الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس عشرة وثلاثمائة
فيها كان أول ظهور الدّيلم، وأول من غلب منهم على الرّيّ لبكي بن النّعمان [1] .
وفيها أخذت الرّوم سميساط، واستباحوها، وضربوا الناقوس في الجامع، فسار مؤنس بالجيوش، ودخل الرّوم، وتمّ مصاف كثيرة، هزمت فيها الرّوم، وقتل منهم خلق.
وأما القرامطة فنازلت الكوفة، فسار يوسف بن أبي السّاج فالتقاهم، فأسر يوسف، وانهزم عسكره، وقتل منهم عدّة، وسار القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار، فقطع المسلمون الجسر، فأخذ يتحيل في العبور، ثم عبروا وأوقع بالمسلمين [2] ، فخرج نصر الحاجب، ومؤنس، فعسكروا بباب الأنبار، وخرج أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته، ثم ردّت القرامطة، فما جسر العسكر عليهم، وهذا خذلان إلهي، فإن القرامطة كانوا ألفا وسبعمائة من فارس وراجل، والعسكر أربعين ألف فارس.
ثم إن القرمطيّ قتل ابن أبي السّاج وجماعة منهم. ثم سار إلى هيت،
[1] انظر «النجوم الزاهرة» (3/ 216) وحاشيته.
[2]
في الأصل: «بين المسلمين» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في «العبر» .
فبادر العسكر وحصّنوها [1] ، فردّ القرمطي إلى البرّية، فدخل الوزير ابن عيسى على المقتدر، وقال: قد تمكّنت هيبة هذا الكافر من القلوب، فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش، وإلّا فمالك إلّا أقاصي خراسان، فأخبر أمه، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار، ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر، وجدّدت على بغداد الخنادق، وعدمت هيبة المقتدر من القلوب، وشتمته الجند. قاله في «العبر» [2] .
وفيها توفي الحافظ أبو بكر، أحمد بن علي بن شهريار الرّازي ثم النيسابوري [3] ، صاحب التصانيف، وله أربع وخمسون سنة. رحل وأدرك إبراهيم بن عبد الله القصّار وطبقته بخراسان، والرّيّ، وبغداد، والكوفة، والحجاز.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني [4] الفقيه، قاضي دمشق ثم قاضي الرّملة. روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته، وكان له حلقة بمصر للفتوى.
قال ابن يونس: خلّط ووضع أحاديث.
وقال في «المغني» [5] : كذبه الدارقطني.
وفيها أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي، وهو الأخفش الصغير [6] . روى عن ثعلب والمبرّد.
[1] في الأصل: «وحصنها» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في «العبر» مصدر المؤلف.
[2]
(2/ 166- 167) .
[3]
انظر «العبر» (2/ 167) و «سير أعلام النبلاء» (15/ 245- 246) و «النجوم الزاهرة» (3/ 219) .
[4]
انظر «العبر» (2/ 168) و «ميزان الاعتدال» (2/ 495) و «النجوم الزاهرة» (2/ 219) .
[5]
انظر «المغني في الضعفاء» (1/ 353) .
[6]
انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 480- 482) .
قال ابن خلّكان [1] : روى عن المبرّد، وثعلب، وغيرهما. وروى عنه المرزبانيّ، وأبو الفرج المعافى [الجريري] وغيرهما، وهو غير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط. وكان بين ابن الرّومي وبين الأخفش المذكور منافسة، وكان الأخفش يبادر [2] داره ويقول عند بابه كلاما يتأذى به، وكان ابن الرّومي كثير التطيّر، فإذا سمع كلامه لا يخرج ذلك اليوم من بيته، فكثر ذلك منه، فهجاه ابن الرّومي بأهاج كثيرة، وهي مثبتة في «ديوانه» ، وكان الأخفش يحفظها ويوردها استحسانا لها في جملة ما يورده، وافتخارا أنه نوّه بذكره إذ هجاه، فلما علم ابن الرّومي ذلك أقصر عنه.
وقال المرزباني: لم يكن الأخفش المذكور بالمتّسع في الرواية للأخبار [3] والعلم بالنحو، وما علمته صنّف شيئا البتة، ولا قال شعرا، وكان إذا سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يسأله.
ومات [4] فجأة ببغداد، ودفن بمقبرة قنطرة بردان.
والأخفش: هو صغير العين مع سوء بصرها. انتهى ملخصا.
وفيها محمد بن الحسين، أبو جعفر الخثعميّ الكوفيّ الأشنانيّ [5] .
أحد الأثبات. روى ببغداد عن أبي كريب وطبقته.
وفيها محمد بن الفيض أبو الحسن الغسّاني [6] محدّث دمشق. روى
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 301- 302) .
[2]
في «وفيات الأعيان» : «يباكر» .
[3]
في «وفيات الأعيان» : «في الرواية للأشعار» وانظر حاشيته.
[4]
يعني صاحب الترجمة.
[5]
انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 529) .
[6]
انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 427- 428) .
عن صفوان بن صالح [المؤذّن][1] والكبار، وتوفي في رمضان عن ست وتسعين سنة.
ومحمد بن المسيب الأرغياني [2] الحافظ الجوّال، الزاهد المفضال، شيخ نيسابور، الإسفنجيّ. روى عن محمد بن رافع، وبندار، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وطبقتهم. وكان يقول: ما أعلم منبرا من منابر الإسلام بقي عليّ لم أدخله لسماع الحديث.
وقال: كنت أمشي في مصر وفي كمّي مائة جزء، في الجزء ألف حديث.
قال الحاكم: كان دقيق الخط، وكان [3] هذا كالمشهور من شأنه، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
قال ابن ناصر الدّين: حدّث عن خلق، وعنه خلق، وكان من العبّاد المجتهدين، والزهّاد البكّائين. انتهى.
[1] زيادة من «سير أعلام النبلاء» .
[2]
انظر «العبر» (2/ 168- 169) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 422- 426) .
[3]
في «العبر» : «وصار» .