الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه ومن واجهه أن يتمسك بإيمانه وعقيدته ويعلم أن اللَّه تعالى ليس بأعور ولا تراه العيون في الدنيا ولا يطرأ عليه ما يطرأ على الحوادث من المخلوقات، وأنه تعالى ليس كمثله شئ، وليقرأ المؤمن عندما يراه أو يسمع به فواتح سورة الكهف، فإنها عصمة له من الوقوع في فتنته، ويقرأ كل مؤمن بين عينى الدجال كلمة كافر، ويتصدى له المؤمنون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويقاتلونه، يخرج كما جاء في السنة في ثلاث مناطق، وبعدها يتوجه تلقاء الشام، ويقتله رسول اللَّه عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم في فلسطين بباب ويقضى على اليهود وإلى الأبد.
ثانيًا: الدجال في السنة النبوية
1 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال)(1).
• تعوذه صلى الله عليه وسلم من فتنة الدجال في صلاته.
2 -
ورد عنه صلى الله عليه وسلم استعاذته من الفتن بقوله:
(اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر وشر فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من المأثم والمغرم)(2).
• فتنة الدجال أعظم فتنة:
3 -
عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(1) أخرجه مسلم.
(2)
متفق عليه.
(ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال (1).
• من سمع به فلينأ عنه.
4 -
عن عمران بن حصين صلى الله عليه وسلم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(من سمع بالدجال فلينأ عنه، فواللَّه إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات)(2).
5 -
عن جابر رضي الله عنه قال: اخبرتنى أم شريك أنها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ليفرن الناس من المسيح الدجال في الجبال) قالت أم شريك: قلت: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل) (3).
6 -
وقد جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: (ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذأت غداة (4)، فخفض فيه ورفع (5) حتى ضنناه في طائفة النخل (6)،
(1) أخرجه مسلم: أي ليس هناك فتنة أعظم من فتنة الدجال منذ خلق آدم وإلى أن تقوم الساعة.
(2)
حديث صحيح رواه أبو داود. ينأ عنه: يبتعد عنه. يحسب أنه مؤمن: يظن الرجل بنفسه الإيمان وقوة اليقين ولكنه ريثما يراه يفتتن به.
(3)
أخرجه مسلم.
(4)
ذات غداة: ذات صباح. الدجال: فعال من الدجل وهو التغطية، وسمى دجالًا لأنه يغطى الحق بباطله، ويسمى أيضًا المسيح الدجال ومسيح الضلالة لأنه يسيح في الأرض سيحًا أو لأنه يمسح الأرض مسحًا في سيره.
(5)
قال النووي في شرح صحيح مسلم (في معناه قولان)
الأول: أن معنى (خفض فيه) حقره ومعنى (رفع فيه: عظمه وفخمه، فمن تحقيره قوله صلى الله عليه وسلم (أنه أعور العين، وأنه أهون على اللَّه من ذلك، وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ثم يعجز عنه، وأنه يضمحل أمره ويقتل بعد ذلك.
الثانى: أنه خفض من صوته لكثرة ما تكلم في شأن الدجال فخفض بعد طول الكلام والتعب ليسترح ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد.
(6)
في طائفة النخل: أي في ناحية بساتين المدينة كأنه حضر الآن.
فانصرفنا من عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم رحنا إليه.
فعرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم؟
فقلنا: يا رسول اللَّه ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال، غير الدجال أخوفنى عليكم (1)، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، واللَّه خليفتى على كل مسلم، أنه شاب قطط (2) عينه طافئة (3)، كأنى أشبهه بعبد العزى بن قطن (4)، فمن أدركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف (5) أنه خارج خلة بين الشام والعراق (6) فعاث يمينًا وعاث شمالًا (7)، يا عباد اللَّه فأثبتوا (8).
