الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم ملك بعده ابنه (أشكنانيش) وهو الذي بنى مدينة ألبا، ثم اتصل الملك فيهم إلى أن افترق أمرهم، ثم كان من أعقابهم برقاش على عهد عزيا بن أمصيا من ملوك بني إسرائيل. واتصل الملك لابنه ثم لحافديه روملش وراملش لأربعة آلاف وخمسمائة سنة للعالم. وهما اللذان اختطّا مدينة رومية، وكان الرّوم بعد روملش وراملش وانقراض عقبهم قد سئموا ولاية الملوك عليهم، فصيّروا أمرهم شورى بين سبعين وزيرا. وقال ابن العميد: كانوا يقدّمون شيخا بعد شيخ، ولم يزل أمرهم على ذلك مدّة سبعمائة سنة، تقترع الوزراء في كلّ سنة، فيخرج قائد منهم إلى كل ناحية على ما توجبه القرعة، فيحاربون الأمم والطوائف، ويفتحون الممالك حتّى ملكوا الاندلس وأثخنوا في الجلالقة، وملكوا سمّورية «1» مدينة القوط، واستولوا على الشأم وأرض الحجاز، وافتتحوا بيت المقدس وأسروا ملكها، وكانت الحرب بينهم وبين الفرس سجالا إلى أن كانت القياصرة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
الطبقة الثانية (القياصرة قبل ظهور دين النّصرانية فيهم)
قال ابن العميد: لم يزل تدبير المشايخ الذين رتّبوهم نافذا فيهم، إلى أن كان آخرهم أغانيوش فدبّرهم أربع سنين وتسمّى قيصر، وهو أوّل من تسمّى بذلك من ملوكهم، ثم صار سمة لمن بعده. وسيأتي الكلام على معنى هذه اللفظة.
ثم ملك بعده (بوليوش قيصر) ثلاث سنين.
ثم ملك بعده (أوغشطش قيصر) بن مونوخس، وهروشيوش يسمّيه (أكتبيان قيصر) وهو الثاني من القياصرة، وهو الذي سلب ملك كلابطرا آخر ملوك اليونان المقدّم ذكرها. واستولى على مصر والإسكندرية وسائر ممالك اليونان الرّوم.
ويقال: إنه كان آخر قوّاد الشيخ مدبّر رومة، وإنه توجه بالعساكر لفتح الاندلس ففتحها ثم عاد إلى رومة فملكها وطرد الشيخ عنها، ووافقه الناس على ذلك، ثم قتل نائبه بناحية المشرق واستولى عليها لثنتي عشرة سنة من ملكه [ولثنتين وأربعين سنة من ملك أغشطش ولد المسيح بعد مولد يحيى بثلاثة أشهر وذلك]«1» لتمام خمسة آلاف وخمسمائة سنة شمسيّة للعالم.
ثم ملك من بعده ابنه (طباريش قيصر) فاستولى على النّواحي، وفي أيامه كان رفع المسيح عليه السلام وافتراق الحواريّين في الآفاق لإقامة الدّين وحمل الأمم على عبادة الله تعالى. ومات لثلاث وعشرين سنة من ملكه بعد أن جدّد مدينة طبريّة واشتقّ اسمها من اسمه.
ثم ملك من بعده (غابيش قيصر) وهو الرابع من القياصرة. وقال هروشيوش: وهو أخو طباريش، وسماه غابيش قليفة بن أكتبيان. قال ابن العميد:
ووقعت في أيامه شدّة على النصارى، وقتل يعقوب أخاه يوحنّا من الحواريّين، وحبس بطرس رأسهم، ثم وثب عليه بعض قوّاده فقتله.
وملك من بعده (فلوديش قيصر) وهو الخامس من القياصرة. قال هروشيوش: هو ابن طباريش المتقدّم ذكره فيكون أخا «2» غابيش، وعلى عهده كتب متّى الحواريّ إنجيله في بيت المقدس بالعبرانية، ونقله يوحنّا بن زندي إلى الروميّة، وكتب بطرس رأس الحواريّين إنجيله بالروميّة وبعث به إلى بعض أكابر الرّوم، وهلك فلوديش قيصر لأربع عشرة سنة من ملكه.
وملك بعده ابنه (نيرون قيصر) وهو السادس من القياصرة، وكان غشوما
فاسقا، فأنكر على من أخذ بدين المسيح وقتلهم، وقتل بطرس وبولس الحواريّين، وقتل مرقص الإنجيليّ: بطرك الإسكندرية لثنتي عشرة سنة من ملكه. وفي أيامه هدم اليهود كنيسة النصارى بالقدس، ودفنوا خشبتي الصّليب بزعمهم في الزّبالة. قال هروشيوش: وقتله جماعة من قوّاده لأربع عشرة سنة من ملكه، وانقطع ملك آل يوليوش قيصر لمائة وستّ عشرة سنة من أوّل ملكهم، قال هروشيوش: وكان نيرون قيصر قد وجّه قائدا إلى جهة الأندلس فافتتحها وعاد إلى رومة بعد مهلك نيرون قيصر فملّكه الروم عليهم. وكان لنيرون قيصر صهر على أخته يسمّى (يشبشيان) ، وابن العميد يسميه (إشبا شيانس) وكان نيرون قيصر قد وجهه لفتح بيت المقدس ففتحه وعاد فقتل ذلك القائد الذي استولى على المملكة بعد نيرون قيصر، وملك مكانه، وتسمّى قيصر كمن كان قبله واستقام له الملك، هكذا ذكره هروشيوش.
