المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٤

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع]

- ‌سنة إحدى وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثلاثمائة

- ‌سنة عشر وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ست عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثلاثمائة

- ‌سنة عشرين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة

- ‌سنة أربعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمسين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌سنة ستين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌سنة أربعمائة

الفصل: ‌سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة

‌سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة

فيها انفرد عن مرداويج الدّيلمي أحد قواده، الأمير علي بن بويه، والتقى هو ومحمد بن ياقوت أمير فارس، فهزم محمدا واستوى على مملكة فارس، وهذا أول ظهور بني بويه، وكان بويه من أوساط الناس، يصيد السمك بين الدّيلم، فملك أولاده الدّنيا، وكنية بويه أبو شجاع، ونسبه متصل إلى أزدشير بن بابك [1] من الأكاسرة، وكان له ثلاثة أولاد شجعان في خدمة ابن كالي الدّيلمي، وأسماؤهم: عماد الدولة أبو الحسن علي، وركن الدولة الحسن، ومعزّ الدولة الحسين.

وفيها قتل القاهر الأمير أبا السّرايا نصر بن حمدان، والرئيس إسحاق بن إسماعيل النّوبختي- بالضم، نسبة إلى نوبخت جد- وقيل: قتلهما ابن أخيه أبو أحمد بن المكتفي بلا ذنب، وتفرعن وطغى، وأخذ أبو علي بن مقلة وهو مختف يراسل الخواصّ من المماليك ويجسّرهم [2] على القاهر، ويوحشهم منه، فما برح على أن اجتمعوا على الفتك به، فركبوا إلى الدار والقاهر سكران نائم، وقد طلعت الشمس، فهرب الوزير في إزار، وسلامة

[1] كذا في الأصل والمطبوع: «أزدشير بن بابك» وفي «تاريخ الطبري» و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير، و «وفيات الأعيان» (2/ 457) و «أردشير» بالراء، وكلاهما صواب، انظر «تاج العروس» (أرد)(7/ 382) طبع الكويت.

[2]

في الأصل والمطبوع: «ويحشدهم» وأثبت لفظ «العبر» مصدر المؤلف، والجسارة: الجرأة.

انظر «لسان العرب» (جسر) .

ص: 111

الحاجب، فوثبوا على القاهر، فقام مرعوبا وهرب، فتبعوه إلى السّطح، وبيده سيف، فقالوا: انزل، فأبى، فقالوا: نحن عبيدك، فلم تستوحش منّا، فلم ينزل، ففوّق واحد منهم سهما وقال: انزل وإلا قتلتك، فنزل، فقبضوا عليه في جمادى الآخرة، وأخرجوا محمد بن المقتدر ولقّبوه الراضي بالله ووزر ابن مقلة.

قال الصولي: كان القاهر أهوج سفّاكا للدماء، قبيح السيرة، كثير الاستحالة، مدمن الخمر، كان له حربة يحملها، فلا يضعها حتّى يقتل إنسانا، ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنسل، وستأتي بقية ترجمته عند ذكر وفاته في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة [1] إن شاء الله تعالى.

وفيها هلك مرداويج الدّيلمي بأصبهان، وكان قد عظم سلطانه، وتحدثوا أنه يريد قصد بغداد، وكان له ميل إلى المجوس، وأساء إلى أصحابه، فتواطؤا على قتله في الحمام، وبعث الراضي بالعهد إلى علي بن بويه على البلاد التي استولى عليها، والتزم بحمل ثمانية آلاف ألف درهم في العام.

وفيها اشتهر محمد بن علي الشّلمغاني ببغداد، وشاع أنه يدّعي الإلهية، وأنه يحيي الموتى، وكثر أتباعه، فأحضره ابن مقلة عند الراضي بالله، فسمع كلامه، وأنكر الإلهيّة، وقال: إن لم تنزل العقوبة بعد ثلاثة أيام وأكثره تسعة أيام، وإلّا فدمي حلال، وكان هذا الشقي قد أظهر الرفض، ثم قال بالتناسخ والحلول، ومخرق على الجهّال، وضلّ به طائفة، وأظهر شأنه الحسين بن روح زعيم الرافضة، فلما طلب هرب إلى الموصل، وغاب سنين ثم عاد وادعى الإلهيّة، فتبعه فيما قيل الذي وزر للمقتدر، الحسين بن الوزير القاسم ابن الوزير عبيد الله بن وهب، وابنا بسطام، وإبراهيم بن أبي عون، فلما قبض عليه ابن مقلة كبس بيته فوجد فيه رقاعا وكتبا مما قيل عنه يخاطبونه في

[1] انظر ص (208- 209) من هذا المجلد.

