الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعرض ثلاث عشرة درجة وأربعون دقيقة. قال: وهي في زماننا هذا مقرّ ملوك اليمن (يعني من أولاد رسول الآتى ذكرهم في الكلام على ملوكه) .
ثم قال: وهي حصن في الجبال، مطلّ على التهائم وأراضي زبيد «1» ، وفوقها منتزه يقال له مهلة، قد ساق له صاحب اليمن المياه من الجبال التي فوقها، وبنى فيها أبنية عظيمة في غاية الحسن في وسط بستان هناك.
قال في «الروض المعطار» «2» : ولم تزل حصنا للملوك. قال: وهو بلد كثير الماء، بارد الهواء، كثير الفاكهة. قال؛ ولسلطانهم بستان يعرف بالينعات، فيه قبّة ملوكية، ومقعد سلطاني، فرشهما وأزرهما من الرّخام الملوّن؛ وبهما عمد قليلة المثل، يجري فيهما الماء من نفثات تملأ العين حسنا، والأذن طربا، بصفاء نميرها «3» ، وطيب خريرها؛ وترمي شبابيكهما على أشجار قد نقلت إليه من كل مكان، تجمع بين فواكه الشام والهند، لا يقف ناظر على بستان أحسن منه جمعا، ولا أجمع منه حسنا، ولا أتم صورة ولا معنى.
القاعدة الثانية (زبيد)
وهي مشتى صاحب اليمن من بني رسول. قال في «تقويم البلدان» : بفتح الزاى المعجمة وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة من تحت ودال مهملة. وهي مدينة من تهائم اليمن. قال في «العبر» : بناها محمد بن إبراهيم، بن عبيد الله، بن زياد، بن أبيه في خلافة المامون. وموقعها في أوائل الإقليم الأول من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول أربع وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض أربع عشرة درجة وعشر دقائق. قال في «العبر» «4» : وهي مدينة مسوّرة،
وبها كان مقام بني زياد ملوك اليمن، وهم الذين بنوها، ثم غلب عليها بنو الصّليحيّ، ثم صارت قاعدة بني رسول. وهي قصبة التهائم؛ وهي مبنيّة في مستو من الأرض، عن البحر على أقلّ من يوم، وماؤها من الآبار، وبها نخيل كثيرة، وعليها سور، وفيها ثمانية أبواب.
قال البيروني «1» : وهي فرضة اليمن، وبها مجتمع التّجّار من الحجاز ومصر والحبشة؛ ومنها تخرج بضائع الهند والصين. قال المهلّبي «2» : ولها ساحل يعرف بغلافقة، وبينهما خمسة عشر ميلا.
قال في «مسالك الأبصار» : وهي شديدة الحرّ لا يبرد ماؤها ولا هواؤها، وهي أوسع رقعة وأكثر بناء، ولها نهر جار بظاهرها، ومساكن السلطان فيها في نهاية العظمة من فرش الرّخام والسّقوف.
وباليمن عدّة مدن سوى القواعد المتقدّمة الذكر منها (عدن)«3» قال في «تقويم البلدان» : بفتح العين والدال المهملتين ونون في الآخر. وهي من تهائم اليمن. قال: وهي خارجة إلى الجنوب عن الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : حيث الطول سبع وستون درجة، والعرض تسع عشرة درجة. قال في «الروض المعطار» : وأوّل من نزلها عدن بن سبإ فعرفت به. قال في «تقويم البلدان» : ويقال لها عدن أبين- بفتح الهمزة
وسكون الباء الموحدة وفتح المثناة التحتية ثم نون- وقال في «المشترك» «1» : عن سيبويه بكسر الهمزة، وهو رجل من حمير أضيفت إليه عدن. قال في «العبر» : وهو أبين بن زهير، بن الغوث، بن أيمن، بن الهميسع، بن حمير.
وذكر «الأزهري» أن سبب تسميتها بذلك أن الحبشة [عبرت]«2» في سفنهم إليها، وخرجوا منها فقالوا (عدونه) يريدون خرجنا فسميت عدن لذلك. وقيل مأخوذة من قولهم عدن بالمكان إذا أقام به. وهي على ساحل البحر ذات حطّ وإقلاع. قال في «مسالك الأبصار» : وهي أعظم المراسي باليمن، وتكاد تكون ثالثة تعزّ وزبيد في الذّكر؛ وبها قلعة حصينة مبنية، وهي خزانة مال ملوك اليمن، إلا انه ليس بها زرع ولا ضرع؛ وهي فرضة اليمن، ومحطّ رحال التّجّار، لم تزل بلد تجارة من زمن التّبابعة وإلى زماننا، عليها ترد المراكب الواصلة من الحجاز والسّند والهند والصّين والحبشة؛ ويمتار أهل كل إقليم منها ما يحتاج إليه إقليمهم من البضائع. قال «صلاح الدين بن الحكيم» : ولا يخلو أسبوع من عدّة سفن وتجّار واردين عليها، وبضائع شتى ومتاجر منوّعة، والمقيم بها في مكاسب وافرة، وتجائر مربحة؛ ولحطّ المراكب عليها وإقلاعها مواسم مشهورة، فإذا أراد ناخوذة «3» السفر بمركب إلى جهة من الجهات، أقام فيها علما برنك «4» خاصّ به، فيعلم التجّار بسفره، ويتسامع الناس فيبقى كذلك أيّاما، ويقع الاهتمام بالرحيل، وتسارع التجّار في نقل أمتعتهم، وحولهم العبيد بالقماش السريّ والأسلحة النافعة، وتنصب على شاطيء البحر الأسواق، ويخرج أهل عدن للتفرّج هناك.
