الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبين سامسون نحو أربع مراحل. ثم قال: وصاحب سنوب في زماننا من ولد البرواناه، وله شوان يغزو بها في البحر ولا يكاد أن ينقهر. وذكر في «مسالك الأبصار» : أنها من مضافات كسطمونية المقدّم ذكرها، وأنه كان بها في زمانه نائب من جهة (إبراهيم بن سليمان باشاه) صاحب كسطمونية اسمه غازي چلبي.
وقال في «التثقيف» : يقال إن بها إبراهيم بك بن سليمان باشاه، فإن كان يريد الذي كان في زمن صاحب «مسالك الأبصار» : بكسطمونية، فقد أبعد المرمى. وإن كان آخر بعده كان سمّي باسمه، فيحتمل أنه في «التعريف» قد ذكر صاحبها في جملة ملوك الكفر وكأن ذلك كان قبل أن تفتح.
الضرب الثاني (من هذه البلاد ما لم يسبق إلى صاحبه مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية، ممن هو بصدد أن تطرأ له مكاتبة، فيحتاج إلى معرفته)
وهي عدّة قواعد:
منها (سيواس) . قال في «تقويم البلدان» : بكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح الواو ثم ألف وسين مهملة في الآخر. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض أربعون درجة وعشر دقائق. قال ابن سعيد: وهي من أمّهات البلاد مشهورة على ألسنة التّجّار، وهي في بسيط من الأرض. قال في «تقويم البلدان» : وهي بلدة كبيرة مسوّرة، وبها قلعة صغيرة ذات أعين، والشجر بها قليل، ونهرها الكبير بعيد عنها بمقدار نصف فرسخ.
قال: ويقول المسافرون: إن فيها [أربعا]«1» وعشرين خانا للسبيل، وهي شديدة البرد، وبينها وبين قيساريّة ستون ميلا، وكانت سيواس هذه قد غلب عليها في
الأيام الظاهرية «برقوق» صاحب الديار المصرية قاضيها (القاضي إبراهيم) وملكها.
ومنها (أماسية) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الهمزة والميم وألف وكسر السين المهملة ثم ياء مثناة تحتية مفتوحة وهاء في الآخر. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة قال في «رسم المعمور» : حيث الطول سبع وخمسون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض خمس وأربعون درجة. قال في «تقويم البلدان» : ذكر بعض من رآها أنها بلدة كبيرة ذات سور وقلعة، وفيها بساتين ونهر كبير عليه نواعير يمرّ عليها ثم يصبّ في بحر سنوب يعني بحر القرم. قال ابن سعيد: وهي من مدن الحكماء، وهي مشهورة بالحسن وكثرة المياه والبساتين والكروم، وهي في الشرق عن سنوب وبينهما ستة أيام، ثم قال: وذكر بعض من رآها أن بها معدن فضّة.
ومنها (هرقلة) قال في «تقويم البلدان» : بكسر الهاء وفتح الراء المهملة وسكون القاف وفتح اللام ثم هاء في الآخر. وموقعها في الإقليم السابع من الأقاليم السبعة قال في «الأطوال» : حيث الطول سبع وخمسون درجة وعشرون دقيقة، والعرض إحدى وأربعون درجة وثلاثون دقيقة. قال ابن سعيد: وهي في شرقيّ نهر ينزل من جبل العلايا إلى نحو سنوب وهرقلة عليه في قرب البحر. قال: وهي التي هدمها الرشيد. قال: وفي شرقيها جبل الكهف.
وقد حكى ابن خرداذبة في كتابه «المسالك والممالك» عن بعضهم أنه سار إلى هذا الكهف ودخل بمساعدة صاحب الروم فوجد به أمواتا برواق في كهف في جبل عليهم مسوح قد طال عليها الزمن حتّى صارت تنفرك باليد، وقد طليت أجسادهم بالمرّ والصّبر فلم يبلوا، ولصقت جلودهم بعظامهم، وجفّت، وعندهم سادن يخدمهم، وأنه أنكر أن يكون أولئك هم أهل الكهف المذكورون في القرآن، للاختلاف في محلّ الكهف هل هو في هذه البلاد أو غيرها.
