الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكلّ ما ثمّ وهو خير
…
من أهلها عقرب وفار!
فإن أكن قد مكثت فيها،
…
فإنّ مكثي بها اضطرار!
وكانت هذه المدينة دار ملك المرابطين من الملثّمين الذين ملكوا بعد بني زيري، ثم الموحّدين من بعدهم. قال ابن سعيد: وبينها وبين فاس عشرة أيام.
وقال في «الروض المعطار» : نحو ثمانية أيام. قال: وبينها وبين جبال درن نحو عشرين ميلا.
القاعدة الرابعة (سجلماسة)
بكسر السين المهملة وكسر الجيم وسكون اللام وفتح الميم ثم ألف وسين مهملة مفتوحة وهاء في الآخر، وهي مدينة في جنوب الغرب الأقصى في آخر الإقليم الثاني من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد: حيث الطول ثلاث عشرة درجة واثنتان وعشرون دقيقة والعرض ستّ وعشرون درجة وأربع وعشرون دقيقة.
وهي مدينة عظيمة إسلامية، وبينها وبين البحر الرّوميّ خمس عشرة مرحلة، وليس قبليّها ولا غربيّها عمران، وبينها وبين غابة من بلاد السّودان مسيرة شهرين في رمال وجبال قليلة المياه، لا يدخلها إلا الإبل المصبرة على العطش. اختطّها يزيد «1» بن الأسود من موالي العرب، وقيل: مدرار بن عبد الله. وكان من أهل الحديث، يقال إنه لقي عكرمة مولى ابن عباس بأفريقيّة وسمع منه. وكان صاحب ماشية، وكان ينتجع موضع سجلماسة بالصّحراء ليرعى به ماشيته، فكان يجتمع إليه أهل تلك الصحراء من مكناسة والبربر، وكانوا يدينون بدين الصّفرية من
الخوارج، فاجتمع عليه جماعة منهم فلما بلغوا أربعين رجلا قدّموا عليهم يزيد بن الأسود «1» وخلعوا طاعة الخلفاء، واختطّوا هذه المدينة سنة أربعين ومائة من الهجرة. ولها اثنا عشر بابا، وهي كثيرة العمارة، كثيرة البساتين، رائقة البقاع، ذات قصور ومنازل رفيعة وعمارات متّصلة، على نهر كثير الماء يأتي من جهة المشرق من الصحراء، يزيد في الصيف كزيادة النّيل، ويزرع على مائة كما يزرع على ماء النيل، والزّرع عليه كثير الإصابة، والمطر عندهم قليل: فإذا كانت السنة كثيرة الأمطار، نبت لهم ما حصدوه في العام السابق من غير بذر، وربما حصدوه عند تناهيه وتركوا أصوله فتنبت ثانيا. ويقال: يزرع بها عاما ويحصد ثلاثة أعوام، وذلك أن أرضها مشقّة، وهي بلدة شديدة الحرّ فإذا يبس الزرع تناثر عند الحصاد ودخل في الشّقوق، فإذا كان العام الثاني وعلاه ماء النهر وخرج عنه حرثوه بلا بذر فينبت ما في الشّقوق، ويبقى كذلك ثلاث سنين.
وقد حكى ابن سعيد: أن هذا الزرع في السنة الأولى يكون قمحا، وفي باقي السنين سلتا، وهو حبّ بين القمح والشعير. وبها الرّطب، والتمر، والعنب الكثير، والفواكه الجمّة، وليس فيها ذئاب ولا كلاب لأنهم يسمّونها ويأكلونها، وقلمّا يوجد فيها صحيح العينين، ولا يوجد بها مجذوم، ولها ثمانية أبواب من أيّ باب منها خرجت ترى النهر والنخيل وغير ذلك من الشجر، وعليها وعلى جميع بساتينها حائط يمنع غارة العرب مساحته أربعون ميلا، وثمرها يفضل ثمر سائر بلاد المغرب، حتى يقال: إنه يضاهي الثّمر العراقيّ، وأهلها مياسير، ولها متاجر إلى بلاد السّودان، يخرجون إليها بالملح والنّحاس والودع، ويرجعون منها بالذهب التّبر. قال ابن سعيد: رأيت صكّا لأحدهم على آخر مبلغه أربعون ألف دينار.
