الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
فيها على ما قال في «الشذور» ولي قضاء القضاة ببغداد عبد الله أبو العبّاس بن الحسين بن أبي الشوارب، والتزم كل سنة بمائتي ألف درهم، وهو أول من ضمن القضاء، ثم الحسبة والشرطة.
وفيها اطّلع الوزير المهلّبي، على جماعة من التناسخية، فيهم رجل يزعم أن روح علي، رضي الله عنه، انتقلت إليه، وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة، رضي الله عنها، انتقلت إليها، وآخر يدّعي أنه جبريل، فضربهم فتستروا [1] بالانتماء إلى أهل البيت، وكان ابن بويه شيعيّا، فأمر بإطلاقهم.
وفيها أخذت الرّوم مدينة سروج، فاستباحوها.
وفيها توفي أبو الطاهر المدائني، أحمد بن محمد بن عمرو الخامي [2] محدّث مصر، في ذي الحجة. روى عن يونس بن عبد الأعلى وجماعة.
وفيها أبو علي الصّفّار إسماعيل بن محمد البغدادي، النحوي الأديب، صاحب المبرّد. سمع الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وطائفة.
وتوفي في المحرم، وله أربع وتسعون سنة.
[1] في «العبر» (2/ 262) و «نجوم الزاهرة» (3/ 307) : «قتعزوا» .
[2]
في الأصل: «الحاسي» وفي المطبوع و «العبر» : «الحامي» ، والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (15/ 430) .
وفيها أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري الصّفّار، أبو الحسن.
حدّث عنه الدارقطني وغيره، وهو ثقة إمام. قاله ابن ناصر الدّين.
وفيها المنصور، أبو الطاهر، إسماعيل بن القائم بن المهدي عبيد الله العبيدي الباطني، صاحب المغرب، حارب مخلد بن كيداد الإباضي، الذي كان قد قمع بني عبيد، واستولى على ممالكهم، فأسره المنصور، فسلخه بعد موته، وحشا جلده، وكان فصيحا مفوّها، بطلا شجاعا، يرتجل الخطب، مات في شوال، وله تسع وثلاثون سنة. وكانت دولته سبعة أعوام. قاله في «العبر» [1] .
وقال ابن خلّكان [2] : ذكر أبو جعفر المرّوذي، قال: خرجت مع المنصور يوم هزم أبا يزيد، فسايرته وبيده رمحان، فسقط أحدهما مرارا، فمسحته وناولته إياه، وتفاءلت له فأنشدته:
فألقت عصاها واستقر بها النّوى
…
كما قرّ عينا بالإياب المسافر
فقال: ألا قلت، ما هو خير من هذا وأصدق: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ 7: 117- 119 [الأعراف: 117- 119] فقلت: يا مولانا، أنت ابن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قلت ما عندك من العلم، أي لأن المنصور من الفاطمية.
بويع المنصور هذا يوم وفاة أبيه القائم.
وكان أبوه قد ولّاه محاربة أبي يزيد الخارجي عليه، وكان هذا أبو يزيد مخلد بن كيداد رجلا من الإباضية، يظهر التزهد، وأنه إنما قام غضبا لله تعالى، ولا يركب غير حمار، ولا يلبس إلا الصوف، وله مع القائم والد
[1](2/ 263) .
[2]
في «وفيات الأعيان» (1/ 234- 236) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف.