(1) قال الشيخ أبو غدة: (إنما قال صلى الله عليه وسلم (غير الدجال أخوفى عليكم) حين شاهد استعظام الصحابة لأمر الدجال، وشدة خوفهم من الإفتتان به. وقد بين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر من هذا الذي يخاف علينا منه اكثر من الدجال، فقال فيما رواه الإمام احمد في مسنده بسند جيد عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:(غير الدجال أخوف على أمتى من الدجال الأئمة المضلون) أي الدعاة إلى الضلالات. وما أكثرهم وأكثر من يتبعهم في هذه الأيام وما بعدها) هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح للكشميرى ص 108.
(2)
قطط: شديد الجعودة في شعره جعودة مكروهة.
(3)
طافئة: أي ذهب نورها، وهى العين اليمنى الممسوحة ويروى: طائفة بالياء أي مرتفعة ناتئة، فتكون العين اليسرى كما حققه النووي في (شرح مسلم) هامش التصريح.
(4)
هو رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.
(5)
ستأتى الأحاديث الواردة في كيفية النجاة منه بقراءة فواتح الكهف.
(6)
خلة: على غفلة أو هو طريق واقع بين الشام والعراف. والتخلل: الدخول في الشيء.
(7)
أي افسد عن يمينه وافسد عن شماله مسرعًا في افساده ايما اسراع.
(8)
قال القرطبي (أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من لقى الدجال أن يثبت على الإسلام، فإن لبث الدجال في الأرض قليل، وأما من لم يلقه فليفر عنه لحديث أبي داود (ومن سمع بالدجال فلينأ عنه، فواللَّه أن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما بعث به من الشبهات).
فقلنا يا رسول اللَّه: وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يومًا، يوم كسنة، يوم كشهر. ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم (1).
(1) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء: هذه الحديث على ظاهره وهذه الأيام طويلة.
(على هذا القدر المذكور في الحديث، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (وسائر أيامه كأيامكم) وقوله صلى الله عليه وسلم حين سألوه: (فذلك اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم؟
قال: أقدروا له قدرة).
قال العلامة ابن مالك: (هذا القول في تفسير امتداد الأيام الثلاثة جار على حقيقته، ولا امتناع فيه، لأن اللَّه قادر على أن يزيد كل جزء من أجزاء اليوم الأول حتى يصير مقادر سنة خرقًا للعادة، كما يزيد في أجزاء ساعة من ساعات اليوم).
وقال العلامة على القارى في (المرقاة شرح المشكاة) بعد نقاة كلام ابن ملك المذكور:
هذا القول الذي قرره لا يفيد إلا بسط الزمان كما وقع له صلى الله عليه وسلم قصة الإسراء مع زيادة، لكن لا يخفى سبب وجوب كل صلاة إنما هو وقتها المقدور من طلوع صبح، وزوال شمس غروبها، وغيوبة شفقها، وهذا لا يتصور إلا بتحقيق تعدد الأيام والليالى على وجه الحقيقة وهو مفقود، فنقول وباللَّه التوفيق ومنه المعونة في التحقيق -وقد تبين لنا بأخبار الصادق المصدوق صلوات اللَّه تعالى وسلامه عليه: أن الدجال بعث منه مع الشبهات ويفيض على يديه من التمويهات ما يسلب عن ذي العقول عقولهم، ويخطف من ذوى الأبصار أبصارهم فمن ذلك تسخير الشياطين له، ومجيئه بجنة ونار، وأحياء الميت على ما يدعه، وتفويته على من يريد إضلاله تارة وبالمطر والعشب، وتارة بالأزمة والجدب، ثم لإخفاء أنه أسحر الناس، فلم يستقم لنا تأويل هذا القول إلا أن نقول: انه يأخذ باسماع الناس وأبصارهم، حتى يخيل أن الزمان قد استمر على حالة واحدة، أسفار بلا ظلام وصباح بلا مساء، يحسبون أن الليل لا يمد عليهم رواقة، وأن الشمس لا تطوى عنهم ضياءها، فيبقون في حيرة والتباس من امتداد الزمان، ويدخل عليهم دواخل بأختفاء الآيات الظاهرة في اختلاف الليل والنهار فأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يجتهدوا عند مصادفة تلك الأحوال، ويقدروا لكل صلاة قدرها، إلى أن يكشف اللَّه عنهم تلك الغمة، هذا الذي =
قلنا: يا رسول اللَّه: فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ (1)
قال: لا: اقدروا له قدره. (2)
قلنا: يا رسول اللَّه: وما اسراعه في الأرض؟ (3)
قال: كالغيث استدبرته الريح (4)، فيأتى على القوم فيدعوهم (5) فيؤمنون به ويستجبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم (6) أطول ما كانت ذرى (7)، وأسبغه ضروعًا،. . .
