الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرحمن بن حبيب «1» ، ثم أيّام حبيب بن عبد الرحمن، ثم أيام عبد الملك بن أبي الجعد، ثم أيام عبد الأعلى بن السّمح المعافري «2» ، ثم أيام محمد بن الأشعث «3» ، ثم أيّام الأغلب بن سالم «4» ، ثم أيّام عمرو بن حفص «5» ،، ثم أيام يزيد بن حاتم بن قبيصة «6» ، ثم أيام روح بن حاتم «7» ، ثم أيام الفضل «8» بن روح، ثم أيام هرثمة بن أعين «9» ، ثم أيّام محمد بن مقاتل «10» ، ثم أيّام إبراهيم بن الأغلب «11» ، ممّن تقدّم ذكره في ملوك أفريقيّة في خلافة هارون الرشيد. وفي أيامه ظهرت دعوة الأدارسة الآتي ذكرهم بعد هذه الطبقة. وسيأتي بسط القول فيهم بعض البسط في الكلام على مكاتبة صاحب تونس.
الطبقة الثالثة الأدارسة (بنو إدريس الأكبر بن حسن المثلث، بن حسن المثنّى، بن الحسن السبط، بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم
وكان مبدأ أمرهم أنه لما خرج حسين بن عليّ بن حسن المثلّث بمكة سنة سبعين ومائة أيّام الهادي واجتمع عليه قرابته وفيهم عمّه إدريس وقتل الحسين، فرّ إدريس ولحق بالمغرب، وصار إلى مدينة وليلي من المغرب الأقصى، فاجتمع
إليه قبائل البربر وبايعوه وفتح أكثر البلاد، وبقي حتى مات سنة خمس وسبعين ومائة. وأقاموا الدعوة بعده لابنه إدريس الأصغر.
وكان أبوه قد مات وترك أمّه حاملا به فكفلوه حتّى شبّ، فبايعوه سنة ثمان وثمانين ومائة، وهو ابن إحدى عشرة سنة، وافتتح جميع بلاد المغرب وكثر عسكره، وضاقت عليهم وليلي فاختطّ لهم مدينة فاس سنة ثنتين وتسعين ومائة على ما تقدّم وانتقل إليها، واستقام له الأمر واستولى على أكثر بلاد البربر، واقتطع دعوة العباسيين، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وقام بالأمر بعده ابنه (محمد بن إدريس) ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين بعد أن استخلف في مرضه ولده (عليشا بن محمد) وهو ابن تسع سنين، ومات سنة أربع وثلاثين ومائتين لثلاث عشرة سنة من ولايته.
وكان قد عهد لأخيه (يحيى بن محمد) فقام بالأمر بعده ومات.
فولي مكانه ابنه (يحيى بن يحيى) ثم مات فاستدعوا ابن عمه (عليّ بن عمر) ابن إدريس الأصغر فبايعوه بفاس، واستولى على جميع أعمال المغرب، وقتل سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقام بالأمر بعده (يحيى بن إدريس) بن عمر، بن إدريس الأصغر، وملك جميع المغرب وخطب له على منابره، وبقي حتّى وافته جيوش عبيد الله المهديّ الفاطميّ «1» ، فغلبوه على ملكه وخلع نفسه من الأمر وأنفذ بيعته إلى المهديّ سنة خمس وثلاثمائة واستقرّ عاملا للمهديّ على فاس وعملها خاصّة، وبقية المغرب بيد موسى «2» بن أبي العافية كما سيأتي.