الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ستة عشر: مقاتلة الأقوام عراض الوجوه، كأنها المجان المطرقة
1 -
روى مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: ان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يتقاتل المسلمون الترك، قومًا وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)(1).
2 -
روى الشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين حمر الوجوه، ذلف الأنوف (2)، كأن وجوههم المجان المطرقة (3) وليأتين على أحدكم زمان لأن يرانى أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله) (4).
3 -
روى البخاري عن عمرو بن تغلب، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول (بين يدي الساعة تقاتلون قومًا ينتعلون الشعر، وتقاتلون قومًا كأن وجوههم المجان المطرقة)(5)
4 -
روى أحمد وابن ماجة وابن حبان عن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا: صغار الأعين، عراض الوجوه، كأن أعينهم حدق الجداد (6)، كأن وجوههم المجان المطرقة،
(1) صحيح الجامع: رقم (7303).
(2)
ذلف الأنوف: غلظ أرنبة الأنف مع انبطاح الأنف.
(3)
المجان المطرقة: المجن: هو الترس، المطرقة: المطروق: المضروب فيكون المعنى: كناية عن عرض وجوههم.
(4)
صحيح الجامع.
(5)
فتح الباري: 6/ رقم 3591.
(6)
حدق الجراد: السواد المستدير وسط العين وهو تشبيه لصغر عيونهم.
ينتعلون الشعر، ويتخذون الدرق (1)، يربطون خيلهم بالنخل) (2).
5 -
روى أحمد وأبو داود عن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول اللَّه قال: (ينزل ناس من أمتي بغائط (3) يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء (4) قوم عراض الوجوه صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيفترق أهلها ثلاث فرق، فرقة يأخذون أذناب البقر (5) والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم (6) وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلون وهم الشهداء) (7).
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: (قد وجد قتال هؤلاء بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، عراض الوجوه، كأن وجههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات ككلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات، وقتالهم الآن،. . . وصلى على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى)(8).
قال ابن كثير: (والمقصود أن الترك قاتلهم الصحابة فهزموهم وغنموهم وسبوا نسائهم وأبنائهم، وظاهر هذا الحديث يقتضى أنه يكون هذا من
(1) الدرق: الترس.
(2)
فتح الباري: 6/ رقم 3592.
(3)
الغائط: المكان المنخفض.
(4)
بنو قنطوراء: الترك.
(5)
يأخذون أذناب البقر: يتركون الجهاد ويشتغلون بالحدث.
(6)
فرقة يأخذون لأنفسهم: يطلبون الأمان من الترك.
(7)
صحيح الجامع.
(8)
صحيح مسلم بشرح النووي: 18/ 37، 38.
أشراط الساعة، فإن كانت من أشراط الساعة لا تكون إلا بين يديها قريبًا: فقد يكون هذا أيضًا واقعًا مرة أخرى عظيمة بين المسلمين وبين الترك، حتى يكون أخر ذلك خروج يأجوج ومأجوج، وإن كانت أشراط الساعة أعم من أن تكون مما يقع في الجملة، ولو تقدم قبلها بدهر طويل، إلا أنه مما وقع بعد زمن من النبي وهذا الذي يظهر بعد تأمل الآحاديث الواردة في هذا الباب (1).
قلت: هذا الذي ذكره ابن كثير هو المعول عليه، إذ أن الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا الترك وانتصروا عليهم، ثم تعقب ذلك إن غزى الأتراك بلاد المسلمين وحدث بينهم من الحروب ما حدث.
وقد يكون هذا واقع ضمن الأحاديث عن غزو الأعاجم لبلاد المسلمين، إذ أن الترك اسم عام وشامل لأجناس مختلفة من الأعاجم: كالتتار وخوز وكرمان وأصحاب بابك الخرمى وأقوام نعالهم الشعر، وهم جملة من الذين غزوا بلاد المسلمين واستباحوا بيضتهم أيام ضعف الدولة العباسية وما تبعها. . . وهناك فرق بين غزو الترك لبلاد المسلمين أيام كانوا كفارًا مشركين، وبين غزوهم لبلاد المسلمين أيام دخولهم في الإِسلام ورفعهم رايته واعتبار فتوحاتهم جهادًا في سبيل اللَّه ونشر الدعوة الإِسلامية لا سيما، فتوحات الدولة العثمانية التي اتخذت الإِسلام دينًا رسميًا، وانساح جيشها في أصقاع المعمورة فاتحًا للبلاد ناشرًا دعوة الإِسلام، حتى وصلوا إلى شرق أوربا، وهم الذين أدخلوا الإِسلام إلى تلك البلاد كالبوسنة والهرسك وبلغاريا، حتى تاَمر اليهود على هذه الدولة، وأدخلوا أنياب غدرهم فيها حتى ضعفت وسقطت
(1) نهاية البداية والنهاية لابن كثير: 1/ 15.
أخيرًا، بعد تأريخ حافل بحب الإِسلام والتزامه منهجًا وسلوكًا لا سيما السلطان عبد الحميد الثاني، والقائد محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية، وسيأتى الكلام عن ذلك مفصلًا في الكلام عن فتح القسططينية لاحقًا فيرجى الانتباه لذلك.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وقاتل المسلمون الترك في خلافة بني أمية، وكان بينهم وبين المسلمين مسدودًا إلى أن فتح ذلك شيئًا بعد شيء، وكثر السبى منهم وتنافس الملوك فيهم لما فيهم من الشدة والبأس، حتى كان أكثر عسكر المعتصم منهم.
ثم غلبوا الأتراك على الملك فقتلوا ابنه المتوكل، ثم أولاده واحدًا بعد واحد، إلى أن خالط المملكة الديلم، ثم كان الملوك السامانية منة الترك أيضًا فملكوا بلاد العجم.
ثم غلب على تلك المماليك آل سبكتكين، ثم آل سلجوق، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم، ثم كان باقيًا اتباعهم بالشام وهم آل زنكى واتباع هؤلاء بيت أيوب، واستكثر هؤلاء أيضًا من الترك فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية.
ثم خرج على آل سلجوق في المائة الخامسة الغز فخربوا البلاد وفتكوا في العباد.
ثم جاءت الطامة الكبرى بالتتر فكان خروج جنكيزخان بعد الستمائة فأسعرت بهم الدنيا نارًا، خصوصًا المشرق بأسره، حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المعتصم آخر الخلفاء على أيديهم في سنة ست وخمسين وستمائة، ثم لم تزل بقاياهم يخربون إلى أن