الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجملة الثانية (في الموجود بها)
قد ذكر في «مسالك الأبصار» : أنّ بها من المواشي ذوات الأربع: الخيل، والبغال، والبقر، والغنم وما في معناها، وأغنامهم تشبه أغنام عيذاب واليمن. ومن الوحوش الأسد، والنّمر، والفهد، والفيل، والزّرافة، والغزال، وبقر الوحش، وحمار الوحش، والقردة، وغيرها من الوحوش.
وبها من الطّيور الجوّية: الصّقورة، والبزاة بكثرة، والنّسور البيض والسّود، والغراب، والحجل، وطير الواجب بجملته، والحمام، والعصفور، وغير ذلك مما لم يوجد بالديار المصرية. ومن الطيور البرّية دجاج الحبش وأمثالها. ومن الطيور المائية البطّ، وعندهم بنهرهم سمك يشبه البوريّ، وسمك يشبه الثّعبان، يطول إلى مقدار ذراعين ونصف، ويغلظ إلى مقدار كبار الخشب، وبنهرهم أيضا التّمساح وفرس البحر، وغير ذلك.
وبها من الحبوب: الحنطة، والشّعير، والحمّص، والعدس، والبسلّا، والذّرة، وبعض الباقلا، وحبوب أخرى غير ذلك منها حبّ يسمّى (قنابهول) يستعملونه قوتا كالحنطة. والحنطة عندهم على مثال الحنطة الشاميّة، والشعير حبّه عندهم أكبر من حبّ الشعير المصرية والشامية، ومنه ضرب يسمّى طمجة. ولون الحمّص عندهم إلى الحمرة. والباسلّا عندهم عزيز الوجود في أكثر البلاد، ولكنهم لا يفتقرون إليه للعلف لكثرة المراعي ببلادهم.
وعندهم حبّ يسمّى (طافي) على قدر الخردل، ولونه إلى الحمرة، ومكسره إلى السّواد، يتخذون منه الخبز. وعندهم ببعض الأقاليم حبّ شبيه بالحنطة إلا أنّ له قشرين، ينزع قشره بالهرس كالأرزّ، ويتّخذون منه طعاما يكون مغنيا عن الحنطة.
وعندهم بزر الكتّان وحبّ الرّشاد، وهم يزرعون على المطر في كل سنة مرتين: مرة في الصيف، ومرّة في الشتاء، تتحصل في كل مرة الغلّات.
ونقل البطرك (بنيامين) أنه يقع عندهم المطر الكثير، وتحصل مع المطر الصواعق العظيمة.
وعندهم من أصناف المقاثيء القرع، وفي بعض الأقاليم بطّيخ صغير.
وعندهم من البقول: الثّوم، والبصل، والكزبرة الخضراء، ومن الرياحين الرّيحان، والقرنفل، ونبات أبيض يسمّى بعتران. وعندهم الياسمين البرّيّ، ولكنه ليس بمشموم لهم.
وعندهم من الفواكه العنب الأسود على قلّة، والتّين الوزيريّ، وأصناف الحوامض خلا النّارنج.
وعندهم شجر يسمّى (جان) بجيم بين الجيم والشين لا ثمر له، وإنما له قلوب تشبه قلوب النارنج تؤكل فتزيد في الذّكاء والفهم، وتفرّح، إلا أنها تقلّل الأكل، والنّوم، والجماع. وعنايتهم به عناية أهل الهند بالتّنبل وإن كان بينهما مبانية. وأيّ نفع فيما فائدته تقليل النّوم والأكل والجماع، اللاتي هي لذّات الدنيا، حتّى يحكى أنه وصف لبعض ملوك اليمن- فقال: أنا لا يذهب متحصّل ملكي إلا على هذه الثلاث، فكيف أسعى في ذهابها بأكل هذا؟
ومن أشجارهم الزّيتون، والصّنوبر، والجمّيز، وفي بعض بلادهم الآبنوس، وفي بعضها المقل «1» ، وفي بعضها القنا المجوّف والمسدود. ومأكلهم شحوم البقر والمعز، وبعض شحوم الضأن، ومشروبهم اللّبن البقريّ، وفي ضعفهم يتداوون باللبن المداف بالماء وسمن البقر.
وعندهم عسل النحل بكثرة في جميع الأقاليم، تختلف ألوانه باختلاف المراعي: منه ما يوجد في الجبال فيؤخذ من غير حجر على أخذه. ومنه ماله خلايا