والذي ذكره ابن العميد أنه لما هلك نيرون قيصر وإشباشيانس الذي سماه هروشيوش يشبشيان [محاصر للقدس]«1» ملّك الروم عليهم غلياش قيصر، فأقام تسعة أشهر وكان رديء السيرة فقتله بعض خدمه.
ثم ملّكوا عوضه (أنون) ثلاثة أشهر، وملّكوا (بطالس) ثمانية أشهر، وسار إليه اشباشيانس الذي يسمّيه هروشيوش يشبشيان فقتله وهلك اشباشيانس المذكور لتسع سنين من ملكه.
وملك بعده ابنه (طيطش قيصر) لأربعمائة سنة من ملك الإسكندر، فأقام فيهم سنتين وقيل ثلاثا وقيل أربعا، وكان حسن السيرة متفنّنا في العلوم.
ثم ملك بعده أخوه (دومريان قيصر) وقيل اسمه دوسطيانوس، وقيل
دوماطيانوس، فأقام خمس عشرة سنة، وقيل ستّ عشرة سنة، وقيل تسع سنين، وهو ابن أخت نيرون قيصر المتقدّم ذكره، وكان ظلوما غاشما فحبس يوحنّا الحواريّ، وأمر بقتل النصارى ونفيهم، وقتل اليهود من نسل داود حذار أن يملكوا وهلك في حرب الفرنج.
وملك بعده (نربا) ابن أخيه طيطش، وقيل اسمه تاوداس، وقيل قارون، وقيل: برسطوس، فأقام نحوا من سنتين أو سنة ونصفا، فأحسن السّيرة وأمر بردّ من نفي من النصارى وخلّاهم ودينهم، ولم يكن له ولد.
فعهد بالملك إلى (طريانش) من عظماء قوّاده، وقيل: اسمه أنديانوش، وقيل طرينوس، فملك بعده وتسمّى قيصر، فأقام تسع عشرة سنة، ولقي النصارى في أيامه شدّة وتتبع أئمّتهم بالقتل واستعبد عامّتهم، وفي زمنه كتب يوحنّا إنجيله برومة في بعض الجزائر، وهلك طريانش المذكور لتسع عشرة سنة من ولايته.
وملك بعده (أندريانوس) فأقام إحدى «1» وعشرين سنة، وقيل عشرين سنة وهو الذي بنى مدينة القدس وسماها إيليا، وكان شديدا على النصارى وقتل منهم خلقا كثيرا، وأخذ الناس بعبادة الأوثان، وألزم أهل مصر حفر خليج من النيل إلى القلزم «2» فحفروه وأجروا فيه ماء النيل ثم ارتدم بعد ذلك.
ولما جاء الفتح الإسلاميّ ألزمهم عمرو بن العاص «3» رضي الله عنه حفره
فحفروه وجرى فيه الماء ثم ارتدم أيضا، وبقي على ذلك مردوما إلى زماننا. ومات أندريانوس لإحدى وعشرين سنة من ملكه.
فملك بعده ابنه (انطونيش) وتسمّى (قيصر الرحيم) فأقام ثنتين وعشرين سنة، وقيل إحدى وعشرين سنة وهلك.
فملك بعده أخوه (أوراليانس) وقيل اسمه اورالش، وقيل اسمه أنطونيش الأصغر، وأصاب الأرض في زمنه قحط ووباء عظيم، وأصاب النصارى في أيامه شدّة عظيمة، وقتل منهم خلقا كثيرا، وهلك لتسع عشرة سنة من ملكه.
وملك من بعده ابنه (كمودة) ويقال بالقاف بدل الكاف، فأقام ثلاث عشرة سنة، وقيل اثنتي عشرة سنة. وفي عاشرة ملكه ظهر «أردشير «1» بن بابك» أوّل ملوك الساسانية من الفرس. وفي زمنه كان «جالينوس» اليونانيّ المشهور بالطّب، و «بقراطس» الحكيم، ومات كمودة المذكور.
فملك بعده (ورمتيلوش قيصر) وقيل اسمه برطنوش، وقيل اسمه فرطيخوس، وقيل برطانوس، وقيل ألبيش بن طنجيش فأقام ثلاثة أشهر، وقيل شهرين، وقيل سنة، وقتله بعض قوّاده.
فملك بعده (يوليانوس قيصر) فأقام شهرين ومات.