ص: 112

الرّقاع بما لا يخاطب به البشر، وأحضر فأصرّ على الإنكار فصفعه ابن عبدوس، وأما ابن أبي عون فقال: إلهي وسيدي ورازقي. فقال الراضي للشّلمغاني: أنت زعمت أنك لا تدّعي الربوبية، فما هذا؟ فقال: وما عليّ من قول ابن أبي عون، ثم أحضروا غير مرّة، وجرت لهم فصول، وأحضرت الفقهاء والقضاة، ثم أفتى الأئمة بإباحة دمه، فأحرق في ذي القعدة، وضربت عنق ابن أبي عون، ثم أحرق، وهو فاضل مشهور صاحب تصانيف أدبية، وكان أعني ابن أبي عون- من رؤساء الكتّاب.

وشلمغان: بالشين والغين المعجمتين من أعمال واسط.

وقتل الحسين بن القاسم الوزير [1] ، وكان في نفس الراضي منه.

ولم يحج أحد من بغداد إلى سنة سبع وعشرين خوفا من القرامطة.

وفيها توفي أبو عمر أحمد بن خالد بن الجبّاب [2] القرطبي [3] حافظ الأندلس، وكان أبوه يبيع الجباب [4] . روى عن بقي بن مخلد وطائفة. وعنه:

ولده محمد، ومحمد بن أبي دليم [5] .

قال القاضي عياض: كان إماما في فقه مالك، وكان في الحديث لا ينازع، وارتحل إلى اليمن فأخذ عن إسحاق الدّبري، وعاش بضعا وسبعين سنة، وصنّف التصانيف.

وفيها قاضي مصر، أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة [6] .

[1]«العبر» (2/ 198) وانظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (8/ 294) .

[2]

في الأصل والمطبوع: «ابن الحبّاب» وهو تصحيف، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .

[3]

«العبر» (2/ 198- 199) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 240) و «غربان الزمان» ص (282) .

[4]

في الأصل والمطبوع: «الحباب» وهو تصحيف والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .

[5]

في الأصل والمطبوع: «محمد بن أبي وليم» وهو خطأ، والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» .

[6]

«العبر» (2/ 199) وانظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 565- 566) .

ص: 113

حدّث بكتب أبيه كلّها من حفظه بمصر، ولم يكن معه كتاب، وهي أحد وعشرون مصنّفا، وولي قضاء مصر شهرا ونصفا [1] .

وفيها العارف الزاهد القدوة خير النّسّاج [2] أبو الحسن البغدادي، وكانت له حلقة يتكلم فيها، وعمّر دهرا، فقيل: إنه لقي سريّا السقطي، وله أحوال وكرامات.

وفيها المهديّ عبيد الله [3] والد الخلفاء الباطنيّة العبيدية الفاطمية.

افترى أنه من ولد جعفر الصادق، وكان بسلميّة [4] فبعث دعاته إلى اليمن، والمغرب، وحاصل الأمر أنه استولى على مملكة المغرب، وامتدت دولته بضعا وعشرين سنة، ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها، وكان يظهر الرّفض ويبطن الزندقة.

قال أبو الحسن القابسي صاحب «الملخّص» [5] : الذي قتله عبيد الله

[1] في «العبر» و «حسن المحاضرة» (1/ 368) : «شهرين ونصف شهر» .

[2]

«العبر» (2/ 199) وانظر «طبقات الصوفية» للسلمي ص (322- 325) و «سير أعلام النبلاء» (15/ 269- 270) .

قلت: وقد ذكر السّلميّ أن اسمه الصحيح هو محمد بن إسماعيل السّامري، وأنه إنما سمّي خيرا النّسّاج لأنه خرج إلى الحج، فأخذه رجل على باب الكوفة، فقال: أنت عبدي، واسمك خير- وكان أسود- فلم يخالفه، فأخذه الرجل، واستعمله في نسج الخزّ سنين، وكان يقول له: يا خير! فيقول: لبّيك!. ثم قال له الرجل- بعد سنين-: أنا غلطت!. لا أنت عبدي، ولا اسمك خير، فلذلك سمّي خير النساج. وكان يقول: لا أغيّر اسما سمّاني به رجل مسلم، وعاش مائة وعشرين سنة.

[3]

«العبر» (2/ 199- 200) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 141- 151) و «غربان الزمان» ص (282) .

[4]

بلدة كبيرة بين حمص وحماة من جهة المشرق وتتبع محافظة حماة إداريا في أيامنا. أنجبت فيما مضى جمهرة من العلماء الأفاضل. انظر خبرها في «معجم البلدان» (3/ 240- 241) .

[5]

قلت: جمع فيه ما اتصل به إسناده من حديث الإمام مالك في «الموطأ» . قال أبو عمرو الداني: وهو خمسمائة حديث وعشرون حديثا، وهو مخطوط لم ينشر بعد. انظر «كشف الظنون» (2/ 1818) .

