الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وعشرين وثلاثمائة
فيها كما قال في «الشذور» صارت فارس في يد علي بن بويه، والرّيّ، وأصبهان، والجبل، في يد الحسن بن بويه، وديار بكر، ومضر، والجزيرة في يد بني حمدان. ومصر، والشام في يد محمد بن طغج، والأندلس في يد عبد الرحمن بن محمد الأموي، وخراسان في يد نصر بن أحمد، واليمامة وهجر، وأعمال البحرين في يد أبي طاهر القرمطي، وطبرستان، وجرجان في يد الدّيلم، ولم يبق في يد الخليفة غير مدينة السلام، وبعض السّواد [1] .
وفيها أشار محمد بن رائق على الرّاضي بأن ينحدر معه إلى واسط ففعل، ولم تمكنه المخالفة، فدخلها يوم عاشوراء المحرم، وكانت الحجّاب أربعمائة وثمانين نفسا، فقرر ستين وأبطل عامّتهم، وقلّل أرزاق الحشم، فخرجوا عليه وعسكروا فالتقاهم ابن رائق فهزمهم، وضعفوا، وتمزقت الساجية والحجرية، فأشار حينئذ على الراضي بالتقدم إلى الأهواز وبها [أبو] عبد الله البريدي ناظرها، وكان شهما مهيبا حازما، فتسحب إليه خلف من المماليك والجند، فأكرمهم وأنفق فيهم الأموال ومنع الخراج، ولم يبق مع الراضي غير بغداد والسواد، مع كون ابن رائق يحكم عليه، ثم رجع إلى
[1] انظر الخبر في «صلة تاريخ الطبري» للقرطبي ص (307) .
بغداد ووقعت الوحشة بين ابن رائق وأبي عبد الله البريدي، وجاء القرمطي فدخل إلى الكوفة، فعاث ورجع، وأذن ابن رائق للراضي أن يستوزر أبا الفتح الفضل بن الفرات، فطلبه من الشام وولّاه، والتقى أصحاب ابن رائق وأصحاب البريدي غير مرة، وينهزم أصحاب ابن رائق، وجرت لهم أمور طويلة، ثم إن البريدي دخل إلى فارس فأجاره علي بن بويه، وجهز معه أخاه أحمد لفتح الأهواز، ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لظلمه، فحلف إن ظفر بها ليجعلنها رمادا، فجدّوا في مخالفته، وقلّت الأموال على محمد بن رائق، فساق إلى دمشق، وزعم أن الخليفة ولّاه إياها، ولم يجسر أحد أن يحجّ خوفا من القرمطي.
وفيها توفي وكيل أبي صخرة أبو بكر أحمد بن عبد الله البغدادي النّحّاس [1] وقد قارب التسعين. روى عن الفلّاس وجماعة.
وفيها أبو حامد بن الشّرقي [2] الحافظ البارع، الثقة، المصنّف، أحمد بن محمد بن الحسن، تلميذ مسلم. روى عن الذّهلي، وأحمد بن الأزهر، وأبي حاتم وخلق. وعنه ابن عقدة، والعسّال، وأبو علي. وكان حجّة، وحيد عصره حفظا، وإتقانا، ومعرفة. وحجّ مرات، وقد نظر إليه ابن خزيمة فقال: حياة أبي حامد [3] تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في رمضان عن خمس وثمانين سنة.
وفيها إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد أبو علي الأمير أبو إسحاق الهاشمي [4] في المحرم، وهو آخر من روى «الموطأ» عن أبي مصعب.
[1]«العبر» (2/ 210) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 70) .
[2]
«العبر» (2/ 210- 211) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 37- 39) .
[3]
في الأصل والمطبوع: «أبي محمد» وهو خطأ.
[4]
«العبر» (2/ 211) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 71- 73) .
وفيها أبو العبّاس الدّغولي محمد بن عبد الرحمن [1] الحافظ الثبت الفقيه. روى عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم [2] ، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وطبقتهما. وعنه أبو علي الحافظ، والجوزقي، وكان من أئمة هذا الشأن ومن كبار الحفّاظ، أثنى عليه أبو أحمد بن عدي، وابن خزيمة، وغيرهما.
وفيها مكّي بن عبدان أبو حاتم التميمي النيسابوري [3] الثقة الحجة.
روى عن عبد الله بن هاشم، والذّهلي، وطائفة، ولم يرحل.
وفيها أبو مزاحم الخاقاني، موسى بن الوزير عبد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي [4] المقرئ المحدّث السّنّي. وفد على أبي بكر المروزي، وعبّاس الدّوري، وطائفة.
وفيها الحافظ الثقة، أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن علّك المروزي والجوهري [5] . روى عن سعيد بن مسعود، والدّوري. وعنه ابن المظفر، والدارقطني وابنه [أحفظ منه.
وفيها الحافظ الثقة العدل، ممّوس، وهو إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمذاني [6]] [7] البزّاز، من كبار أئمة هذا الشأن.
[1]«العبر» (2/ 211) وانظر «الأنساب» (5/ 322) و «طبقات الحفاظ» ص (343) .
[2]
في الأصل والمطبوع: «روى عن عبد الرحمن بن بشر بن عبد الحكم» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «تذكرة الحفاظ» للذهبي (3/ 823) .
[3]
«العبر» (2/ 211) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 70 71) .
[4]
«العبر» (2/ 211) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 94- 95) .
[5]
انظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 243- 245) .
[6]
انظر «تذكرة الحفاظ» (3/ 838- 839) و «سير أعلام النبلاء» (15/ 389- 390) ، وقد تصحفت «الهمذاني» إلى «الهمداني» و «البزاز» إلى «البزار» في المطبوع.
[7]
ما بين حاصرتين سقط من الأصل وأثبته من المطبوع.