الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا يتبين أن فتح القسطنطينية وبدأ الملاحم علامة على ظهور الدجال
قال ابن كثير: (ثم يؤذن له في الخروج في آخر الزمان بعد فتح المسلمين مدينة الروم المسماة القسطنطينية فيكون بدء ظهوره من أصبهان من حارة يقال لها اليهودية، وينصره من أهلها سبعون ألفًا عليهم السيجان والأسلحة)(1).
ثالثًا: الأمصار التي تتصدى للدجال
1 -
قال عثمان بن العاص: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقى البحرين (2)، ومصر بالحيرة (3)، ومصر بالشام، فيفزع الناس ثلاث فزعات، يخرج الدجال في أعراض (4) الناس فيهزم من قبل المشرق.
فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين، فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تبقى تقول: نشامه ننظر ما هو (5)؟ وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذى يليهم. ومع الدجال سبعون ألفًا عليهم السيجان (6)، وأكثر تبعه
(1) إرشاد الساري لصحيح البخاري للقسطلانى وانظر: علامات يوم القيامة لابن كثير.
(2)
أي بحر الروم وفارس، أي عند مضيق هرمز حول الخليج.
(3)
هى من مدن العراق على ثلاثة أميال من الكوفة جنوب غرب بغداد.
(4)
الأعراض: جمع عرض وهو الجانب أو الناحية (أي يخرج الدجال في جوانب الناس، ورواية الحاكم (فيخرج الدجال في عراض جيش) والعراض جمع عرض بمعنى الناحية والجانب أيضًا فيكون المعنى يخرج الدجال في وسط جيش واللَّه أعلم) عبد الفتاح أبو غدة هامش التصريح للكشميري.
(5)
أي نختبره ونعرف ما عنده.
(6)
السيجان: جمع ساج، وهو الطيلسان الضخم الغليظ، وهذا يدل على ان خروج الدجال يكون من منطقة باردة أو منجمدة، إذ أن لبس هذه السيجان يدل على برودة المنطقة الخارج منها.
اليهود والنساء.
ثم يأتي المصر الذي يليه (1)، فيصير أهله ثلاث فرق:
فرقة تقول: نشامه ننظر ما هو؟
وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر بالمصر الذي يليهم بغربي الشام.
وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق (2)، فيبعثون سرحًا لهم (3)، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، ويصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد (4)، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من السحر (5): يأيها الناس أتاكم الغوث، ثلاثًا، فيقول بعضهم لبعض:
إن هذا الصوت رجل شبعان، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر (6).
2 -
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(. . . إنه يطلع من آخره مرة على بطن الأردن على ثنيه أفيق (7)، وكل
(1) أي إلى الحيرة بالعراق جنوب غرب بغداد.
(2)
قال العلامة ياقوت في (معجم البلدان) عند ذكر (افيق) وهي قرية من حوران في طريق الغور، في أول العقبة المعروفة بعقبة افيق، فنزل هذه العقبة إلى ابلغزر وهو الأردن وهي عقبة طويلة نحو ميلين). عبد الفتاح أبو غدة هامش التصريح للكشميرى.
(3)
المواشى من غنم وبقر وإبل فتضاب بالهلاك.
(4)
أي مشقة وجهد في أجسادهم.
(5)
السحر: آخر الليل قبل الفجر.
(6)
أخرجه أحمد في مسنده واللفظ له بطريقتين وأخرجه ابن أبي شيه والطبرانى والحاكم وصححه كما في (الدر المنثور) انظر المصدر السابق.
(7)
الثنية: العقبة، وهي المرتفع العالى من الأرض فيكون (ثنية افبق) بمعنى (عقبة افيق) والإشارة إلى الأردن في الحديث معناه، يكون مسرح العمليات ضده في الشام إذ الأردن من الشام.