= اهتدينا إليه من التأويل، واللَّه الموفق لأصابة الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل).
(1)
فيه حرص الصحابة -رضوان اللَّه عليهم- على الصلاة، فقد بادروا أول كل شيء بالسؤال عن حال وقتها لمعرفة ادائها.
(2)
قال العلامة على القارى في المرقاة: (أي قدروا الوقت صلاة يوم في يوم -كسنة مثلًا- قدره الذي كان له في سائر الأيام، كمحبوس اشتبه عليه الوقت) قال النووي في (شرح صحيح مسلم): معناه: إذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب وكذا العشاء والصبح والظهر، وهكذا حتى ينقضى ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلاة سنة، كلها فرائض مؤداة في وقتها. ثم قال النووي: قال القاضى عياض وغيره: (هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشرع، قالوا: ولولا هذا الحديث ولوكلنا إلى اجتهادنا لأقتصرنا فيه على الصلوات الخمس ع الأوقات المعروفة في غيره من الأيام)
(3)
أي مقدار سرعته في مسيرة على الأرض وطى مسافاتها.
(4)
وفى رواية (الدر المنثور) للسيوطى (كالغيث يشتد به الريح) والمراد بالغيث هنا: الغيم، اطلاقًا للسبب على المسبب، أي يسرع في الأرض إسراع الغيم تسوقه الريح بقوة وعنف، وإنما يسرع هذا الإسراع كى لا يتأمل الرعاع المغترون به حاله ودلائل نقصه وعيوبه فينكشف لهم دجلة، ويتضح لهم كذبه، وتبطل عندهم دعاوية الباطلة المزورة.
(5)
أي إلى باطله ودعوى الوهية.
(6)
أي ترجع عليهم آخر النهار ماشيتهم التي تذهب بالغدوة أول النهار إلى مراعيها.
(7)
الذرى: جمع ذروة، وهى هنا أعلى سنام الجمل، فمعنى أطول ما كانت ذرى، أعلى ما كانت سنامًا، هذا كناية عن كثرة السحر في السارحة والماشية التي عندهم، والضروع: جمع ضرع وهو الثدى. وأسباغ الضروع: اتساعها بكثرة ما فيها من اللبن. والخواصر: =
وأمده خواطر.
ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله (1) فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين (2) ليس بأيديهم شئ من أموالهم، ويمر بالخربة (3) فيقول لها: اخرجى كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسب
النحل (4)، ثم يدعو رجلًا شابًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض (5)، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك (6) فبينما هو كذلك (7) إذ بعث عيسى بن مريم (8) فيطلبه حتى يدركه باب لد (9)، فيقلته. . (10).
= جمع خاصرة وهى ما تحت الجنب وامدها: كناية عن زيادة امتلائها بكثرة ما رعته وأكلته من المراعى الخصبة.
(1)
فيه إشارة إلى أنه ليس له قدرة. . . (على أتباعه قال تعالى {عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} .
(2)
أي يصبحون وقد أصابهم المحل، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ والعشب وفقدانهم لمواشيهم وحلالهم وذلك قمة من الفتنة والمحنة واللَّه المستعان.
(3)
المكان المتهدم المتروك.
(4)
اليعاسب: ذكور النحل، مفردها يعسوب، وهو أمير النحل متى طار تبعته جماعته، والمراد تتبع كنوز تلك الأرض الدجال كما تتبع جماعات النحل يعاسبها طاعة ومتابعة.
