الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
فيها كما قال في «الشذور» بعث الهجريون [1] إلى سيف الدولة، فاستهدوا حديدا، فقلع أبواب الرّقة، وأخذ كل ما يقدر عليه من الحديد، حتّى صنجات البالوعة، فبعثها إليهم.
وفيها نازل الدّمستق المصّيصة وحاصرها، وغلت الأسعار بها، ثم ترحّل عنها للغلاء الذي أصاب جيشه، ثم جاء لطرسوس.
وفيها توفي أبو سعيد بن أبي عثمان الحيري، واسمه أحمد بن محمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد الحيريّ النيسابوري، شهيدا بطرسوس، وله خمس وستون سنة. روى عن الحسن بن سفيان وطبقته، وصنّف «التفسير الكبير» و «الصحيح» على رسم مسلم، وغير ذلك.
قال ابن ناصر الدّين: كان حافظا، شجاعا، له «التفسير الكبير» و «الصحيح» على [رسم] مسلم. خرج يعسكر للجهاد مريدا، فقتل بطرسوس شهيدا. انتهى.
وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة الحافظ، وهو إبراهيم بن
[1] في «النجوم الزاهرة» (3/ 336) : «وفيها بعث القرامطة» وانظر الخبر فيه برواية أخرى أطول من التي ساقها المؤلف.
محمد بن حمزة بن عمارة، بأصبهان، في رمضان، وهو في عشر الثمانين.
قال أبو نعيم: لم ير بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند.
وقال أبو عبد الله بن مندة الحافظ: لم أر أحفظ منه.
وقال ابن عقدة: قلّ من رأيت مثله.
روى عن مطين، وأبي شعيب الحرّاني.
وفيها أبو عيسى بكّار بن أحمد البغدادي، شيخ المقرئين في زمانه.
قرأ على جماعة من أصحاب الدّوري، وسمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وتوفي في ربيع الأول وقد قارب الثمانين.
وفيها جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي المؤدّب. روى عن الكديمي وطبقته، وكان من العارفين البارعين الخيّرين.
وفيها أبو علي بن السّكن، الحافظ الكبير، سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن المصري، صاحب التصانيف، وأحد الأئمة. سمع بالعراق، والشام، والجزيرة، وخراسان، وما وراء النهر، من أبي القاسم البغوي وطبقته، كالفربري، وابن جوصا. وممّن روى عنه ابن مندة، وعبد الغني بن سعيد، وكان ثقة حجّة، توفي في المحرم، وله تسع وخمسون سنة.
وفيها أبو الفوارس شجاع بن جعفر الورّاق الواعظ ببغداد، وقد قارب المائة. روى عن العطاردي، وأبي جعفر بن المنادي وطائفة، وكان أسند من بقي.
وفيها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار المديني [1] الأصبهاني.
سمع أسيد بن عاصم، ومحمد بن إسماعيل الصائغ وجماعة.
[1] في الأصل والمطبوع: «المدائني» وهو خطأ، والتصحيح من «أخبار أصفهان» لأبي نعيم
وفيها أبو محمد الفاكهي، عبد الله بن محمد بن العبّاس المكّي، صاحب أبي يحيى بن أبي ميسرة، وكان أسند من بقي بمكّة.
وفيها أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الدمشقي المحدّث المقرئ. روى عن أبي زرعة الدمشقي وطائفة. توفي في ذي الحجّة عن ثلاث وتسعين سنة.
وفيها أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي الحافظ، أحد الرحّالة. سمع بالشام، ومصر، والعراق، وأصبهان، وروى عن بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وطبقتهما.
قال عبد العزيز الكتّاني [1] : كان يتهم [2] . وعاش سبعا وثمانين سنة.
(2/ 86) و «سير أعلام النبلاء» (16/ 44) و «العبر» (2/ 304) . فهو منسوب إلى المدينة المنورة، وأما «المدائني» فنسبة إلى «المدائن» .
فائدة: قال ياقوت في «معجم البلدان» (5/ 82) : ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: المديني: هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، والمدني الذي تحوّل عنها وكان منها، والمشهور عندنا يعني عند المحدّثين أن النسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، مدنيّ مطلقا وإلى غيرها من المدن مديني للفرق لا لعلة أخرى، وربما ردّه بعضهم إلى الأصل، فنسب إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا مدينيّ.
[1]
تصحفت نسبته في المطبوع إلى «الكناني» وهو عبد العزيز بن أحمد التميمي الدمشقي، أبو محمد الكتّاني المتوفي سنة (466) وسوف ترد ترجمته في المجلد الخامس إن شاء الله تعالى.
[2]
انظر «ميزان الاعتدال» للحافظ الذهبي (4/ 57) و «لسان الميزان» للحافظ ابن حجر (5/ 411) .