الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجملة التاسعة (في زيّ أهل هذه المملكة)
أمّا أرباب السّيوف فنقل عن الشيخ مبارك الأنباتي: أن لبس السلطان والخانات والملوك، وسائر أرباب السيوف نتريّات، وتكلاوات، وأقبية إسلامية، مخصّرة الأوساط خوارزميّة، وعمائم صغار لا تتعدى العمامة منها خمسة أذرع أو ستة، وأن لبسهم من البياض والجوخ.
وحكي عن الشريف ناصر الدين محمد الحسيني الأدمي أن غالب لبسهم نتريّة مزركشة بالذهب، ومنهم من يلبس مطرّز الكمين بزركش، ومنهم من يعمل الطّراز بين كتفيه مثل المغل، وأقباعهم مربّعة الانبساط، مرصّعة بالجواهر، وغالب ترصيعهم بالياقوت والماس، ويضفرون شعورهم ذوائب كما كان يفعل بمصر والشام في أوّل الدولة التركية، إلا أنهم يجعلون في الذوائب شراريب من حرير، ويشدّون في أوساطهم المناطق من الذهب والفضّة، ويلبسون الأخفاف والمهاميز، ولا يشدّون السيوف في أوساطهم إلا في السّفر خاصّة.
وأما الوزراء والكتّاب، فزيّهم مثل زيّ الجند، إلا أنهم لا يشدّون المناطق: وربما أرخى بعضهم العذبة الصغيرة من قدّامه كما تفعل الصّوفيّة.
وأما القضاة والعلماء، فلبسهم فرجيّات شبيهات بالحندات ودراريع.
وحكي عن قاضي القضاة سراج الدين الهندي أنه لا يلبس عندهم ثياب الكتّان المجلوبة من الرّوس والإسكندرية إلا من ألبسه له السلطان، وإنما لباسهم من القطن الرفيع الذي يفوق البغدادي حسنا، وأنه لا يركب بالسّروج الملبّسة والمحلّاة بالذهب إلا من أنعم عليه بها السلطان.
الجملة العاشرة (في أرزاق أهل دولة السلطان بهذه المملكة)
أما الجند، فنقل عن الشيخ مبارك الأنباتيّ أنه يكون للخانات والملوك
والأمراء والاصفهسلاريّة بلاد مقرّرة عليهم من الديوان إقطاعا لهم.
وذكر أن إقطاع النائب الكبير المسمّى بأمريت يكون إقليما عظيما كالعراق.
ولكلّ خان لكّان، كلّ لكّ مائة ألف تنكة، كل تنكة ثمانية دراهم؛ ولكلّ ملك من ستين ألف تنكة إلى خمسين ألف تنكة؛ ولكلّ أمير من أربعين ألف تنكة إلى ثلاثين ألف تنكة، وللاصفهسلارية من عشرين ألف تنكة إلى ما حولها، ولكل جندي من عشرة آلاف تنكة إلى ألف تنكة، ولكلّ مملوك من المماليك السلطانية من خمسة آلاف تنكة إلى ألف تنكة، مع الطعام والكسوة وعليق الخيل لجميعهم على السلطان. ولكلّ عبد من العبيد السلطانية في كل شهر عشر تنكات بيضاء، ومنّان من الحنطة والأرزّ، وفي كل يوم ثلاثة أستار من اللحم، وفي كلّ سنة أربع كساو.
وأما أرباب الأقلام، فإن الوزير يكون له اقليم عظيم نحو العراق إقطاعا له، ولكلّ واحد من كتّاب السّرّ الأربعة مدينة من المدن البنادر العظيمة الدّخل، ولأكابر كتّابهم قرى وضياع. ومنهم من يكون له خمسون قرية. ولكلّ من الكتّاب الصّغار عشرة آلاف تنكة. ولقاضي القضاة المعبّر عنه بصدر جهان عشر قرى، يكون متحصّلها نحو ستين ألف تنكة، ولشيخ الشيوخ مثله، وللمحتسب قرية يكون متحصّلها نحو ثمانية آلاف تنكة.
وأما غير هؤلاء من سائر أرباب الوظائف، فذكر أنه يكون لبعض النّدماء قريتان ولبعضهم قرية، ولكل واحد منهم من أربعين تنكة إلى ثلاثين ألف تنكة إلى عشرين ألف تنكة على مقادير مراتبهم، مع الكساوى «1» والخلع والافتقادات، وليقس على ذلك.