]

في «وفيات الأعيان» (1/ 54) : «متوشلح» بالحاء المهملة، وقال محققه: في «د» :

ص: 438

عليه السلام، وكان على الحنيفية [1] الأولى، وقيل:[إلى] الصابئ بن ماري، وكان في عصره الخليل عليه السلام، وقيل: الصابئ عند العرب من خرج عن دين قومه وهو الأصح، ولذلك كانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم صابئا لخروجه عن دين قومه.

قال حسن چلبي في حاشيته على «المطول» : والصابئون بالهمز وبدونها، أي الخارجون، من صبأ إذا خرج، وهم قوم خرجوا عن دين اليهود والنصارى، وعبدوا الملائكة. انتهى.

والصابئة ملّة إدريس عليه السلام.

قال السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» [2] ما لفظه: ذكر أئمة التاريخ، أن آدم عليه الصلاة والسلام، أوصى لابنه شيث، وكان فيه وفي بنيه النبوّة والدّين، وأنزل عليه تسع وعشرون صحيفة، وأنه جاء إلى أرض مصر، وكانت تدعى بابليون [3] ، فنزلها هو وأولاد أخيه، فسكن شيث فوق الجبل، وسكن أولاد قابيل أسفل الوادي، واستخلف شيث ابنه أنوش، واستخلف أنوش ابنه قينان [4] واستخلف قينان [4] ابنه مهلائيل [5] واستخلف مهلائيل ابنه يرد، ودفع الوصية إليه، وعلّمه جميع العلوم، وأخبره بما يحدث

«متوشلخ» .

[1]

في الأصل والمطبوع: «على الحنفية» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[2]

انظره (1/ 30) .

[3]

في الأصل والمطبوع: «بايلون» وفي «حسن المحاضرة» : «باب لون» والتصحيح من «معجم البلدان» (1/ 311) وانظر «تاريخ الطبري» (6/ 145) قال ياقوت: وهو اسم عامّ لديار مصر بلغة القدماء، وقيل: اسم لموضع الفسطاط خاصة، وانظر تتمة كلامه فيه فهو غاية في الفائدة.

[4]

في الأصل والمطبوع: «قونان» والتصحيح من «حسن المحاضرة» وهو قينان أبو مهلائيل.

انظر «تاريخ الطبري» (1/ 154) .

[5]

تحرّفت في «حسن المحاضرة» إلى «مهليائيل» .

ص: 439

في العالم، ونظر في النجوم وفي الكتاب الذي أنزل على آدم عليه السلام، وولده، ليرد أخنوخ، وهو هرمس، وهو إدريس عليه السلام، وكان الملك في ذلك الوقت محويل بن أخنوخ [1] بن قابيل، وتنبأ إدريس، وهو ابن أربعين سنة، وأراده الملك بسوء، فعصمه الله، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة، ودفع إليه أبوه وصية جدّه، والعلوم التي عنده، وولد بمصر، وخرج منها، وطاف الأرض كلها، ورجع فدعا الخلق إلى الله [عز وجل] فأجابوه، حتى عمّت ملّته الأرض [2] ، وكانت ملّته الصابئة، وهي توحيد الله، والطهارة، والصلاة، والصوم، وغير ذلك من رسوم التعبدات. وكان في رحلته إلى المشرق أطاعه جميع ملوكها، وابتنى مائة وأربعين مدينة أصغرها الرّها، ثم عاد إلى مصر، فأطاعه [3] ملكها وآمن به، فنظر في تدبير أمرها، وكان النّيل يأتيهم سيحا، فينحازون عن سيله إلى أعالي الجبال [4] والأرض العالية حتّى ينقص، فينزلون ويزرعون حيث [5] وجدوا الأرض بريّة [6] ، وكان يأتي في وقت الزراعة وفي غير وقتها، فلما عاد إدريس، جمع أهل مصر، وصعد بهم إلى أوّل مسيل النيل إليها، ودبّر وزن الأرض، ووزن الماء على الأرض، وأمرهم بإصلاح ما أراد [7] من إصلاح [من خفض][8] المرتفع ورفع المنخفض، وغير ذلك مما

[1] كذا في الأصل والمطبوع: «محويل بن أخنوخ» وفي «حسن المحاضرة» (1/ 30) ذكر مرة باسم «محويل بن أخنوخ» كما في كتابنا، ومرة باسم «محويل بن خنوخ» وهو كذلك في «تاريخ الطبري» (1/ 165) .

