الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبقيت في يده حتى انتزعها المسلمون منه في سريّة عبد الله بن أبي سرح «1» ، في خلافة عثمان بن عفّان.
وأمّا ملوكها في الإسلام، فعلى أربع طبقات:
الطبقة الأولى (الخلفاء)
قد تقدّم أنّ أوّل من افتتحها (عبد الله بن أبي سرح) في خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، زحف إليها في عشرين ألفا من الصحابة وكبار العرب، ففرّق جموع النّصرانية الذين كانوا بها: من الفرنجة، والروم، والبربر، وهدم سبيطلة قاعدتها وخرّبها، وعاثت خيول العرب في ديارهم إلى أن صالحوا عبد الله بن أبي سرح بثلاثمائة قنطار من الذهب، وقفل عنهم سنة سبع وعشرين من الهجرة، بعد فتح مصر بسبع سنين أو ثمان.
ثم أغزاها معاوية بن أبي سفيان (معاوية بن حديج السّكوني)«2» سنة أربع وثلاثين.
ثم ولّى معاوية (عقبة بن نافع)«3» بن عبد قيس الفهريّ سنة خمس وأربعين، فبنى عقبة القيروان.
ثم استعمل معاوية على مصر وأفريقيّة (مسلمة بن مخلّد)«1» فعزل عقبة عن أفريقيّة وولّى عليها (مولاه أبا المهاجر دينارا) سنة خمس وخمسين. ولما استقلّ يزيد بن معاوية بالخلافة، رجع عقبة بن نافع إلى أفريقيّة سنة اثنتين وستين.
[ثم ولّى عبد الملك بن مروان عليها زهير بن قيس البلويّ «2» في سنة سبع وستين إلى أن قتل في سنة تسع وستين فولّى عليها]«3» (حسّان بن «4» النعمان) الغسّاني، فسار ودخل القيروان، وافتتح قرطاجنّة عنوة وخرّبها، فخرجت عليه الكاهنة ملكة الغرب فهزمته، ثم عاد إليها وقتلها، واستولى على بلادها [ثم رجع إلى عبد الملك واستخلف على أفريقية رجلا اسمه صالح.
ثم ولّى الوليد بن عبد الملك] «5» (موسى «6» بن نصير) بضم النون، فقدم القيروان وبها صالح، ثم قفل موسى إلى المشرق واستخلف على أفريقيّة ابنه عبد الله.
ثم عزله سليمان بن عبد الملك في خلافته، وولّى مكانه (محمد بن يزيد) .
ثم ولّى عمر بن عبد العزيز في خلافته (إسماعيل) بن عبيد الله بن أبي المهاجر.
ثم ولّى يزيد بن عبد الملك (يزيد بن أبي مسلم) مولى الحجاج وكاتبه، فقدمها سنة إحدى ومائة فقتله البربر، وردّوا محمد بن يزيد الذي كان عليهم قبله إلى ولايته، وكتبوا إلى يزيد بن عبد الملك بذلك فأقرّه عليهم.
ثم ولّى يزيد بن عبد الملك (بشر بن صفوان الكلبيّ)«1» فقدمها سنة ثلاث ومائة؛ ومات سنة تسع ومائة.
ثم عزله هشام بن عبد الملك، وولّى مكانه (عبيدة بن عبد الرحمن السّلميّ) فقدمها سنة عشر ومائة، ثم عزل هشام عبيدة، وولّى مكانه (عبد الله بن الحبحاب) مولى بني سلول «2» ، فقدمها سنة أربع عشرة ومائة، وبنى جامع تونس، واتخذ بها دار الصّناعة للمراكب البحريّة.
ثم عزله هشام بن عبد الملك وولّى مكانه (كلثوم بن عياض) ثم قتل فبعث هشام بن عبد الملك على أفريقيّة (حنظلة بن صفوان الكلبي)«3» فقدمها سنة أربع وعشرين ومائة، فخرج عليه (عبد الرحمن بن حبيب)«4» سنة ستّ وعشرين ومائة، فقفل حنظلة إلى المشرق سنة سبع وعشرين، واستقل عبد الرحمن بملك أفريقيّة.
وولي مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فكتب له بولايتها.
ثم كانت دولة بني العبّاس فأقرّه عليها السّفّاح، ثم المنصور، ثم قتل سنة سبع وثلاثين لعشر سنين من إمارته واشترك في إمارتها (حبيب بن عبد الرحمن، وعمّه عمران بن حبيب، وأخوه إلياس بن عبد الرحمن) ثم قتله عبد الملك بن أبي الجعد ثم غلب عليها (عبد الأعلى بن السّمح «1» المعافري) .