ص: 114

وبنوه بعده، في دار النّحر التي يعذب فيها في العذاب، ما بين عالم وعابد، ليردّهم عن الترضّي على [1] الصحابة، فاختار الموت أربعة آلاف رجل، وفي ذلك يقول بعضهم من قصيدة:

وأحلّ دار النّحر في أغلاله

من كان ذا تقوى وذا صلوات

وقال ابن خلّكان [2] : أبو محمد عبيد الله، الملقب بالمهدي، وجدت في نسبه اختلافا كثيرا.

قال صاحب «تاريخ القيروان» : هو عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

وقال غيره: هو عبيد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر المذكور.

وقيل: هو عبيد الله بن التقي، وفيه اختلاف كثير، وأهل العلم بالأنساب المحقّقون ينكرون دعواه في النسب.

وقيل: إن المهدي لما وصل إلى سجلماسة [3] ونما خبره إلى اليسع، وهو مالكها، وهو آخر ملوك بني مدرار، وقيل له: إن هذا الفتى يدعو إلى بيعة أبي عبد الله الشيعي بإفريقية، أخذه اليسع واعتقله، فلما سمع أبو عبد الله الشيعي باعتقاله حشد جمعا كثيرا من كتامة [4] وغيرها، وقصد سجلماسة لاستنقاذه، فلما بلغ اليسع خبر وصولهم قتل المهديّ في السجن، فلما دنت العساكر من البلد، هرب اليسع، فدخل أبو عبد الله إلى السجن فوجد المهديّ مقتولا وعنده رجل من أصحابه كان يخدمه، فخاف أبو عبد الله أن

[1] في الأصل: «عن» وأثبت ما في المطبوع.

[2]

في «وفيات الأعيان» (3/ 117- 119) .

[3]

قال ياقوت: سجلماسة: مدينة في جنوبي المغرب بينها وبين فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب.

انظر «معجم البلدان» (3/ 192- 193) .

[4]

في الأصل: «جمفا عفيرا من كتابه» وهو خطأ وأثبت لفظ المطبوع و «وفيات الأعيان» .

ص: 115

ينتقض عليه ما دبّره من الأمر إن عرفت العساكر بقتل المهدي، فأخرج هذا الرجل وقال:[هذا] هو المهدي.

وهو أول من قام بهذا الأمر من بيتهم، وادّعى الخلافة بالمغرب، وكان داعية أبا عبد الله الشيعي. ولما استتبّ [1] له الأمر قتله وقتل أخاه، وبنى المهدية بإفريقية ولما فرغ من بنائها في شوال سنة ثمان وثلاثمائة بنى سور تونس وأحكم عمارتها وجدّد فيها مواضع، فنسبت إليه.

وملك بعده ولده القائم، ثم المنصور ولد القائم، ثم المعز بن المنصور، وهو الذي سيّر القائد جوهرا وملك الديار المصرية وبنى القاهرة، واستمرت دولتهم حتى انقرضت على يد السلطان صلاح الدّين رحمه الله تعالى.

وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين، وقيل: ستين ومائتين [وقيل:

ست وستين ومائتين] [2] بمدينة سلميّة، وقيل: بالكوفة، ودعي له بالخلافة على منابر رقّادة [3] والقيروان يوم الجمعة لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين، بعد رجوعه من سجلماسة وكان ظهوره بسجلماسة يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين، وخرجت بلاد المغرب عن ولاية بني العبّاس. انتهى ما قاله ابن خلّكان ملخصا.

وفيها أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدّيبلي [4] محدّث مكّة، نسبة إلى ديبل [5]- بفتح أوله وضم الباء مدينة قرب السّند- وتوفي في جمادى الأولى.

روى عن محمد بن زنبور وطائفة.

[1] في الأصل والمطبوع: «استثبت» وهو خطأ والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[2]

ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «وفيات الأعيان» .

[3]

في الأصل والمطبوع: «زقادة» وهو تصحيف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» . وانظر «معجم البلدان» (3/ 55- 56) .

[4]

«العبر» (2/ 200) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 9- 10) .

[5]

قلت: وتعرف في أيامنا ب «كراتشي» وهي عاصمة باكستان الإسلامية. وكانت قد أنجبت

ص: 116

وفيها أبو جعفر محمد بن عمرو [العقيلي][1] الحافظ صاحب «الجرح والتعديل» عداده في أهل الحجاز. روى عن: إسحاق الدّبري، وأبي إسماعيل الترمذي [2] وخلق. وعنه: أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وأبو بكر بن المقرئ.

قال الحافظ أبو الحسن القطّان: أبو جعفر ثقة جليل القدر، عالم بالحديث، مقدّم بالحفظ، وتوفي بمكّة في شهر ربيع الأول.