ولمّا قدّموا عليهم عيسى بن الأسود «2» المقدّم ذكره، أقام عليهم أياما ثم قتلوه
سنة خمس وخمسين ومائة، واجتمعوا بعده على كبيرهم (أبي القاسم سمكو) ، بن واسول بن مصلان، بن أبي يزول، بن تافرسين، بن فراديس، بن ونيف، بن مكناس، بن ورصطف، بن يحيى، بن تمصيت، بن ضريس، بن رجيك، بن مادغش، بن بربر. كان أبوه سمكو من أهل العلم ارتحل إلى المدينة النبوية (على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام) فأدرك التابعين، وأخذ عن عكرمة مولى ابن عباس، ومات فجأة سنة سبع وستين ومائة لثنتي عشرة سنة من ولايته.
وكان مع ذلك على مذهب الصّفرية، وخطب في عمله للمنصور والمهديّ من خلفاء بني العباس.
ولما مات ولي مكانه ابنه (إلياس بن أبي القاسم)[وكان يدعى بالوزير ثم انتقضوا عليه]«1» سنة أربع وسبعين ومائة [فخلعوه]«2» وولي مكانه أخوه (اليسع بن أبي القاسم) وكنيته أبو منصور، فبنى سور سجلماسة، وشيّد بنيانها، واختطّ بها المصانع والقصور لأربع وثلاثين سنة من ولايته. وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة، وسكنها آخر المائة الثانية بعد أن كان يسكن الصّحراء وهلك سنة ثمان ومائتين.
ووليّ بعده ابنه (مدرار) ولقّب المنتصر وطال أمد ولايته. وكان له ولدان اسم كل منهما ميمون، فوقع الحرب بينهما ثلاث سنين، ثم كان آخر أمرهما أن غلب أحدهما أخاه وأخرجه من سجلماسة، ثم خلع أباه واستقلّ بالأمر، وساءت سيرته في الرعيّة فخلعوه، وأعادوا مدرارا أباه.
ثم حدّث نفسه بإعادة ابنه ميمون فخلعوه وولّوا ابنه (ميمونا) الآخر، وكان يعرف بالأمير، ومات مدرار إثر ذلك سنة ثلاث وخمسين ومائتين. [ومات ميمون
سنة ثلاث وستين ومائتين] «1» وولي مكانه ابنه (محمد) فبقي إلى أن توفّي سنة سبعين ومائتين.
فولي مكانه (اليسع) بن المنتصر. وفي أيامه وفد عبيد الله المهديّ الفاطميّ وابنه أبو القاسم على سجلماسة في خلافة المعتضد العباسيّ، وكان اليسع على طاعته فبعث المعتضد إليه فقبض عليهما واعتقلهما إلى أن غلب أبو عبد الله الشّيعي داعي المهديّ بني الأغلب أصحاب أفريقية، فقصد سجلماسة فخرج إليه اليسع في قومه مكناسة، فهزمه أبو عبد الله الشيعي واقتحم عليه البلد، وقتله سنة ستّ وتسعين ومائتين، واستخرج عبيد الله وابنه من محبسهما، وبايع (لعبيد الله المهديّ) .
وولّى المهديّ «2» على سجلماسة (إبراهيم بن غالب المزاتي) وانصرف إلى أفريقيّة، ثم انتقض أهل سجلماسة على واليهم إبراهيم ومن معه من مكناسة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وبايعوا (الفتح بن ميمون) الأمير ابن مدرار المتقدّم ذكره، ولقبه واسول، وهلك قريبا من ولايته على رأس المائة الثالثة.
وولي مكانه أخوه (أحمد بن ميمون) الأمير، واستقام أمره إلى أن زحف مصالة بن حيوس «3» في جموع كتامة ومكناسة إلى المغرب سنة تسع وثلاثمائة، فافتتح سجلماسة وقبض على صاحبها أحمد بن ميمون.
وولّى عليها ابن عمه (المعتزّ بن محمد) بن يادن بن مدرار، فلم يلبث أن
استبدّ وتلقب المعتزّ، وبقي حتى مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة قبل موت المهديّ.
وولي من بعده ابنه أبو المنتصر (محمد بن المعتزّ) فأقام عشرا ثم هلك.