ثم ولّى أبو جعفر المنصور (محمد بن الأشعث)«2» الخزاعي فقدم القيروان سنة خمس وأربعين ومائة، وبنى سورها.
ثم ثارت عليه المضريّة وأخرجوه منها سنة ثمان وأربعين، وولّوا عليهم (عيسى بن موسى) الخراساني.
ثم ولّى أبو جعفر المنصور عليها (الأغلب بن سالم) بن عقال بن خفاجة بن سوادة التميمي «3» بعده، فقدم القيروان وسكّن الناس، ثم قتل سنة خمسين ومائة، وقام بأمر أفريقيّة المخارق بن غفار.
ولما بلغ المنصور قتل الأغلب، بعث مكانه عمر بن حفص بن قبيصة، ابن أبي صفرة التميمي «4» أخي المهلّب، فقدمها سنة إحدى وخمسين. ثم
انتقضت عليه البربر فضعف أمره، فولّى (يزيد بن حاتم)«1» بن قبيصة بن المهلب، بن أبي صفرة التميميّ، ودخل القيروان منتصف سنة خمس وخمسين، وهلك سنة سبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد، وقام بأمره بعده ابنه (داود) .
ثم ولّى الرشيد أخاه (روح بن حاتم) فقدمها منتصف سنة إحدى وسبعين ومائة، ومات في رمضان سنة أربع وسبعين، فقام حبيب بن نصر مكانه، وسار ابنه (الفضل) إلى الرشيد فولّاه مكان أبيه، فعاد إلى القيروان في المحرّم سنة سبع وسبعين ومائة، ثم قتله ابن الجارود في منتصف سنة ثمان وسبعين ومائة فولّى الرشيد مكانه (هرثمة «2» بن أعين) فسار إلى القيروان، وقدمها سنة تسع وسبعين ومائة، ثم استعفى فأعفاه الرشيد لسنتين ونصف من ولايته.
وولّى مكانه (محمد بن مقاتل الكعبي)«3» فقدم القيروان في رمضان سنة إحدى وثمانين، وكان سيّء السيرة.
ثم ولّى الرشيد (إبراهيم بن الأغلب)«4» فقدم أفريقيّة منتصف سنة أربع وثمانين ومائة، وابتنى مدينة العبّاسيّة بالقرب من القيروان وانتقل إليها. وفي ولايته ظهرت دعوة الأدراسة من العلويّة بالمغرب الأقصى. ثم مات إبراهيم في شوّال سنة ستّ وتسعين ومائة بعد أن عهد لابنه أبي العبّاس (عبد الله بن إبراهيم) بن
الأغلب بالولاية، فقدم القيروان في صفر سنة سبع وتسعين ومائة. ثم مات في ذي الحجة سنة إحدى ومائتين.
وولي مكانه أخوه (زيادة الله بن إبراهيم) وجاءه التقليد من قبل «المأمون» ، وفي ولايته كان ابتداء فتح صقلّية على يد أسد «1» بن الفرات، وتوفّي في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين لاحدى وعشرين سنة ونصف من ولايته.
وولي مكانه أخوه (أبو عقال الأغلب) بن إبراهيم بن الأغلب، وتوفي في ربيع سنة ست وعشرين ومائتين.
وولي بعده ابنه (أبو العبّاس محمد بن الأغلب بن إبراهيم) فدانت له أفريقيّة وبنى مدينة بقرب تاهرت وسمّاها العباسيّة، سنة سبع وثلاثين ومائتين، وبنى قصر سوسة وجامعها سنة ست وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة ثنتين وأربعين.
وولي مكانه ابنه أبو إبراهيم (أحمد بن أبي العباس محمد بن الأغلب) فأحسن السيرة، وكان مولعا بالعمارة، فبنى بأفريقيّة نحوا من عشرة آلاف حصن، وتوفّي آخر سنة تسع وأربعين لثمان سنين من ولايته.
وولي مكانه ابنه (زيادة الله الأصغر) بن أبي إبراهيم أحمد، وتوفي آخر سنة خمسين ومائتين.
وولي مكانه أخوه (محمد أبو الغرانيق) بن أبي إبراهيم أحمد، ففتح جزيرة مالطة سنة خمس وخمسين ومائتين، وبنى حصونا ومحارس على مسيرة خمسة عشر يوما من برقة في جهة المغرب وهي الآن معروفة به. وفي أيامه كان أكثر فتوح صقلّية. فلما مات حمل أهل القيروان أخاه إبراهيم بن أحمد أخي أبي الغرانيق على الولاية عليهم لحسن سيرته فامتنع، ثم أجاب وانتقل إلى قصر الإمارة