(5)
جزلتين: يروى بفتح الجيم وكسرها، أي قطعتين. والغرض: الهدف، ومعنى رمية الغرض: أنه حينما يقطع الدجال بالسيف ذلك الشاب قطعتين، تتباعد القطعتان عن بعضها كبعد رمية السهم عن القوس.
(6)
أي يقبل ذلك الشاب على الدجال يتلألأ وجهه ويضئ، ضاحكًا ساخرًا من الدجال يقول: كيف يصلح هذا إلهًا.
(7)
أي بينما الرجل الشاب على تلك الحال من موقفه وسخريته بالدجال.
(8)
ينزل من السماء.
(9)
بلدة معروفة الآن في فلسطين قرية من بيت المقدس.
(10)
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وغزاه في كنز العمال إلى ابن عساكر.
8 -
عن عبد اللَّه بن عمرو عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في أمتى فيمكث أربعين، لا أدرى أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا (1).
9 -
عن أبي أمامة الباهلى رضي الله عنه قال: خبطنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثًا حدثناه عن الدجال وحذرناه فكان من قوله أن قال (. . . فإنى سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نيى قبلى، إنه يبدأ فيقول، أنا نبى، ولا نبى بعدى، ثم يثنى ويقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا (2).
(1) رواه مسلم وأحمد في المسند.
قال العلامة التوربشتى رحمه اللَّه تعالى: (قوله.) لا أدرى أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا) من قول الصحابى. أي لم يزدنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على (أربعين) شيئًا بين المراد منها فلا أدرى أي واحد من هذه الثلاثة أراد كما نقله عنه العلامة على القارى فى (المرقاة شرح المشكاة) قال القاضى عياض: ويرفع هذا الشك ما في حديث النواس بن سمعان من أنها أربعون يومًا، نقله عنه (الأبى) في شرحه على (صحيح مسلم) وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري بعد إيرده هذا الحديث وفيه هذا الترديد قال:
(والجزم بأنها أربعون يومًا مقدم على هذا الترديد، فقد أخرج الطبراني هذا الحديث من وجه آخر عن عبد اللَّه بن عمرو نفسه بلفظ: (يخرج الدجال، فيمكث في الأرض أربعين صباحًا يرد منها كل منهل إلا الكعبة والمدينة وبيت المقدس).
(2)
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (أي لا يرى اللَّه أحد من الناس في الدنيا قبل موته سوى ما خص به سيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجاء عند مسلم في صحيحه والترمذي في سننه قال الزهري: أخبرنى عمر بن ثابت الأنصارى أنه أخبره بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم حذر من الدجال: (مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل من كره عمله أو يقرأه كل مؤمن وقال (تعلموا -أي اعلموا- إنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت أي لا يراه إلا بعد الموت وفى الدار الآخرة).
قال السدى فى حاشيته على (صحيح مسلم): (فكل من يدعى ذلك -أي رؤية اللَّه في =
وأنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه (كافر) يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب (1) وأن من فتنته أن معه جنة ونارًا فناره جنه وجنته نار فمن ابتلى بفاره فليستغث باللَّه وليقرأ فواتح الكهف (2) فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم وإن من فتنته أن يقول لأعرابى: أرأيت (3) إن بعثت لك أباك وأمك أن تشهد أنى ربك؟ فيقول نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بنى اتبعه فإنه ربك: وأن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين (4) ثم يقول: انظروا إلى عبدى هذا فإنى أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربًا
= الدنيا فهو كاذب، ولا يدل الحديث على أنه صلى الله عليه وسلم لم يره ليلة المعراج بقوله (أحد منكم) وقال الحافظ بن حجر (الفتح الباري) وفيع تنبيه على أن دعواه الربوبية كذب بأن رؤية اللَّه مقيدة بالموت، والدجال يدعى أنه اللَّه، ويراه الناس مع ذلك: وفيه أيضًا رد على من يزعم أنه يرى اللَّه تعالى في اليقظة: تعالى اللَّه عن ذلك، ولا يرد على ذلك رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للَّه تعالى ليلة الإسراء لأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم فأعطاه اللَّه تعالى في الدنيا القوة التي ينعم بها على المؤمنين في الآخرة) هامش التصريح فيما توتر في نزول المسيح للكشميرى بتحقيق أبي غدة.