وولي من بعده ابنه (المنتصر سمكو) شهرين، ودبّرته جدّته لصغره.
ثم ثار عليه ابن عمه (محمد بن الفتح) بن ميمون الأمير وتغلّب عليه، وشغل عنه بنو عبيد الله المهديّ بفتنة ابن أبي العافية «1» وغيرها، فدعا لنفسه مموّها بالدعاء لبني العبّاس وتلقّب الشاكر لله، وأخذ بمذاهب أهل السّنّة ورفض الخارجية، وكان جميع من تقدّم من سلفه على رأي الأباضيّة والصّفرية من الخوارج، وضرب السّكّة باسمه ولقبه، وبقي كذلك حتى فرغ بنو عبيد الله من الفتن، فزحف القائد جوهر أيام المعزّ لدين الله معدّ إلى المغرب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، فغلب على سجلماسة وملكها وفرّ محمد بن الفتح عنها، ثم قبض عليه جوهر بعد ذلك وحمله إلى القيروان. فلما انتقض المغرب على العبيديّين وفشت فيه دعوة الأمويّين بالأندلس، ثار بسجلماسة قائم من ولد الشاكر، وتلقّب (المنتصر بالله) ثم وثب عليه أخوه (أبو محمد) سنة اثنتين وخمسين فقتله وقام بالأمر مكانه، وتلقب (المعتز بالله) وأقام على ذلك مدّة، وأمر مكناسة يومئذ قد تداعى إلى الانحلال، وأمر زناتة قد استفحل بالمغرب إلى أن زحف خزرون بن فلفول من ملوك مغراوة إلى سجلماسة سنة ستّ وستين وثلاثمائة، وبرز إليه أبو محمد المعتزّ فهزمه خزرون وقتله واستولى على بلده، وبعث برأسه إلى قرطبة مع كتابه بالفتح، وكان ذلك لأول حجابة المنصور بن أبي عامر «2» بقرطبة، فعقد لخزرون على
سجلماسة، فأقام دعوة هشام في نواحيها، فكانت أوّل دعوة أقيمت لهم في أمصار المغرب الأقصى، وانقرض أمر مكناسة من المغرب أجمع.
وانتقلت الدّولة إلى مغراوة وبني يفرن وعقد هشام (لخزرون) على سجلماسة وأعمالها، وجاءه عهد الخليفة بذلك، وضبطها وقام بأمرها إلى أن هلك.
فولي أمر سجلماسة من بعده ابنه (وانّودين بن خزرون) إلى أن غلب زيري ابن مياد على المغرب، فعقد على سجلماسة (لحميد بن فضل) المكناسي، وفرّ وانّودين بن خزرون عنها، ثم أعاده عبد الملك إلى سجلماسة بعد ذلك على قطيعة يؤدّيها إليه، ثم استقلّ بها من أوّل سنة تسعين وثلاثمائة مقيما للدعوة الأمويّة بالأندلس، ورجع المعزّ بن زيري بولاية المغرب عن المظفّر بن أبي عامر، واستثنى عليه ولاية سجلماسة لكونها بيد وانّودين، واستفحل ملك وانّودين، واستضاف إلى سجلماسة بعض أعمال المغرب ومات.
فقام بالأمر من بعده ابنه (مسعود بن وانّودين) إلى أن خرج (عبد الله بن ياسين) شيخ المرابطين، فقتل ابن وانّودين سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ثم ملك سجلماسة بعد ذلك سنة ست وأربعين، ودخلت في ملك المرابطين لأوّل أمرهم، وانقرضت دولة بني خزرون منها، وتداولها من بعدهم من ملوك الموحّدين، ثم ملوك بني مرين على ما سيأتي ذكره في الكلام على ملوك الغرب الأقصى إن شاء الله تعالى.
وأما ما اشتملت عليه هذه المملكة من المدن المشهورة.