ومنها (أقسرا) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الهمزة وسكون القاف
وفتح السين والراء المهملتين وألف في الآخر، وربّما أبدلت السين صادا مهملة.
قال: ويقال إن أصلها (أخ سرا) يعني بالخاء المعجمة بدل القاف. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض أربعون درجة. قال في «تقويم البلدان» : وهي مدينة ذات أشجار وفواكه، ولها نهر كبير ينجرّ وسط البلد ويدخل الماء منه بعض بيوتها، ولها قلعة حصينة في وسطها. قال ابن سعيد، وبها تعمل البسط الأقصريّة الفائقة، ومنها إلى قونية ثمانية وأربعون فرسخا، وكذلك بينها وبين قيساريّة.
ومنها (قيساريّة) . قال في «اللباب» : بفتح القاف وسكون المثناة من تحتها وفتح السين المهملة وألف ثم راء مهملة وياء مثناة تحتية مفتوحة مشدّدة وهاء في الآخر قال في «تقويم البلدان» : وتقال بالصاد المهملة بدل السين. قال ابن سعيد: وهي منسوبة إلى قيسر، وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة.
قال في «الأطوال» : حيث الطول ستون درجة والعرض أربعون درجة. قال ابن سعيد: وهي مدينة جليلة يحلّها سلطان البلاد. قال في «تقويم البلدان» وهي بلدة كبيرة ذات أشجار وبساتين وفواكه وعيون تدخل إليها. وداخلها قلعة حصينة وبها دار للسلطنة.
وقيساريّة هذه كان بها تخت السلطنة لبني سلجوق بهذه البلاد. ولما ملك التتر هذه البلاد بقوا بقاياهم في الملك إلى أن دخلها السلطان الملك (الظاهر «1» بيبرس) صاحب الديار المصرية، وجلس على تخت آل سلجوق بها، ثم عاد إلى الديار المصرية فزال ملك السّلجوقيّة منها من حينئذ، على ما سيأتي ذكره في الكلام على ملوك هذه البلاد.
ومنها (قونية) . قال في «تقويم البلدان» : بضم القاف وسكون الواو وكسر النون وبعدها ياء مثناة من تحت مفتوحة وهاء في الآخر. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة قال في «الأطوال» : حيث الطول ستّ وخمسون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة. قال ابن سعيد: وهي مدينة مشهورة، وبها دار للسلطنة، والجبال مطيفة بها من كل جانب، وتبعد عنها من جهة الشمال.
وينزل من الجبل الجنوبيّ منها نهر يدخل إليها من غربيّها؛ وبها البساتين من جهة الجبل على نحو ستة فراسخ، ونهرها يسقي بساتينها، ثم يصير بحيرة ومروجا، وبها الفواكه الكثيرة، وفيها يوجد المشمش المعروف بقمر الدّين، وهي ثاني قاعدة مملكة السّلجوقيّة ببلاد الروم، كان الملك ينتقل منها إلى قيساريّة، ومن قيساريّة إليها. قال ابن سعيد [وبقلعتها تربة]«1» أفلاطون الحكيم.
ومنها (أق شهر) بفتح الهمزة ثم قاف ساكنة وشين معجمة مفتوحة وهاء ساكنة وراء مهملة في الآخر، كما في «تقويم البلدان» : عمّن يوثق به من أهل المعرفة، وربما أبدلوا الهاء ألفا فقالوا (أقشار) . وفي كتاب «الأطوال» :(أخ شهر) بإبدال القاف خاء معجمة. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة، قال في «الأطوال» : حيث الطول خمس وخمسون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة. قال ابن سعيد: وهي من أنزه البلدان، وبها بساتين كثيرة وفواكه مفضّلة.
قال في «تقويم البلدان» : وأخبرني من رآها أنها على ثلاثة أيام من قونية شمالا بغرب.