[2]

قوله: «ورجع فدعا الخلق إلى الله عز وجل، فأجابوه، حتى عمّت ملّته الأرض» لم يرد في «حسن المحاضرة» الذي بين يدي.

[3]

في الأصل والمطبوع: «وأطاعه» وأثبت لفظ «حسن المحاضرة» .

[4]

في «حسن المحاضرة» : «من مساله إلى أعاله الجبل» .

[5]

في «حسن المحاضرة» : «حيثما» .

[6]

في «حسن المحاضرة» ، «نديّة» .

[7]

في «حسن المحاضرة» : «ما أرادوا» .

[8]

ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «حسن المحاضرة» .

ص: 440

رأى [1] في [علم] النجوم، والهندسة، والهيئة.

وكان أول من تكلم في هذه العلوم وأخرجها من القوّة إلى الفعل، ووضع فيها الكتب، ورسم فيها التعليم [2] ثم سار إلى بلاد الحبشة، والنوبة، وغيرها، وجمع أهلها، وزاد في جري النيل ونقصه [3] بحسب [4] بطئه وسرعته في طريقه، حتّى عمل على [5] حساب جريه ووصوله إلى أرض مصر في زمن الزراعة على ما هو عليه الآن، فهو أول من دبّر جري النيل إلى مصر، ومات إدريس بمصر، والصابئة تزعم أن هرمي مصر، أحدهما قبر شيث، والآخر قبر إدريس، والأصح أنه ليس إدريس، إنما هو مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام. هذا كله كلام التّيفاشي [6] . انتهى ما قاله السيوطي بحروفه.

وفيها صبح بن أحمد [7] الحافظ أبو الفضل التميمي الأحنفي الهمذاني السّمسار ويعرف أيضا بابن الكوملاذي [8] محدّث همذان. روى عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم وطبقته، وهو الذي لما أملى الحديث باع طاحونا له بسبعمائة دينار ونثرها على المحدّثين.

[1] في «حسن المحاضرة» : «مما رآه» .

[2]

في «حسن المحاضرة» : «ورسم فيها العلوم» .

[3]

في الأصل والمطبوع: «ونقص» والتصحيح من «حسن المحاضرة» .

[4]

في الأصل والمطبوع: «بحيث» والتصحيح من «حسن المحاضرة» .

[5]

لفظة «على» لم ترد في «حسن المحاضرة» .

[6]

تحرّف في الأصل والمطبوع إلى «التيغاشي» وهو خطأ، والتصحيح من «حسن المحاضرة» وهو أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن حمدون، شرف الدين القيسي التيفاشي، عالم بالحجارة الكريمة، غزير العلم بالأدب وغيره، مات سنة (651) هـ. انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» (1/ 273- 274) .

[7]

كذا الأصل والمطبوع: «صبح بن أحمد» وفي «العبر» (3/ 27) و «سير أعلام النبلاء» (16/ 518) : «صالح بن أحمد» وكذلك سيذكره المؤلف بعد قليل، ويبدو أنه كان يعرف ب «صالح» وب «صبح» .

[8]

في الأصل والمطبوع «اللوملاذ» وفي «العبر» : «الكوملاذ» والتصحيح «سير أعلام النبلاء» (16/ 518)، والكوملاذي: نسبة إلى «كوملاذ» من قرى همذان. انظر «معجم البلدان»

ص: 441

قال شيرويه [1] : كان ركنا من أركان الحديث، [ثقة، حافظا] ديّنا ورعا [صدوقا] ، ولا يخاف في الله لومة لائم، وله عدة مصنفات، توفي في شعبان، والدعاء عند قبره مستجاب! ولد سنة ثلاث وثلاثمائة.