فمنها مدينة (آسفي) بفتح الهمزة ومدّها وكسر السين المهملة والفاء وياء مثناة تحت في آخرها. وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة قال ابن سعيد: حيث الطول سبع درج، والعرض ثلاثون درجة. قال في «تقويم
البلدان» : وهي من عمل دكّالة، وهي كورة عظيمة من أعمال مرّاكش، قال ابن سعيد: وهي على جون من البحر داخل في البرّ، في مستو من الأرض، وهي فرضة مرّاكش، وبينها وبين مرّاكش أربعة أيام؛ وأرضها كثيرة الحجر، وليس بها ماء إلا من المطر، وماؤها النّبع غير عذب، وبساتينها تسقى على الدّواليب، وكرومها على باب البلد. قال الشيخ عبد الواحد: وهي تشبه حماة ودونها في القدر، ولكن ليس لها نهر يجري.
ومنها (سلا) بفتح السين واللام وفي آخرها ألف، وهي مدينة من الغرب الأقصى في آخر الإقليم الثالث قال ابن سعيد: حيث الطول سبع درج وعشر دقائق [والعرض ثلاث وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة]«1» وهي مدينة قديمة في غربيّها البحر المحيط وفي جنوبيّها نهر عظيم يصبّ في البحر المحيط والبساتين والكروم. وبنى «عبد المؤمن» أمامها من الشّطّ الجنوبيّ على النهر والبحر المحيط قصرا عظيما، وبنى خاصّته حوله المنازل فصارت مدينة عظيمة سماها المهديّة. وسلا متوسّطة بين بلاد المغرب الأقصى قريبة من الأندلس؛ وهي مدينة كثيرة الرّخاء، ولها معاملة كبيرة يقال لها تامسنّا، كثيرة الزّرع والمرعى، وفيها مدن كثيرة.
ومنها (لمطة) بفتح اللام وسكون الميم وفتح الطاء المهملة. وهي مدينة من الغرب الأقصى واقعة في آخر الإقليم الثاني قال بعضهم: حيث الطول سبع درج وثلاثون دقيقة، والعرض سبع وعشرون درجة، على ثلاث مراحل من البحر المحيط، ولها نهر كبير ينزل من جبل في شرقيها على مرحلتين منها، يجري على جنوبيّها غربا بميلة إلى الشّمال حتّى يصبّ في البحر المحيط.
ومنها (السّوس) بضم السين المهملة وسكون الواو ثم سين ثانية. وهي مدينة من أقصى المغرب في الإقليم الثاني قال ابن سعيد: حيث الطول ثمان درج
والعرض ستّ وعشرون درجة وعشرون دقيقة، وهي على طرف من البرّ داخل في البحر أربعين ميلا، وفي جانبها الشّمالي نهر يأتي من الشرق من جبل لمطة.
ومنها (قصر عبد الكريم) وضبطه معروف. وهي مدينة من الغرب الأقصى في أوائل الإقليم الرابع قال ابن سعيد: حيث الطول ثمان درج وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وهي مدينة على نهر من جهتها الشّمالية، وهو نهر كبير تصعد فيه المراكب من البحر المحيط، وجانباه محفوفان بالبساتين والكروم. وكان قاعدة تلك الناحية قبلها مدينة اسمها (البصرة) يسكنها الأدارسة؛ فلما عمرت هذه المدينة صارت هي القاعدة.
ومنها (طنجة) بفتح الطاء المهملة وسكون النون وفتح الجيم ثم هاء في الآخر. وهي مدينة من أقاصي المغرب واقعة في الإقليم الرابع قال ابن سعيد:
حيث الطول ثمان درج وإحدى وثلاثون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وهي مدينة على بحر الزّقاق، واتساع البحر عندها ثلث مجرى، فإذا شرّق عنها اتّسع عن ذلك. وهي مدينة أزليّة، واستحدث أهلها لهم مدينة على ميل منها على ظهر جبل ليمتنعوا بها، والماء ينساق إليها في قنيّ. قال في «مسالك الأبصار» : وكانت دار ملك قديم. وهي التي كانت قاعدة تلك الجهات قبل الإسلام إلى حين فتح الأندلس؛ وهي محطّ السّفن؛ وهي كثيرة الفواكه، لا سيما العنب والكمّثرى؛ وأهلها مشهورون بقلة العقل وضعف الرأي، على أن منها أبو الحسن الصّنهاجيّ الطّنجيّ، ترجم له في قلائد العقيان وأثنى عليه، وأنشد له أبياتا منها:(وافر) .
وقد تحمي الدّروع من العوالي
…
ولا تحمى من الحدق الدّروع!