(1)
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: (الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقية جعلها اللَّه آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفر الدجال وكذبه وابطاله ويظهرها اللَّه تعالى لكل مسلم وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) 30: 45 هذا الحديث على أن المؤمن يتبين له لغيره ولا سيما الفتن، وينكشف له حال الكذاب والوضاع على اللَّه ورسوله فأن الدجاج اكذب خلق اللَّه، مع ان اللَّه يجرى على يديه أمورًا هائلة ومخاريق مزلزلة، حتى أن من رآه افتتن به، فيكشفها اللَّه للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها وكلما قوى الإيمان في القلب، قوى انكشاف الأمور له، وعرف حقائقها من بواطلها، بخلاف القلب الخرب المظلم)
(2)
سيأتى الكلام عن قراءة سورة الكهف تباعًا.
(3)
أرأيت: أخبرنى.
(4)
يلقى شقتين: أي يقع ذلك الإنسان المقتول على الأرض مقسومًا قطعتين.
غيرى فيبعثه اللَّه- ويقول له الخبيث: من ربك؟
فيقول: ربى اللَّه، وأنت عدو اللَّه، أنت الدجال، واللَّه ما كنت بعد أشد بصيرة بك منى اليوم (1) وأن من فتنته أن يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض تنبت فتنبت، وأن من فتنته أن يمر بالحى فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة (2) إلا هلكت وأن من فتنته، أن يمر بالحى فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك اسمن ما كانت وأعظمه، وامده خواطر، وادره ضروعًا، وأنه لا يبقى شئ من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب (3) من نقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته (4).
(حتى ينزل عند الظريب الأحمر (5)، عند منقطع السبحة (6)، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات (7)، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفى الخبث منها كما ينفى الكير خبث الحديد (8) ويدعى ذلك اليوم يوم
(1) أي أصبحت على يقين تام - اليوم أنك أنت الدجال أكثر من أي وقت.
(2)
سائمة: دابة ترعى.
(3)
النقب: هو الطريق بين الجبلين.
(4)
مجردة مسلولة.
(5)
الظريب: تصغير ظرب وهو الجبل الصغير.
(6)
السبحة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر ولعلها (السبخة) بالخاء واللَّه اعلم.
(7)
قال الحافظ بن حجر في (فتح الباري): أي يحصل لها زلزلة بعد اخرى ثالثة حتى يخرج منها ليس مخلصًا في إيمانه، ويبقى بها المؤمن الخالص فلا يسلط عليه الدجال.
(8)
الكير: هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد. وخبث الحديد: هو ما تلقيه النار من وسخ الحديد. والخبث الذي تنقيه المدينة المراد به هنا/ النافقون، فتميزهم المدينة وتخرجهم عن صالحى أهلها كما يميز الحداد ردئ الحديد من جيده بنار الكير
الخلاص (1).
فقالت أم شريك بنت أبي العكر. يا رسول اللَّه: فأين العرب يومئذ؟
قال: العرب يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم. . .فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب (2) فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودى، كلهم ذو سيف محلى وساج (3)، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح بالماء (4)، وينطلق هاربًا، ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقنى بها فيدركه عند باب اللد الشرقى فيقتله، فيهزم اللَّه اليهود، فلا يبقى شئ مما خلق اللَّه يتوارى به (5) يهودى إلا انطق اللَّه ذلك الشئ لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقد (6) فأنها من شجرهم لا تنطق -إلا قال: يا عبد اللَّه المسلم هذا يهودى فتعال اقتله. (7)
(1) يوم الخلاص: أي يوم الخلاص من المنافقين والفاسقين كما صرح بهذا فيه حديث محجن بن الادرع عند أحمد وصححه الحاكم في المستدرك وأقره الذهبي، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:(ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فتخلص المدينة، فذلك يوم الخلاص) ذكره الحافظ بن حجر في فتح الباري.