وفيها الرّمّاني، شيخ العربية، أبو الحسن علي بن عيسى النحوي [2] ببغداد، وله ثمان وثمانون سنة، وكانت ولادته أيضا ببغداد في سنة ست وتسعين ومائتين، وتوفي ليلة الأحد حادي عشر جمادى الأولى من هذه السنة على الصحيح، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وأصله من سرّ من رأى، وهو أحد الأئمة المشاهير، جمع بين علم الكلام والعربية، وله قريب من مائة مصنف، منها «تفسير القرآن العظيم» وكان متقنا لعلوم كثيرة، منها القراءات، والفقه، والنحو، والكلام على مذهب المعتزلة، والتفسير، واللغة، وأخذ عن ابن دريد، وأبي بكر بن السرّاج، وغيرهما.

وفيها صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح التميمي الأحنفي، من ولد الأحنف بن قيس، وهو المترجم بصبح قبل أسطر، وكان حافظا ثقة ديّنا، من الأبرار. قاله ابن ناصر الدّين.

وفيها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش الأصبهاني العدل، مسند أصبهان في عصره. روى عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، ويحيى بن صاعد، وطبقتهما.

(4/ 495)، أما السمعاني فقال:«الكوملاباذي» نسبة إلى «كوملاباذ» انظر «الأنساب» (10/ 502- 503) .

[1]

في الأصل والمطبوع: «سيرويه» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» وما بين حاصرتين زيادة منه.

[2]

انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» (16/ 533- 534) وانظر كتاب «الرّمّاني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه» للعالم الجليل الدكتور مازن المبارك، أستاذ العربية في جامعة دمشق حفظه الله، فإنك ستقف فيه على فوائد عزيزة إن شاء الله تعالى.

ص: 442

وفيها محدّث الكوفة، أبو الحسن، محمد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفي الحافظ، كان أحد المعمرين المشهورين، أدرك أصحاب أبي كريب، وأبي سعيد الأشج، وجمع وألّف.

وفيها أبو الحسن محمد بن العبّاس بن أحمد بن الفرات البغدادي الحافظ. سمع من أبي عبد الله المحاملي وطبقته، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته.

قال الخطيب [1] : بلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري وحده [2] . ألف جزء، وأنه كتب مائة «تفسير» ومائة «تاريخ» كبير، وهو حجة ثقة.

وفيها شيخ الشافعية، أبو الحسن، الماسرجسي، محمد بن علي بن سهل النيسابوري، سبط الحسن بن عيسى بن ماسرجس- بفتح السين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم- روى عن أبي حامد بن الشرقي وطبقته، ورحل بعد الثلاثين، وكتب الكثير بالعراق، والحجاز، ومصر.

قال الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه، صحب أبا إسحاق المروزي مدة، وصار ببغداد معيدا لأبي علي بن أبي هريرة، وعاش ستا وسبعين سنة.

قال الإسنوي: أخذ عن أبي إسحاق وصحبه إلى مصر، ولازمه إلى أن توفي، فانصرف إلى بغداد، ودرّس بها، وكان المجلس له بعد قيام ابن أبي هريرة، وكان معيد درسه، ثم انصرف إلى خراسان سنة أربع وأربعين، وتوفي بها عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس، السادس من جمادى الآخرة، وهو

[1] انظر «تاريخ بغداد» (3/ 122) .

[2]

تحرفت في الأصل والمطبوع إلى «وجده» والتصحيح من «تاريخ بغداد» .

ص: 443

ابن ست وسبعين سنة. نقل عنه الرافعي استحباب تطويل الركعة الأولى على الثانية، وحكى عنه في باب الدّيات، أنه قال: رأيت صيادا يرمي الصيد على فرسخين.

وكان له ولد اسمه محمد، ويكنى أبا بكر، درس الفقه على أبيه، وسمع الحديث ببلاد كثيرة، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة عن أربع وثلاثين سنة ودفن بداره. انتهى ملخصا.

وفيها أبو عبيد الله [1] المرزباني محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله الكاتب، الأخباري العلّامة المعتزلي، صنّف أخبار المعتزلة وأخبار الشعراء، وغير ذلك، وحدّث عن البغوي [2] ، وابن دريد، ومات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة.

