الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيًا: علامات خروج الدجال
هناك علامات ذكرت في السنة تكون قبل خروجه منها الجدب والقحط ومنها تغير الأحوال ومنها فتح روما وفى حديث تميم الدارى سأل الدجال عن اماكن مخصوصة هل ظلت على حالها أم تغيرت، لأن بتغيرها فيما يبدو من الحديث علامة على ظهوره، إذ سأل عنها بخصوصية وإمعان وإليك ما جاء في السنة حول هذا الموضوع.
1 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إن أمام الدجال سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة.
قالوا: وما الرويبضة يا رسول اللَّه؟
قال: (التافه يتكلم في شؤون العامة)(1).
2 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (سيخرج ناس من أمتى من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم (2)، كلما خرج منهم قرن قطع، حتى عد زيادة عن عشر مرات كلما خرج منهم قرن قطع، ثم قال حتى يخرج الدجال في بقيتهم) (3).
لعل الذين يخرج فيهم الدجال هم أدعياء الإسلام وهم أشد خطرًا عليه من غيره، وهم أهل البدع والضلالات والأهواء.
(1) رواه الحاكم واقره الذهبي والطبرانى. وانظر صحيح الجامع.
(2)
الترقوة: هو العظم بين ثغرة النحر والعاتق.
(3)
رواه الحاكم وذكره بن كثير في الملاحم. وانظر المسيح الدجال قراءة في أصول الديانات الثلاث: سعيد أيوب.
3 -
عن ابن عباس عنهما قال: (وتكون آية خروجه -الدجال- تركهم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتهاونًا بالدماء، وإذا ضيعوا الحكم، واكلوا الربا، وشيدوا البناء وشربوا الخمور، واتخذوا القيان، ولبسوا الحرير، واظهروا بزه آل فرعون (1)، ونقضوا العهد، وتفقهوا لغير الدين، وزينوا المساجد، وخربوا القلوب، وقطعوا الأرحام، وكثرت القراء (2)، وقلت الفقهاء (3)، وعطلت الحدود، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، فتكافى الرجل بالرجال والنساء بالنساء، بعث اللَّه عليهم الدجال فسلط عليهم حتى ينتقم منهم، وينحاز المؤمن إلى بيت المقدس) (4).
4 -
قال حذيفة بن اسيد: (. . . أن الدجال لو خرج في زمانكم (5) لرمته الصبية بالخذف (6) لكنه يخرج في نقص من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات البين (7)،. . .) (8).
(1) البزة: هيئة الثياب، يعنى تكون عليهم هيئة المتكبرين الجبابرة الطغاة.
(2)
العلماء المزيفون المنافقون أو كثرة قراء القرآن من دون العمل به.
(3)
العلماء العاملون الصادقون.
(4)
أخرجه اسحاق بن بشر وابن عساكر كما في (كنز العمال) وقال عنه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: الحديث ضعيف أما معناه فقد وردت أحاديث صحيحة وحسنة تشبه هذه المعانى التي في هذا الحديث.
(5)
أي الزمن الذي عاش هو فيه وحدث أصحابه بهذا الحديث.
(6)
الخذف: صغار الحصى.
(7)
أي يخرج والعداوت سائدة بين الناس وذلك لضعف الوزاع الدينى وحب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة.
(8)
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عنه: موقوف لفظًا على حذيفة ابن اسيد ولم يسند إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لكنه مرفوع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حكمًا إذ لا يعلم ما فيه إلا من جانب وهي النبوة.
5 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (. . . ولن يكون (1) حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، تسألون بينكم، هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا؟ وحتى نزول الجبال عن مراسيها ثم على أثر ذلك القبض (2) وأشار بيده) (3).
6 -
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
(. . . وأن قبل الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر اللَّه السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثى مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثى نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطره قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف (4) إلا هلكت إلا ما شاء اللَّه.
قال: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟
قال: (التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام)(5).
(1) أي لن يظهر الدجال حتى تكون هذه الأمور منتشرة بين الناس.
(2)
أي الموت العام وقيام الساعة.
(3)
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على تصحيحه، وأخرجه الإمام أحمد والطبرانى وابن حزيمة وابن حيان والطحاوى والبيهقي وابن جرير وأبو يعلى وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة والبزار والبخارى وبعض ألفاظه يتحد مع ما عند مسلم
(4)
أي لا تبقى دابة ذات حافر كالبقر والغنم.
(5)
رواه ابن ماجة واسناده قوى واللفظ له، وسامه أبو داود سنده وهو سند صحيح إلى أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:(نحوه وذكر الصلوات مثل معناه) يعنى نحو حديث النواس بن سمعان وصححه ابن خزيمة ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم واقره الذهبي واورد الحافظ بن حجر جملًا منه في فتح الباري مستشهدًا بها فهو عنده حديث =
7 -
ورد في حديث تميم الدارى السابق عند رؤية الدجال مع نفر من أصحابه، ان الدجال سألهم عدة أسئلة، عن أماكن معينة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد أنه لا يخرج حتى يتحقق مجئ ذلك أو حدوثه.
فقال: أخبروني عن نخل بيسان (1)، قلنا: عن أي شئ تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟
فقلنا له: نعم قال: أما أنه يوشك أن لا تثمر.
قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟
قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب.
قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أي شيء تستخبر؟
قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟
فقلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها،
قال: أخبروني عن نبى الأميين، ما فعل؟
قالوا: (قد) خرج من مكة ونزل يثرب،
قال: أقاتله العرب؟
قلنا له: نعم، قال كيف صنع بهم؟
فأخبرناه: أنه قد ظهر على من يليه من العرب، واطاعوه.
قال: لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما أنه ذاك خيرهم أن يطيعوه. . .) (2)
= صحيح أو حسن). هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح للكشميرى بتحقيق الشيخ أبي غدة.
(1)
انظر معاني الكلمات سلفًا إذ ورد هذا الحديث.
(2)
رواه مسلم وأبو داود والترمذي.
هذه هي الأسئلة التي سأل عنها الدجال، فأما بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانتصاره على مناوئيه بعد أن اخرجوه، فقد حصلت وتحققت، تبقى أمور محددة -من خلال هذا الحديث- فإذا تحققت، فستكون علامة على ظهوره وهذه العلامات هي:
أ - عدم اثمار نخل بيسان.
ب - جفاف بحيرة طبرية الكائنة في فلسطين.
ج - جفاف العين في مدينة زغر والتى تروى البساتين هناك.
هذه الأسئلة التي في هذا الحديث والتى يستخبر فيها الدجال عن عدم إثمار نخل بيسان وعن جفاف بحيرة طبرية وجفاف عين زغر، يعضد الرأى القائل بأن الدجال يخرج وحالة الجفاف والمحل والجوع وشدة العيش تنتاب الناس، والناس في ضيق شديد من جهد العيش، فيستعمل السلاح الأقتصادى، حيث يكون معه جبال من الخبز، وانهار تجرى معه، بل يصور للناس أن الجنة والنار تحت إمرته، وهذا إمعان في الفتنة والشدة على الناس وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل وحسب أجيالنا كذلك.
8 -
جاء في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل (1) رضي الله عنه وكذلك الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجة عن عبد اللَّه بن بسر رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن فتح القسطنطينية وحدوث الملاحم علامة على خروج الدجال، وفعلًا ورد في الأحاديث الأخرى أن المسلمين عندما يفتحون عاصمة الروم يشرعون في اقتسام الغنائم يسمعون أن الدجال قد خرج في ذراريهم فيرجعون إلى الشام.
(1) انظر الملاحم ص 48 من هذا البحث.