الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائفة السادسة (ملوك الحبشة في زماننا)
كلّ من ملك منهم يقال له «حطّي» بفتح الحاء المهملة وكسر الطاء المهملة المشدّدة. وهذا اللقب يذكر في مكاتباتهم عن الأبواب السلطانية على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
الصنف الثاني (من النوع الثاني الألقاب الخاصة)
وهي التي يخصّ كلّ ملك من ملوك الإسلام منها بلقب، وهو المعبّر عنه عند الكتّاب باللقب الملوكيّ. ويختلف الحال فيه باختلاف البلاد والزمان.
فأما بلاد المشرق فأوّل افتتاح تلقيب ملوكهم بالإضافة إلى الدولة، وكان أوّل من تلقّب منهم بذلك بنو حمدان ملوك حلب، فتلقب أبو محمد الحسن بن حمدان في أيام المتّقي لله «ناصر الدولة» «1» وتلقّب أخوه أبو الحسن عليّ «سيف الدولة» «2» وعلى ذلك جرى الحال في ملوك بني بويه على ما تقدّم ذكره في الكلام على أصول الألقاب، وتوالى ذلك فيهم إلى انقراض دولتهم. ثم وقع التلقيب بالسلطان فيما بعدهم من الدّول كدولة بني سبكتكين وبني ساسان، وبني سلجوق، إلى أن غلبت التتار على بلاد المشرق فجرت ملوكهم في التلقيب بألقاب على عادة ملوكهم.
وأما بلاد المغرب: فأوائل ملوكهم على عموم ملوكهم لجميعها وخصوصه ببعضها ما بين مدّع للخلافة، كبني أميّة بالأندلس، وأتباع المهديّ «1» بن تومرت، فيدور أمر أحدهم بين التلقيب بألقاب الخلافة والاقتصار على اسمه أو كنيته، وما بين غير مدّع للخلافة، فيقتصر على اسمه أو كنيته فقط إلى أن غلب يوسف «2» بن تاشفين في أوائل دولة المرابطين من الملثّمين من البربر على بلاد المغرب والأندلس، ودان بطاعة الخلافة العباسيّة ببغداد، فتلقّب ب «أمير المسلمين» خضوعا عن أن يتلقّب ب «أمير المؤمنين» الذي هو من خصائص الخلافة، وتبعه على ذلك من جاء بعده من ملوك الغرب من البربر: فتلقّب به بنو مرين: ملوك فاس، وبنو عبد الواد ملوك تلمسان، وبقي الأمر على ذلك إلى أن ملك فاس وما معها من بلاد المغرب أبو عنان من أحفاد السلطان أبي الحسن، فتلقب ب «أمير المؤمنين» وصارت مكاتباته ترد إلى الديار المصرية بذلك، وتبعه من بعده من ملوكهم على ذلك.
أما ملوك تونس من بقايا الموحّدين، فلم يزالوا يلقّبون بألقاب الخلافة على ما سبق ذكره في الكلام على ألقاب الخلفاء.
وأما الديار المصرية، فمضى الأمر فيها على نوّاب الخلفاء من حين الفتح الإسلاميّ وإلى انقراض الدولة الأخشيديّة ولم يتلقب أحد منهم بلقب من الألقاب الملوكية. ثم كانت دولة الفاطميين فتلقّبوا بألقاب الخلفاء على ما مر ذكره. ولم يتلقب أحد من وزرائهم أرباب السيوف لابتداء أمرهم بالألقاب الملوكية إلى أن ولي الوزارة المستنصر بدر الجماليّ وعظم أمر الوزارة، وصارت قائمة مقام السلطنة الآن فتلقب ب «أمير الجيوش» وتلقب ابنه في وزارته بعده
ب «الأفضل» وتلقب ابن السّلار بعد ذلك ب «العادل» وتلقّب ابن البطائحيّ وزير الآمر ب «المأمون» ثم وزّر بعد ذلك الحافظ بهرام الأرمنيّ النصرانيّ فتلقب ب «تاج الدولة» ثم وزّر بعده وزير اسمه رضوان، فلقبه ب «الملك الأفضل» . قال المؤيد صاحب حماة: وهو أوّل من لقّب من وزرائهم بالملك، وجرى الأمر على ذلك في وزارتهم حتّى كان منهم الملك الصالح طلائع بن رزّيك وزير الفائز ثم العاضد، ثم وزّر للعاضد آخرا أسد الدّين شيركوه عمّ السلطان صلاح الدين يوسف «1» بن أيوب ولقّب ب «الملك المنصور» ثم وزّر له بعده ابن أخيه صلاح الدين، فلقّب ب «الملك الناصر» ثم استقلّ بالملك بعد ذلك، وبقي في السلطنة على لقبه الأوّل. وتداول ملوك الدولة الأيّوبية بعده مثل هذه الألقاب: كالملك العزيز ابن السلطان صلاح الدين، والملك العادل أبي «2» بكر بن أيوب، والملك الكامل محمد ابنه، والأفضل صاحب دمشق، والمعظّم صاحب الكرك، وغيرهم إلى حين انقراض دولتهم ودخول الدولة التركيّة. فتلقب أيبك التّركمانيّ أوّل ملوكهم ب «الملك المعزّ» واستمرّ التلقيب مثل ذلك في الدولة التركية إلى أن صارت المملكة آخرا إلى الظاهر «3» برقوق، ثم ابنه الناصر فرج، وهم على ذلك.
وعلى نحو ذلك ملوك البلاد المجاورة لهذه المملكة: كماردين «4» ، وحصن «5» كيفا ونحوهما.