وفيها الزاهد أبو بكر محمد بن علي بن جعفر الكتّانيّ [3] شيخ الصوفية المجاور بمكّة. أخذ عن أبي سعيد الخرّاز وغيره، وهو مشهور.

قال السخاوي في «طبقاته» [4] : قال المرتعش: الكتّانيّ سراج الحرم.

صحب الجنيد. والخرّاز، والنّوري، وأقام بمكّة مجاورا إلى أن مات بها.

ومن كلامه: روعة عند انتباه عن غفلة وانقطاع عن حظ من الحظوظ النفسانيّة، وارتعاد من خوف القطيعة [5] أفضل من عبادة الثقلين.

وقال: وجود العطاء من الحقّ شهود الحقّ بالحقّ، لأن الحقّ دليل على كل شيء، ولا يكون شي دونه دليل عليه.

عددا من أفاضل العلماء فيما مضى ولا زالت تنجب هي وسواها من مدن هذه الدولة الإسلامية العريقة أعدادا كبيرة من العلماء في مختلف العلوم بارك الله فيهم. وانظر خبرها في «معجم البلدان» (2/ 495) و «أطلس التاريخ العربي» للأستاذ شوقي أبو خليل ص (50)

[1]

«العبر» (2/ 200) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 236- 239) .

[2]

هو أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن محمد بن يوسف السلمي الترمذي من أهل بغداد، ترمذي الأصل. فقيه عالم صدوق، مكثر من الحديث، مشهور بالطلب. مات في شهر رمضان من سنة (280) هـ. انظر ترجمته في «الأنساب» للسمعاني (3/ 47- 48) .

[3]

«العبر» (2/ 200- 201) و «طبقات الصوفية» ص (373- 377) وانظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 533- 535) .

[4]

انظر هذه النقول في «طبقات الصوفية» للسلمي.

[5]

في «طبقات الصوفية» : «من خوف قطيعة» .

ص: 117

وقال: إذا صحّ الافتقار إلى الله صحّ الغنى [1] به، لأنهما حالان لا يتم أحدهما إلا بصاحبه.

وقال: الشهوة زمام الشيطان فمن [2] أخذ بزمامه كان عبده.

وقال: العارف من يوافق معروفه في أوامره، ولا يخالفه في شيء من أحواله، ويتحبّب إليه بصحبة [3] أوليائه، ولا يفتر عن ذكره طرفة عين.

وقال: الصوفيّ من عزفت نفسه عن الدّنيا تطرّفا، وعلت همّته عن الآخرة، وسخت نفسه بالكلّ طلبا وشوقا لمن له الكلّ.

وقال: من طلب الراحة عدم الراحة [4] . انتهى ملخصا.

وفيها أبو علي محمد بن أحمد بن القاسم الرّوذباري البغدادي [5] الزاهد المشهور، الشافعي.

قال الإسنويّ: وهو براء مضمومة وواو ساكنة ثم ذال معجمة مفتوحة، ثم باء موحدة وبعد [6] الألف راء مهملة وياء النسب.

كان فقيها نحويا حافظا للأحاديث، عارفا بالطريقة، له تصانيف كثيرة، وأصله من بغداد، من أبناء الوزراء والكبار، يتصل نسبه بكسرى، فصحب الجنيد حتّى صار أحد أئمة الوقت وشيخ الصوفية، وكان يقول: أستاذي في التصوّف الجنيد، وفي الحديث إبراهيم الحربي، وفي الفقه ابن سريج، وفي النحو ثعلب. ومن شعره:

[1] في الأصل والمطبوع: «الغناء» وما أثبته من «طبقات الصوفية» .

[2]

في الأصل والمطبوع: «من» وما أثبته من «طبقات الصوفية» .

[3]

في «طبقات الصوفية» : «بمحبة» .

[4]

هذا النقل الأخير لا يوجد في «طبقات الصوفية» .

[5]

«العبر» (2/ 201) و «طبقات الصوفية» ، ص (354) وانظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 535- 536) .

[6]

في الأصل والمطبوع: «بعد» وما أثبته هو الصواب.

ص: 118

ولو مضى الكلّ منّي لم يكن عجبا

وإنما عجبي للبعض كيف بقي

أدرك بقية روح فيك قد تلفت

قبل الفراق فهذا آخر الرّمق

[1]

سكن مصر وتوفي بها، وقد اختلف في اسمه فقال الخطيب وابن السمعاني [2] : إنه محمد، وقال ابن الصلاح في «الطبقات» : أحمد، وقيل:

الحسن. انتهى ملخصا.

[1] البيتان في «الأنساب» (6/ 181) وهما في «البداية والنهاية» (11/ 181) مع بعض الخلاف.

[2]

انظر «تاريخ بغداد» (1/ 329) و «الأنساب» (6/ 180) .

ص: 119