المنصور وقائع كثيرة، وملك جميع مدن القيروان، ولم يبق للقائم إلا المهدية، فأناخ عليها أبو يزيد، وحاصرها، فهلك القائم في الحصار، ثم تولى [1] المنصور، فاستمر على محاربته، وأخفى موت أبيه، وصابر الحصار حتّى رجع أبو يزيد عن المهدية، ونزل على سوسة وحاصرها، فخرج المنصور من المهدية ولقيه على سوسة فهزمه، ووالى عليه الهزائم إلى أن أسره يوم الأحد خامس عشري محرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فمات بعد أسره بأربعة أيام من جراحة كانت به، فأمر بسلخ جسده، وحشا جلده قطنا، وصلبه، وبنى مدينة في موضع الوقعة، وسمّاها المنصورية واستوطنها. وخرج في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين من المنصورية إلى مدينة جلولاء ليتنزه بها، ومعه حظيّته قضيب، وكان مغرما بها، فأمطر الله عليهم بردا كثيرا، وسلط عليهم ريحا عظيمة [2] ، فخرج منها إلى المنصورية، فاعتلّ بها، فمات يوم الجمعة آخر شوال، وكان سبب علته أنه لما وصل المنصورية، أراد دخول الحمام، ففنيت الحرارة الغريزية منه، ولازمه السهر، فأقبل إسحاق [3] يعالجه، والسهر باق على حاله، فاشتد ذلك على المنصور، فقال لبعض الخدام: أما بالقيروان طبيب يخلصني من هذا [الداء] ؟ فقالوا:
هاهنا شاب قد نشأ يقال له إبراهيم، فأمر بإحضاره، فحضر فعرّفه حاله، وشكا ما به إليه [4] ، فجمع له شيئا ينوّمه، وجعله في قنّينة على النار، وكلّفه شمّها، فلما أدمن شمّها نام، وخرج إبراهيم مسرورا بما فعل، وجاء إسحاق إليه، فقالوا: إنه نائم، فقال: إن كان صنع له شيئا ينام منه فقد مات، فدخلوا عليه فوجدوه ميتا، فأرادوا قتل إبراهيم، فقال إسحاق: ما له ذنب، إنما داواه
[1] في الأصل والمطبوع: «توفي» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[2]
في الأصل والمطبوع: «عظيما» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[3]
في الأصل والمطبوع: «فأقبل أبو إسحاق» وهو خطأ، وهو طبيبه إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، أبو يعقوب. والتصحيح من «وفيات الأعيان» وحاشيته.
[4]
في المطبوع: «وشكا إليه ما به» .
بما ذكره الأطباء، غير أنه جهل أصل المرض، وما عرّفتموه ذلك، وذلك أني كنت أعالجه وأنظر في تقوية الحرارة الغريزية، وبها يكون النوم، فلما عولج بما يطفئها علمت أنه قد مات.
ودفن بالمهدية، ومولده بالقيروان في سنة اثنتين، وقيل: إحدى وثلاثمائة، وكانت مدة خلافته سبع سنين وستة أيام. انتهى ملخصا.
وفيها- أو في التي قبلها كما جزم به ابن ناصر الدّين- البتلهيّ بفتحتين وسكون اللام نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق [1] واسمه محمد بن عيسى بن أحمد بن عبيد الله أبو عمرو القزويني، نزيل بيت لهيا.
كان من الرحّالين، الحفّاظ، الثقات.
قال ابن ناصر الدّين في «بديعته» :
ومات بعد مغرب شموسا
…
البتلهي محمّد بن عيسى
فسكّن التاء وحرك اللّام ضرورة.
وفيها محمد بن أيوب بن الصّموت الرّقّيّ، نزيل مصر. روى عن هلال بن العلاء وطائفة، وهو من الضعفاء.
قال في «المغني» [2] : ضعفه أبو حاتم.
وفيها محمد بن حميد أبو الطيب الحوراني. روى عن عبّاد بن الوليد، وأحمد بن منصور الرمادي، ومات في عشر المائة.
وفيها محمد بن النّضر، أبو الحسن بن الأخرم الربعي، قارئ أهل دمشق. قرأ على هارون الأخفش وغيره، وكانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق لإتقانه ومعرفته.
[1] انظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (1/ 522) .
وقال العلّامة الأستاذ محمد كرد علي رحمه الله في كتابه النفيس «غوطة دمشق» ص (164) :
وتسمى بيت ألاهية. وانظر تتمة كلامه عنها هناك.
[2]
(2/ 558) .