فملك بعده (سوريانوس قيصر) وقيل اسمه سورس، وقيل طباريش، فأقام تسع عشرة سنة، وقيل ثمان عشرة، وقيل ستّ عشرة، وقيل ثلاث عشرة، وقيل ستّ سنين، واشتدّ على النصارى وفتك فيهم وسار إلى مصر والإسكندرية فقتلهم، وهدم كنائسهم وشرّدهم في البلاد، وهلك.
فملك من بعده (أنطونيش قيصر) وقيل أنطونيش قسطس لخمس وعشرين سنة وخمسمائة لغلبة الإسكندر، فأقام ستّ سنين، وقيل سبع سنين،
وضعف عن مقاومة الفرس فغلبوا على أكثر مدن الشأم، ونواحي أرمينية، وهلك في حروبهم.
فملك بعده (مقرين قيصر) بن مزكة، وقيل اسمه مقرونيوس، وقيل مرقيانوس، فأقام سنة وقتله قوّاد رومة.
ثم ملك من بعده (أنطونيش) قيل ثلاث سنين، وقيل أربع سنين، وفي أوّل سنة من ملكه بنيت مدينة عمواس بأرض فلسطين من الشأم وملك سابور بن أردشير مدنا كثيرة من الشام؛ ومات.
فملك من بعده (اسكندروس) فأقام ثلاث عشرة سنة، وقيل عشرين سنة، وكانت أمّه نصرانيّة، فكانت النصارى معه في سعة من أمرهم. قال هروشيوش:
ولعشر من ملكه غزا فارس وقتل سابور بن أردشير ملك الفرس، وثار عليه أهل رومة فقتلوه.
وملك بعده (مخشميان) بن لوجيه، وقيل اسمه نقيموس، فأقام ثلاث سنين ولقي النصارى منه شدّة عظيمة. قال ابن العميد: وفي ثالثة ملكه مات سابور ابن أردشير، وهو خلاف ما تقدّم من كلام هروشيوش أنه قتله [اسكندروس] في العاشرة من ملكه، وهلك.
فملك بعده (يونيوش) وقيل اسمه لوكيوش قيصر، وقيل بلينايوس، فأقام ثلاثة أشهر وقتل.
ثم ملك بعده (غرديانوس قيصر) وقيل اسمه فودينوس، وقيل فرطانوس وقيل غرديان بن بلنسيان، فأقام ستّ سنين، وقيل سبع سنين، وطالت حروبه مع الفرس، وقتله أصحابه على نهر الفرات.
وملك بعده (فلفش قيصر) بن أوليان بن أنطونيش، فأقام سبع سنين، وقيل ستّ سنين، وقيل تسع سنين، ودان بدين النصرانية، وهو أوّل من تنصرّ من ملوك الروم، وقتله قائد من قوّاده.
وملك ذلك القائد الذي قتله مكانه، وكان من أولاد الملوك. واسمه داجية ابن مخشميان فأقام خمس سنين، وقيل سنتين، وقيل سنة، وكان يعبد الأصنام، ولقي النصارى منه شدّة قيل وفي أيامه كانت قصّة أهل الكهف مع ملكهم؛ وهلك.
فملك من بعده (غالش قيصر) فأقام سنتين، وقيل ثلاث سنين، واستتبع في قتل النصارى، وكان في أيامه وباء عظيم أقفرت منه المدن، ومات.
فملك بعده (والاريانس) لسبعين وخمسمائة لغلبة الإسكندر، وقيل اسمه غاليوش، وقيل أقيوس وغاليوش ابنه، وقيل أورليوس، وقيل غليوش، وقيل أدرياليانوس، فأقام إحدى عشرة سنة، وقيل خمس عشرة سنة، وقيل أربع عشرة سنة، وقيل خمس سنين، وكان يعبد الأصنام فلقي النصارى منه شدّة عظيمة، ووقع في أيامه وباء عظيم فرفع الطلب عن النصارى بسببه. وفي أيامه خرج القوط من بلادهم وتغلّبوا على بلاد مقدونية وبلاد النّبط واقتلعوها منه، وقتله بعض قوّاد رومة.
وملك بعده (افلوديوش قيصر) لثمانين وخمسمائة للإسكندر، فأقام سنة واحدة، وقيل سنة وتسعة أشهر، وقيل هو فلوديش بن بلاريان، ولم يكن من بيت الملك وأقام سنتين، وقيل ملك [بعده أخوه]«1» قنطل فأقام سبعة عشر يوما، ودفع القوط عن مقدونية وأرمينية وقتله بعض قوّاده.
ثم ملك (أوريليانس) وقيل اسمه أوراليوس، وقيل أورينوس، وقيل أروليوس، وقيل أوراليان بن بلنسيان، فأقام ستّ سنين، وقيل خمس سنين، وأشتدّ على النصارى وجدّد بناء رومة وفي سادسة ملكه ولد قسطنطين، ثم قتل.
وملك بعده (طافيش بن اليش) وقيل اسمه طافسيوس، وقيل طافساس، فأقام نحو سنة، وقيل تسعة أشهر، وقيل ستة أشهر.