ومنها (عمّورية) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح العين المهملة وميم مشدّدة مضمومة وواو ساكنة وراء مهملة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة وهاء في الآخر. قال: وهي بلدة كبيرة، ولها قلعة داخلها حصينة، وأكثر ساكنيها التركمان وبها بساتين قليلة، ولها نهر وأعين جارية، وهي التي فتحها «المعتصم
ابن الرشيد» «1» ، أحد خلفاء بني العبّاس، وكان المنجّمون قد زعموا أنها لا تفتح إلا في زمان التّين والعنب، فلما فتحها أنشده أبو تمّام قصيدته التي أوّلها:(بسيط) .
السّيف أصدق إنباء من الكتب
…
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب «2» !
ومنها (أنكورية) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الهمزة وسكون النون وضم الكاف وسكون الواو وكسر الراء المهملة ثم ياء مثناة تحتية مكسورة وهاء في الآخر. ويقال لها (أنقرة) أيضا بفتح الهمزة وسكون النون ثم قاف وراء مهملة وهاء في الآخر. وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : حيث الطول أربع وخمسون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة. قال ابن سعيد: وهي بلدة لها قلعة على تلّ عال، وهي بين الجبال، وليس بها بساتين ولا ماء، وشرب أهلها من الآبار، وهي عن قسطمونية في جهة الغرب على خمسة أيام.
ومنها (فلك بار) . قال في «تقويم البلدان» : الفلك معروف، وبار بباء موحدة وألف وراء مهملة في آخرها. قال: وهي مدينة أنشأها ملك من ملوك بني الحميد اسمه (فلك الدين) وهي في مستو من الأرض في وسط الجبال على قريب من منتصف الطريق بين قونية والعلايا، في الغرب من قونية على مسيرة خمسة أيام، وهي في الشرق عن أنطاليا على مسيرة خمسة أيام. قال: وليس في تلك الجبال الآن مدينة أكبر منها، وقد صارت قاعدة لبني الحميد: ملوك التّركمان بتلك الناحية.
ومنها (لارندة) . قال في «تقويم البلدان» : بلام وألف وراء مهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم دال مهملة وهاء في الآخر. قال: وهي قريبة من قونية على
مسافة يوم من الشرق والشمال، حيث الطول سبع وخمسون درجة، والعرض أربعون درجة وثلاثون دقيقة.
وقد تقدّم في الكلام على مملكة الشام من مضافات الديار المصرية أن مدينة ملطية دخلت في مملكة مصر ومضافاتها فصارت في معاملة حلب.
واعلم أنه قد تقدّم أن خليج القسطنطينيّة وما اتصل به من بحر نيطش- المعروف ببحر القرم- يطيف بهذه البلاد من غربيّها وشماليها، وعلى ساحل هذا البحر عدّة فرض منتظمة في سلك هذه البلاد قد ذكرها في «تقويم البلدان» في الكلام على مملكة أرمينية وما معها، وأشار إليها في الكلام على هذا البحر عند ذكره له في جملة البحار على ما تقدّمت الإشارة إليه في الكلام على البحار في أوّل هذه المقالة، غالبها في مملكة ابن عثمان صاحب برسا.
أوّلها (الجرون) . وهي قلعة خراب عند فم الخليج القسطنطيني من الجهة الشّمالية مقابل القسطنطينيّة، حيث الطول خمسون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة وعشر دقائق.
ويليها من جهة الشّمال بميلة إلى الشرق مدينة اسمها (كربي) بكاف وراء مهملة ثم باء موحدة وياء مثناة تحت في الآخر.
ويليها في الشرق مدينة اسمها (بنتر) بباء موحدة ونون وتاء مثناة فوق وراء مهملة.
ويليها في الشرق والشّمال بلدة اسمها (سامصرى) بسين مهملة وألف ثم ميم وصاد وراء مهملتين وألف في الآخر.
ويليها في الشرق أيضا مدينة اسمها (كترو) بكاف وتاء مثناة من فوق ثم راء وواو في الآخر وهي آخر أعمال قسطنطينيّة.
ويليها في الشرق مدينة اسمها (كينولي) بكسر الكاف وسكون المثناة التحتية وضم النون وسكون الواو وكسر اللام وياء مثنّاة من تحت في الآخر.