قال ابن خلّكان [3] : الخراساني الأصل، البغدادي المولد، صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة، وكان راوية للآداب صاحب أخبار، وتآليفه كثيرة، وكان ثقة في الحديث ومائلا إلى التشيع في المذهب، وهو أول من جمع «ديوان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي» واعتنى به وهو صغير الحجم، يدخل في مقدار ثلاث كراريس، وقد جمعه من بعده جماعات وزادوا فيه أشياء ليست له [4] ، وشعر يزيد مع قلته في غاية الحسن، ومن لطيف شعره الأبيات العينية التي منها:

إذا رمت من ليلى على البعد نظرة

تطفّي [5] جوى بين الحشا والأضالع

[1] في «العبر» : «أبو عبد الله» وهو خطأ فيصحح فيه.

[2]

يعني عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي.

[3]

انظر «وفيات الأعيان» (4/ 354- 356) .

[4]

قلت: وقد جمع بعض شعره وبعض ما ينسب إليه من الشعر من المعاصرين الدكتور صلاح الدّين المنجد، ونشره في دار الكتاب الجديد ببيروت عام 1402 هـ.

[5]

في الأصل والمطبوع: «فتطفي» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» و «شعر يزيد بن معاوية» للمنجد.

ص: 444

تقول نساء الحيّ تطمع أن ترى

محاسن ليلى؟ مت بداء المطامع

وكيف ترى ليلى بعين ترى بها

سواها؟ وما طهّرتها بالمدامع

وتلتذّ منها بالحديث وقد جرى

حديث سواها في خروق المسامع

أجلّك يا ليلى عن العين إنّما

أراك بقلب خاشع لك خاضع [1]

وكانت ولادة المرزباني المذكور في جمادى الآخرة، سنة سبع وتسعين ومائتين، وتوفي يوم الجمعة ثاني شوال، سنة أربع وثمانين، وقيل: ثمان وسبعين، والأول أصح، ودفن بداره بشارع عمرو [2] الرّومي ببغداد، في الجانب الشرقي، وروى عنه [أبو] عبد الله [3] الصّيمري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم.

والمرزباني: بفتح الميم وسكون الراء، وضم الزاي، وفتح الباء الموحدة، وبعد الألف نون، نسبة إلى بعض أجداده، كان اسمه المرزبان، وهذا الاسم لا يطلق عند العجم إلّا على الرجل المقدّم العظيم القدر، وتفسيره بالعربية حافظ الحدّ. انتهى ما قاله ابن خلّكان ملخصا [4] .

وجزم الذهبي في «العبر» [5] أنه كان معتزليا.

وقال ابن الأهدل: المرزباني البغدادي، صاحب التصانيف المشهورة، كان راوية في الأدب، ثقة في الرواية. انتهى.

[1] الأبيات في «وفيات الأعيان» (4/ 354- 355) و «شعر يزيد بن معاوية» للمنجد ص (20- 21) .

[2]

في الأصل والمطبوع: «عمر» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» و «إنباه الرواة» (3/ 182) .

[3]

في الأصل والمطبوع: «عبد الله» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» وهو الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصيمري القاضي أبو عبد الله. انظر «تاريخ بغداد» (8/ 78- 79) .

[4]

وانظر «المعرب» للجواليقي ص (365) بتحقيق العلّامة الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله.

[5]

انظر «العبر» (3/ 29) .

ص: 445

وفيها القاضي التّنوخي، أبو علي المحسن [1] بن علي بن محمد بن داود بن إبراهيم بن تميم الأديب الأخباري، صاحب التصانيف. ولد بالبصرة، وسمع بها من أبي العبّاس الأثرم، وطائفة، وببغداد من الصّولي وغيره، وعاش سبعا وخمسين سنة. وذكره الثعالبي وأباه [2] في باب واحد، وقدم ذكر أبيه، ثم قال في حق أبي علي المذكور [3] هلال ذاك القمر، وغصن هاتيك الشجر، والشاهد العدل بمجد أبيه وفضله، والفرع المسند لأصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد مماته، وله كتاب «الفرج بعد الشدة» ذكر في أوائل هذا الكتاب [4] أنه كان على المعيار [5] بدار الضرب بسوق الأهواز في سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وذكر بعد ذلك بقليل [6] أنه كان على القضاء بجزيرة ابن عمر.

