الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العطاء في هباته وما ينفقه في جيوشه وعساكره لا ينفق نصف دخل بلاده.
قلت: ثم بعد محمد شاه ولي هذه المملكة من أقاربه سلطان اسمه (فيروز شاه) وبقي في الملك نحو أربعين سنة. ثم تنقلت المملكة في بيتهم إلى أن كان من تمرلنك «1» ما كان من فتح دلّي ونهبها.
ثم آل الأمر بعده إلى سلطان من بيت الملك، اسمه (محمود خان) وهو القائم بها إلى الآن. وقد صارت الدواكير منها لسلطان بمفرده، واسمه اليوم السلطان (غياث الدين) .
الجملة الثامنة (في ذكر عساكر هذه المملكة، وأرباب وظائفها على ما ذكره في «مسالك الأبصار» عن دولة السلطان محمد بن طغلقشاه المقدّم ذكره، نقلا عن الشيخ مبارك الأنباتيّ وغيره)
أما عساكره، فقد ذكر أنها تشتمل على تسعمائة ألف فارس: منهم من هو بحضرته، ومنهم من هو في سائر البلاد، يجرى عليهم كلّهم ديوانه، وأن عسكره مجتمع من التّرك والخطا والفرس والهنود وغيرهم من الأجناس. وكلّهم بالخيل المسوّمة، والسلاح الفائق، والتجمّل الظاهر؛ وأن أعلى عسكره الخانات، ثم الملوك، ثم الأمراء، ثم الاصفهسلارية، ثم الجند.
وذكر أن في خدمته ثمانين خانا أو أكثر، وأن لكلّ واحد منهم من الأتباع ما يناسبه: للخان عشرة آلاف فارس، وللملك ألف فارس، وللأمير مائة فارس، وللاصفهسلارية دون ذلك. وأن الاصفهسلارية لا يؤهّل أحد منهم للقرب من
السلطان، وإنما يكون منهم الولاة ومن يجرى مجراهم، وأن له عشرة آلاف مملوك أتراك، وعشرة آلاف خادم خصيّ، وألف خزندار «1» ، وألف بشمقدار «2» ، وله مائتا ألف عبد ركابيّة، تلبس السلاح وتمشي في ركابه، وتقاتل رجّالة بين يديه، وأن جميع الجند تختصّ بالسلطان، ويجرى عليهم ديوانه حتّى من في خدمة الخانات والملوك والأمراء، لا يجرى عليهم إقطاع من جهة من هم في خدمته كما في مصر والشام.
وأما أرباب الوظائف من أرباب السيوف، فله نائب كبير، يسمّى بلغتهم امريت وأربعة نوّاب دونه، يسمّى كل واحد منهم شق، وله الحجّاب ومن يجرى مجراهم من سائر أرباب الوظائف. وأمّا من أرباب الأقلام، فله وزير عظيم، وله أربعة كتّاب سرّ، يسمّى كل واحد منهم بلغتهم دبيران، ولكلّ منهم تقدير ثلاثمائة كاتب.
وأما القضاة فله قاضي قضاة عظيم الشأن، وله محتسب وشيخ شيوخ، وله ألف طبيب ومائتا طبيب.
وأما غير هؤلاء فله ألف بازدار «3» ، تحمل الطيور الجوارح للصيد راكبة الخيل، وثلاثة آلاف سوّاق لتحصيل الصيد، وخمسمائة نديم، وألفان ومائتان من الملاهي غير مماليكه الملاهي، وهي ألف مملوك برسم تعليم الغناء خاصة، وألف شاعر بالعربيّة، والفارسيّة، والهندية، من ذوى الذّوق اللطيف. يجري على جميع أولئك ديوانه مع طهارة الذّيل والعفّة في الظاهر والباطن.