(2)
باب المسجد.
(3)
الساج: هو الطيلسان الضخم الغليظ، وهو نوع من الثياب الفاخرة.
(4)
أي اختفى وتوارى.
(5)
أي يختفى به.
(6)
الغرقدة: واحده، وهو شجر له أغصان ذات شوك معروف ببلاد بيت المقدس.
(7)
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: (وفى هذا الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة، من كلام الجماد من شجرة وحجر وظاهره أن ذلك ينطق حقيقة، ويحتمل بأن يكون المراد أنهم لا يفيدهم الاختباء والأول: أولى).
(وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة وآخر أيامه كالشرره (1)، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسى.
فقيل له: يا رسول اللَّه: كيف في تلك الأيام والأمصار؟
قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام، ثم صلوا) (2).
(1) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (هذا الحديث يخالف ما تقدم في حديث البنواس بن سمعان، فقد جاء فيه أن إقامة الدجال في الأرض (أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم). وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، وحديث أبي أمامة هذا على صحته في سنده مقال فيقدم عليه الحديث الصحيح الذي لا كلام في سنده.
والظاهر أن ما وقع في هذا الحديث من مغايرة للحديث الصحيح في مدة مكث الدجال في الأرض: إنما هو من اشتباه بعض الرواة وتصرفاتهم، كما قرره الإمام الكشميري رحمه الله. . . وبعد ما استظهرت هذا الاستظهار رأيت أبل أمامة في (مستدرك الحاكم) وقد جاء فيه تحديد مكث الدجال موافقًا لما جاء في صحيح مسلم ولفظه:(وأن أيامه أربعون، فيوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالأيام، وآخر أيامه كالسراب، يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسى قبل أن يبلغ بابها الآخر) فجزمت بأن الرواية الواقعة في (سنن ابن ماجة) وقع فيها اشتباه وتصرف من بعض الرواة، كما قرره شيخ شيوخنا إمام العصر الإمام الكشميري).
انظر هامش التصريح فيما تواتر نزول المسيح للإمام الكشميري بتحقيق أبي غدة ص 153 وقال العلامة على القارى في (المرقاة شرح المشكاة): (ولعل وجه الجمع بين الروايتن اختلاف الكمية والكيفية، كما يشير إليه قوله: (السنة كشهر) فإنه محمول على سرعة الإنقضاء -كما ان سبق م قوله (يوم كسنة) محمول على أن الشدة في غاية الإستقصاء، على أنه يمكن اختلاف الأحوال والرجال).
هذا هو التوفيق والترجيح بين رواية مكث الدجال أربعين سنة أم أربعين يومًا.
(2)
رواه ابن ماجة واسناده قوى اللفظ له وساق أبو داود سنده وهو سند صحيح إلى أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: نحوه وذكر الصلوات مثل معناه) يعنى حديث النواس بن سمعان، =
9 -
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (أن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارًا، فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس نارًا فماء بارد عذب، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارًا، فإنه عذب طيب)(1).
10 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أنه يهودى وأنه لا يولد له ولد، وأنه لا يدخل المدينة ولا مكة)(2)
11 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (وإن عينيه اليمنى عوراء، جاحظة، لا تخفى، كأنها نخاعة)(3).
فى حائط مجصص، وعينيه اليسرى كأنها كوكب درى (4) معه من كل لسان (5) ومعه صورة الجنة خضراء ويجرى فيها الماء، وصورة النار سوداء) (6)
12 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما
= وصححه ابن خزيمه ورواه الحاكم في المستدرك وقال، صحيح على شرط مسلم واقره الذهبي، واورد الحافظ بن حجر منه في فتح البارى مستشهدًا بها، فهو عنده حديث صحيح أو حسن.
