الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 -
عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له، ويمكث خمسًا وأربعين سنة، ثم يموت فيدفن معى في قبرى، فأقوم أنا وعيسى بن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر)(1).
18 -
(. . . ثم يتوفى فيصلى عليه المسلمون)(2).
19 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (ينزل عيسى بن مريم، فيقتل الدجال، يمكث أربعين عامًا، يعمل فيهم بكتاب اللَّه وسنتى ويموت، فيستحلفون بأمر عيسى رجلًا من بنى تميم يقال له: المقعد، فإذا مات المقعد لم يأت على الناس ثلاث سنين حتى يرفع القرآن من صدور الرجال ومصاحفهم)(3).
رابعًا: التوفيق بين الروايات في كيفية قتل عيسى للأعور الدجال
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (. . . وينزل عيسى بن مريم فيؤمهم، فإذا رفع من الركوع قال: سمع اللَّه لمن حمد، قتل الدجال واظهر المؤمنين)(4).
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (الظاهر أن في ألفاظ هذا الحديث تصرفًا
(1) أخرجه في (المشكاة) وعزاه إلى كتاب (الوفاء) لأبن الجوزى وأخرجه الزين المراغي في تحقيق (النصرة) عن ابن الجوزي في (المنتظم) كما في (كنز العمال).
(2)
رواه أبو داود واللفظ وابن أبي شيبة وأحمد في (مسنده) وابن حيان في (صحيحه) وابن جرير في (الدر المنثور) وصححه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) من نزول عيسى عليه السلام.
(3)
أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب (السنن) كما فى (الاشاعة) و (الحاوى) للسيوطي.
(4)
أخرجه ابن حبان كما في (السقاية في كشف ما في شرح الوقاية).
من بعض الرواة، إذ قد تقدم في الأحاديث أن عيسى عليه السلام يقتل الدجال باب لد، وذهب شيخنا عبد اللَّه الغمارى في كتابه (إقامة البرهان) إلى سلامة هذه الرواية من تصرف الرواة، إذا وسع الكلام في بيان معنى الحديث وتوجيهه فقال: هذا الحديث يفيد أن قتل الدجال يحدث وعيسى بن مريم في صلاة، مع أن الأحاديث الأخرى التي ذكرت أن عيسى يقتل الدجال بباب لد أو قريب منه، لم تذكر أن ذلك يكون أثناء الصلاة، فكيف الجمع بين هذه وذاك؟
والجواب: عن ذلك سهل بتسهيل اللَّه، غير أنه يتوقف على مقدمة وهى:
إن الذي دلت عليه الأحاديث أن عيسى عليه السلام يصلى أول صلاة بعد نزوله من السماء -وهى صلاة الصبح- مؤتمًا بإمام المسلمين، إظهارًا لكرامة هذه الأمة وفضلها، ثم بعد ذلك يتقلد عيسى مقاليد الأمور، ويصير خليفة المسلمين، وتجمع له الصلاة أي يصير هو الإمام فيها مع قيامه بأعباء الإمامة العظمى، ومن هنا تعلم أن قوله في هذا الحديث:(فيؤمهم) على ظاهره، أي فيؤمهم في الصلوات، ولا شك أن مما شرعه اللَّه لهذه الأمة في جهادها مع العدو صلاة الخوف.
إذا تقرر هذا: فالحديث محمول على أن عيسى عليه السلام يؤم المسلمين في صلاة خوف وهم يقاتلون الدجال ومن معه، فإذا رفع عيسى رأسه من الركوع أمكنته الفرصة من العدو، فيحمل على الدجال فيقتله، ومباشرة الأعمال الضرورية لا تمنع منها الصلاة كما هو معروف.
وهذا معنى قوله (وينزل عيسى بن مريم فيؤمهم، فإذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع اللَّه لمن حمد، قتل الدجال). أي على يد عيسى عليه السلام وإسناد القتل إلى اللَّه من باب قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