قال في «العبر» : ويحيط بها من جهة شماليها على بعد جبل دائر إلى البحر
ينثقب فيه من طرفيه ثقبان كالبابين، بينهما على ظهر الجبل مسيرة أربعة أيام، وليس لأهلها دخول ولا خروج إلا على الثّقبين أو من البحر. وكان ملكها لبني معن ابن زائدة «1» ، ثم لبني زياد: أصحاب زبيد؛ ثم انتزعها منهم أحمد بن المكرّم «2» الصّليحي، وصفا الملك فيها لبني الزّريع منهم؛ وبقيت بأيديهم حتّى ملكها منهم (توران شاه) بن أيوب: أوّل ملوك اليمن من الأيّوبيّة؛ ومن الأيّوبيّة انتقلت لبني رسول ملوك اليمن الآن.
وذكر في «مسالك الأبصار» عن الحكيم «صلاح الدين بن البرهان» أنه أقام بها مدّة، وقال إن المقيم بها يحتاج إلى كلفة في النّفقات: لارتفاع الأسعار بها في المآكل والمشارب؛ ويحتاج المقيم بها إلى ما يتبرّد به في اليوم مرّات في زمن قوّة الحرّ. قال: ولكنهم لا يبالون بكثرة الكلف، ولا بسوء المقام لكثرة الأموال النامية.
ومنها (ظفار) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الظاء المعجمة والفاء وألف وراء مهملة. قال: وهي من تهائم اليمن، من أوائل الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» : حيث الطول سبع وستون درجة والعرض ثلاث عشرة درجة وثلاثون دقيقة.
قال السّهيلي «3» : وهي مدينة عظيمة، بناها مالك بن أبرهة «4» ذي المنار.
وذكر في «العبر» أنها كانت دار ملك التّبابعة؛ وخرّبها أحمد الناخوذة سنة تسع عشرة وستمائة لأنها لم يكن لها مرسى، وبنى على الساحل مدينة ظفار «1» بالضم، وسمّاها الأحمديّة.
قال في «تقويم البلدان» : وهي مدينة على ساحل خور «2» قد خرج من البحر الجنوبي وطعن في البر في جهة الشّمال نحو مائة ميل، ومدينة ظفار على طرفه، ولا تخرج المراكب من ظفار في هذا الخور إلا بريح البرّ، ويقلع منها في الخور المذكور إلى الهند. قال: وهي قاعدة بلاد الشّحر، ويوجد في أرضها كثير من نبات الهند كالرّانج والتّنبل «3» ، وشماليّ ظفار رمال الأحقاف التي كان بها قوم عاد «4» وهي المذكورة في القرآن، وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخا.
قال: وعن بعضهم أن لها بساتين على السّواني «5» قال في «مسالك الأبصار» : وهي في زماننا لأولاد الواثق ابن عم صاحب اليمن. قال: وهم وإن أطلق عليهم اسم الملك نوّاب له. وذكر أن البضائع منها تنقل في زوارق حتّى تخرج من خورها، ثم توسق «6» في السّفن. قال في «العبر» :
وكانت منزلة الملوك في صدر الدولتين.
ومنها (حلي) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الحاء المهملة وسكون اللام ثم ياء مثناة من تحت. وهي بلدة من اليمن، واقعة في الإقليم الأوّل. قال في «الأطوال» : حيث الطول ستّ وستون درجة، والعرض ثلاث عشرة درجة وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من أطراف اليمن من جهة الحجاز وتعرف بحلي ابن يعقوب.
ومنها (المهجم) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الميم وسكون الهاء وجيم وميم. وهي مدينة من تهائم اليمن، واقعة في الإقليم الأوّل. قال في «الأطوال» : حيث الطول أربع وستون درجة، والعرض ستّ عشرة درجة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من أجلّ مدن اليمن، وهي عن زبيد ثلاثة أيام [وهي] في الشرق والشمال عن زبيد؛ وعن صنعاء على ستّ مراحل. قال الإدريسيّ «1» : ومن عدن على ست مراحل.