وكذلك أبو عبد الله بن محمد بن أحمد الحضرميّ القائل: (طويل) .
وضنّوا بتوديع، وجادوا بتركه
…
وربّ دواء مات منه عليل!
ومنها (درعة) بفتح الدال وسكون الراء وفتح العين المهملات وهاء في الآخر. وهي مدينة من جنوبيّ المغرب الأقصى واقعة في الإقليم الثاني. نقل في
«تقويم البلدان» عن بعضهم أنّ طولها إحدى عشرة درجة وستّ دقائق، وعرضها خمس وعشرون درجة وعشر دقائق. قال في «نزهة المشتاق» : وهي قرى متصلة، وعمارات متقاربة، وليست بمدينة يحوط بها سور ولا حفير «1» ولها نهر مشهور في غربيها ينزل من ربوة حمراء عند جبل درن، وتنبت عليه الحنّاء، ويغوص ما يفضل منه بعد السّقي في صحارى تلك البلاد.
ومنها (أغمات) قال في «اللباب» : بفتح الألف وسكون الغين المعجمة وفتح الميم وألف وتاء مثناة من فوق في آخرها. وهي مدينة من الغرب الأقصى، واقعة في الإقليم الثالث. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أن طولها إحدى عشرة درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثمان وعشرون درجة وخمسون دقيقة. وهي مدينة قديمة في الجنوب بميلة إلى الشرق عن مرّاكش، في مكان أفيح طيّب التّربة، كثير النبات والعشب، والمياه تخترقه يمينا وشمالا. قال ابن سعيد: وهي التي كانت قاعدة ملك أمير المسلمين «يوسف بن تاشفين» «2» قبل بناء مرّاكش.
قال الإدريسي: وحولها جنات محدّقة، وبساتين وأشجار ملتفّة؛ وهواؤها صحيح، وفيها نهر ليس بالكبير، يشقّ المدينة يأتيها من جنوبيّها ويخرج من شماليها، وربما جمد في الشتاء حتّى يجتاز عليه الأطفال.
ومنها (تادلا) قال في «تقويم البلدان» عن الشيخ عبد الواحد: بفتح المثناة من فوق ثم ألف ودال مهملة مكسورة ولام ألف. ثم قال: وفي خطّ ابن سعيد تادلة في آخرها هاء، وهي مدينة بالمغرب الأقصى في جهة الجنوب في الإقليم الثالث قال ابن سعيد: حيث الطول اثنتا عشرة درجة، والعرض ثلاثون درجة. قال ابن سعيد: وهي مدينة بين جبال صنهاجة، ويقال هي قاعدة
صنهاجة «1» ، وغربيّها جبل درن ممتدّ إلى البحر المحيط، وهي بين مرّاكش وبين أعمال فاس، ولها عمل جليل، وأهلها بربر يعرفون بحراوة.
ومنها (أزمّور) قال الشيخ شعيب: بفتح الهمزة «2» والزاي المعجمة وتشديد الميم ثم واو وراء مهملة في الآخر. وهي مدينة على ميلين من البحر أكثر سكّانها صنهاجة.
ومنها (المزمّة) وهي فرضة ببر العدوة تقابل فرضة المنكّب من برّ الأندلس من ساحل غرناطة. والمزمّة في الشرق عن سبتة بينهما مائتا ميل.
ومنها (مدينة باديس) وهي فرضة مشهورة من فرض غمارة في الجنوب والشرق عن سبتة بينهما نحو مائة ميل. قال في «تقويم البلدان» : وهي قياسا حيث الطول عشر درج وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة.
ومنها (أودغست) قال الشيخ عبد الواحد: بفتح الهمزة وسكون الواو وفتح الدال المهملة «3» والغين المعجمة وسكون السين المهملة وفي آخرها تاء مثناة فوق. وهي مدينة في المغرب الأقصى في الجنوب في الصّحراء في الإقليم الثاني قال في «الأطوال» : حيث الطول ثمان درج وثمان دقائق. قال في «القانون» : والعرض ستّ وعشرون درجة. قال: وهي في براريّ سودان المغرب. قال في «العزيزي» : وهي جنوبيّ سجلماسة وبينهما ستّ وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة، ولها أسواق جليلة، والسفن تصل إليها