الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكنها قليلة. قال: ومتى طال مكث الخيل بالهند انحلّت. وعندهم البغال والحمير، ولكنها مذمومة الرّكوب عندهم، حتّى لا يستحسن فقيه ولا ذو علم ركوب بغلة.
أما الحمار فإن ركوبه عندهم مذلّة وعار عظيم، وخاصّتهم تحمل أثقالهم على الخيل، وعامتهم تحمل على البقر من فوق الأنف «1» ، وهي عندهم كثيرة، وبها الجمال قليلة لا تكون إلّا للسلطان وأتباعه: من الخانات، والأمراء والوزراء، وأكابر الدولة، وبها من المواشي السائمة «2» ما لا يحصى: من الجواميس والأبقار والأغنام والمعز، وبها من دواجن الطير الدّجاج والحمام والإوزّ وهو أقل أنواعه، وإن الدجاج عندهم في قدر خلق الإوزّ. وبها من الوحوش الفيل، والكركدّن، وقد تقدّم ذكرهما في الكلام على الوحوش فيما يحتاج الكاتب إلى وصفه من الحيوان في المقالة الأولى، وفي غير ذلك من الوحوش التي لا تعدّ.
الجملة الثالثة (في حبوبها، وفواكهها، ورياحينها، وخضراواتها، وغير ذلك)
أما الحبوب فقد ذكر عن الشيخ مبارك الأنباتي أن بها الأرزّ على أحد وعشرين نوعا، وبها من سائر الحبوب الحنطة، والشعير، والحمّص، والعدس، والماش، واللّوبياء، والسّمسم، أما الفول فلا يوجد عندهم. قال في «مسالك الأبصار» : ولعلّ عدمه من حيث إنهم قوم حكماء، والفول عندهم مما يفسد جوهر العقل، ولذلك حرّمت الصابئة «3» أكله.
وأما الفواكه ففيه التّين والعنب، على قلّة، والرّمان الكثير: من الحلو
والمزّ، والحامض إلى غير ذلك من الفواكه: كالموز، والخوخ، والتّوت المسمّى بالفرصاد «1» وبها فواكه أخرى لا يعهد مثلها بمصر والشام كالعنباء «2» ، وغيرها، والسّفرجل على قلة، والكمّثرى، والتّفّاح، وهما أقل من القليل، ولكنهما والسفرجل تجلب إليه. وبها من الفواكه المستحسنة الرّانج، وهو المسمّى عندهم بالنارجيل والعامة تسميه جوز الهند، وبه البطّيخ الأخضر والأصفر، والخيار والقثّاء، والعجّور، وبه من المحضمات الأترج، واللّيمون واللّيم، والنّارنج أما الحمر «3» وهو التمر الهنديّ فكثير بباديتها.
وأما الخضراوات فقصب السكّر ببلادها كثير للغاية، ومنه نوع أسود صلب المعجم، وهو أجوده للامتصاص لا الاعتصار ولا يوجد في غيرها، ويعمل من بقيّة أنواعه السكّر الكثير: من النّبات وغيره، ولكنه لا يجمد بل يكون كالسّميذ الأبيض. وعندهم من الخضراوات اللّفت والجزر، والقرع، والباذنجان، والهليون، والزّنجبيل، والسّلق، والبصل، والفوم وهو الثّوم، والشّمار والصّعتر.
وأما الرياحين فبها الورد، واللّينوفر، والبنفسج، والبان والخلاف، والعبهر «4» والنّرجس، والفاغية وهي التّامر حنّاء.
وأما غير ذلك فعندهم العسل أكثر من الكثير، والشّيرج ومنه وقودهم والزيت يأتيهم مجلوبا. أما الشّمع فلا يوجد إلا في دور السلطان، ولا يسمح فيه لأحد، والحلوى على خمسة وستين نوعا، والفقّاع «5» والأشربة، والأطعمة على ما لا يكاد