وله ديوان شعر أكبر من ديوان أبيه، وكتاب «نشوان المحاضرة» [7] وله كتاب «المستجاد من فعلات الأجواد» ونزل ببغداد وأقام بها، وحدّث إلى حين وفاته، وكان سماعه صحيحا، وكان أول سماعه الحديث في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد الله بالقصر، وبابل، وما والاها، سنة تسع وأربعين، ثم ولّاه الإمام المطيع لله

[1] تحرّف في «العبر» إلى «الحسن» فيصحح فيه.

[2]

انظر «يتيمة الدهر» (2/ 393- 404) طبع دار الكتب العلمية.

[3]

انظر «يتيمة الدهر» (2/ 405) .

[4]

انظر «الفرج بعد الشدة» (1/ 107) بتحقيق الأستاذ عبود السالجي، طبع دار صادر.

[5]

المعيار: من المكاييل. انظر «لسان العرب» (عير) .

[6]

انظر «الفرج بعد الشدة» (1/ 134) .

[7]

كذا في الأصل والمطبوع وإحدى نسخ «وفيات الأعيان» كما ذكر محققه في حاشيته (4/ 159) و «كشف الظنون» (2/ 1953) : «نشوان المحاضرة» ، وفي معظم المصادر التي بين يدي:«نشوار المحاضرة» وهو الاسم الذي اشتهر به.

ص: 446

القضاء بعسكر مكرم، [وإيذج][1] ورامهرمز، وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواح مختلفة.

ومن شعره في بعض المشايخ وقد خرج ليستسقي وكان في السماء سحاب، فلما دعا أصحت السماء، فقال التنوخي:

خرجنا لنستسقي بفضل [2] دعائه

وقد كاد هدب الغيم أن يبلغ [3] الأرضا

فلما ابتدا يدعو تقشعت [4] السما

فما تمّ إلّا والغمام قد انفضّا

ومن المنسوب إليه أيضا [5] :

قل للمليحة في الخمار المذّهب

أفسدت نسك أخي التّقى المترهب

نور الخمار ونور خدك تحته

عجبا لوجهك كيف لم يتلهّب

وجمعت بين المذهبين فلم يكن

للحسن عن ذهبيهما من مذهب

فإذا أتت عيني [6] لتسرق نظرة

قال الشعاع لها اذهبي لا تذهبي

وأما ولده أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التّنوخي، فكان أديبا فاضلا شاعرا، راوية للشعر الكثير، وكان يصحب أبا العلاء المعري، وأخذ عنه كثيرا، وكان من أهل بيت كلهم فضلاء، أدباء، ظرفاء، وكانت ولادة الولد المذكور في منتصف شعبان، سنة خمس وستين وثلاثمائة بالبصرة،

[1] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «وفيات الأعيان» وقد تصحفت فيه «إيذج» إلى «إيدج» فتصحح، وإيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجل مدن هذه الكورة. قاله ياقوت، وانظر تتمة كلامه عنها في «معجم البلدان» (1/ 288- 289) .

[2]

في «وفيات الأعيان» : «بيمن» .

[3]

في «وفيات الأعيان» : «أن يلحف» .

[4]

في «وفيات الأعيان» : «تكشفت» .

[5]

يعني للمترجم.

[6]

في «وفيات الأعيان» : «عين» .

ص: 447

وتوفي يوم الأحد مستهل المحرم، سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وكان بينه [1] وبين الخطيب أبي زكريا التبريزي مؤانسة واتحاد بطريق أبي العلاء المعري.

وقال الخطيب البغدادي [2] : وكان قد قبلت شهادته عند الحكام في حداثته، ولم يزل على ذلك مقبولا إلى آخر عمره، وكان مستحفظا في الشهادة، محتاطا صدوقا في الحديث ونقله، وتقلد قضاء نواح عدّة، منها المدائن وأعمالها، وأذربيجان، وإفريقية، وغير ذلك، وإليه كتب أبو العلاء قصيدته التي أولها:

هات الحديث عن الزّوراء أوهيتا [3]

[1] لفظة «بينه» سقطت من الأصل وأثبتها من المطبوع و «وفيات الأعيان» .

[2]

انظر «تاريخ بغداد» (12/ 115) .

[3]

صدر بيت من قصيدة مطولة عجزه:

وموقد النّار لا تكرى بتكريتا

وانظر «شرح سقط الزند» (4/ 1553- 1555) .

ص: 448