ومنها (حصن الدّملوة) . قال في «تقويم البلدان» : بكسر «2» الدال المهملة وسكون الميم ثم لام وواو وهاء في الآخر. وهو حصن من حصون اليمن، واقع في الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال أبو العقول: حيث الطول أربع وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض أربع عشرة درجة،. قال في «تقويم البلدان» : وهو حصن في شمال عدن في جبال اليمن. قال ابن سعيد «3» : وهو على الجبل الممتدّ من الجنوب إلى الشمال، وهو خزانة صاحب اليمن؛ ويضرب بامتناعه وحصانته المثل.
ومنها (الشّرجة) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الشين المعجمة
وسكون الراء المهملة وجيم وهاء. وهي ميناء على ساحل البحر، واقعة في الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» : حيث الطول خمس وستون درجة، والعرض سبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي صغيرة وبيوتها أخصاص «1» ومنها (جبلة) . قال في «تقويم البلدان» : بضم الجيم وسكون الباء الموحدة ولام مفتوحة وهاء. وهي مدينة بين عدن وصنعاء، واقعة في الإقليم الأوّل. قال: وقياس قول أبي العقول أنها حيث الطول خمس وستون درجة، والعرض ثلاث عشرة درجة وعشر دقائق. قال: وهي على نهرين ولذلك يقال لها مدينة النّهرين. قال بعض الثقات: وبينها وبين تعزّ دون يوم، وهي عن تعزّ في الشرق بميلة يسيرة إلى الشّمال.
ومنها (الجند) . قال في «اللباب» : بالجيم والنون المفتوحتين ودال مهملة في الآخر. وهي مدينة شماليّ تعزّ؛ على نحو نصف مرحلة منها؛ واقعة في الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : حيث الطول خمس وستون درجة، والعرض أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة. وهي عن صنعاء على ثمانية وأربعين فرسخا، وعن ظفار على أربعة وعشرين فرسخا.
وقال الشريف الإدريسيّ: هي بين ذمار وبين زبيد. وهو بلد جليل به مسجد جامع ينسب لمعاذ بن جبل «2» الصحابيّ رضي الله عنه، وعلى القرب من الجند وادى سحول، ومنه يسير في صحارى إلى جبل عرضه أحد وعشرون فرسخا، ثم يسير في صحراء ورمال إلى مدينة زبيد. والجند بلد وخم في غاية الوخامة.
ومنها (سرّين) . قال في «اللباب» : بكسر السين المهملة وفتح الرّاء المهملة المشدّدة وسكون المثنّاة من تحت ونون في الآخر. وهي بلدة على تسعة عشر فرسخا من حلي، في جهة الشمال منها، واقعة في آخر الإقليم الأوّل. قال في «الأطوال» : حيث الطول ستّ وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض عشرون درجة. وقال المهلّبيّ: هي مدينة على ساحل البحر على أربعة أيام من مكة.
قال الإدريسيّ: وهي على القرب من قرية يلملم: ميقات أهل اليمن للإحرام.
ومنها (مرباط) . قال في «تقويم البلدان» : بكسر الميم وسكون الراء المهملة ثم باء موحدة وألف بعدها طاء مهملة. وهي بليدة على ساحل خور ظفار المقدّم ذكره. قال: وهي خارجة عن الإقليم الأوّل من الأقاليم السبعة إلى الجنوب أو منه. قال في «الأطوال» : حيث الطول اثنتان وسبعون درجة، والعرض اثنتا عشرة درجة. قال ابن سعيد: وهي في الشرق والجنوب عن ظفار.
قال الإدريسي: وقبر هود عليه السلام منها على خمسة أيّام. قال في «نزهة المشتاق» «1» : وبجبال مرباط ينبت شجر اللّبان «2» ، ومنها يجهّز إلى البلاد.
ومنها (بلاد مهرة) . قال في «تقويم البلدان» : بفتح الميم ثم هاء ساكنة وراء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر. والمراد بمهرة بنو مهرة بن حيدان: قبيلة من قبائل اليمن؛ وقد بسطت القول على ذلك في كتابي المسمّى «بنهاية الأرب في معرفة قبائل العرب» . وموقعها في الإقليم الأوّل. قال في «الأطوال» : وآخرها حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض ستّ عشرة درجة. قال في «تقويم البلدان» : وليس بها نخيل ولا زرع وإنما أموال أهلها الإبل. قال: وألسنتهم مستعجمة لا يكاد يوقف عليها، وينسب إليها البخت «3» المفضّلة، ويحمل منها اللّبان إلى الآفاق.