(1)
رواه مسلم في صحيحه. قال الحافظ بن حجر في (فتح الباري): (وهذا يرجع إلى اختلاف المرئى بالنسبة إلى الرائى، فأما أن يكون الدجال ساحرًا فيخيل الشيء بصورة عكسية، وأما الذي جعل اللَّه باطن الجنة نارًا وباطن النار جنة، وهذا الراجح).
(2)
رواه مسلم.
(3)
نخاعة: أي نخامة.
(4)
أي من شدة اتقادها.
(5)
من كل لسان: أي معه مترجمون يترجمون له حسب لغة كل قرية أو مدينة يدخلها.
(6)
رواه الإمام أحمد/ وهذا الحديث يشير إلى أن الدجال يستعمل الشعوذة والتمويه فهو يحمل صورًا للجنة أو النار، لا حقيقة لهما، ولا يستبعد أن يستعمل السحر والسحرة ليصوروا للناس صورة الجنة أو النار.
خرجا من قرية دخل أوائله) (1).
13 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المكان الذي يخرج منه الدجال (أنه يخرج من أصبهان)(2).
14 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح (3) فيقولون له: أين تعمد؟
فقال: أعمد إلى هذا الذي خرج.
قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟
فيقول: ما بربنا خفاء.
فيقولون: اقتلوه.
فيقول بعضهم لبعض: أليس نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه؟
قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قال: فيأمر الدجال به فيثج، فيقول خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربًا،
قال: فيقول أما تؤمن بى؟
فيقول: أنت المسيح الكذاب؟
قال: فيؤمر به، فينشر بالمنشار (4) من مفرقه حتى يفرق بين رجليه،
(1) رواه أبو يعلى والبراز.
(2)
رواه مسلم.
(3)
المسالح: جمع مسلحة، وهو قوم معهم سلاح. وهذا يوحى بأنه معه جيش.
(4)
أنشرته بالمنشار: إذا شققته به.
قال: ثم يمشى الدجال بين القطعتين.
قال: ثم يقول له قم، فيستوى قائمًا،
قال: ثم يقول له، أتؤمن بي؟
فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة (1).
قال: ثم يقول: يا أيها الناس: أنه يفعل بعدى بأحد من الناس،
قال: فيأخذ الدجال ليذبحه، فيحمل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلًا.
قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار، وإنما ألقى في الجنة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين) (2).
15 -
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ما سأل أحد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته وإنه قال لي: ما يضرك منه؟
قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء (3)؟
قال: هو أهون على اللَّه من ذلك) (4).
(1) المعرفة واليقين، أي أعرف صفاتك ودجلك كما أخبر عنك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والآن أصبح هذا الإيمان عندى محققًا عين اليقين بل حق اليقين بأنك أنت الدجال الكذاب.
(2)
رواه مسلم.
(3)
هذه إشارة إلى أن الدجال يستعمل السلاح الاقتصادى إذ أن الحالة التي سيكون عليها الناس في أيامه حالة عسرة -لا سيما على مناوئيه- من الجدب والقحط والمُحْلِ، فيشهر هذا السلاح؛ سلاح الخبز والماء ليثني مناوئيه والكافرين به عن إيمانهم، ولكن آنى له ذلك، فهو أهون على اللَّه من أن يفتن المؤمنين الصادقين في إيمانهم.
(4)
أخرجه البخاري ومسلم.
16 -
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: (حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (الدجال يخرج من أرض بالمشرق لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان (1) المطرقة (2).
17 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يتبع الدجال من يهود اصفهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة)(3).
18 -
وجاء في حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (. . . ويبعث اللَّه معه شياطين تكلم الناس (4)، ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسًا ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول:
يا أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل؟
فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم، فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهدًا شديدًا.
ثم ينزل عيسى بن مريم. . .) (5).
19 -
جاء في فضائل سورة الكهف قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي الدرداء: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) وفى رواية:
(1) المجان: جمع مجنة، وهو الترس. المطرقة: المضروبة كناية عن عرضها.
(2)
أخرجه الترمذي وهو حديث حسن وقال: حسن غريب.
(3)
أخرجه مسلم والطيالسة: كساء عريض سميك من القماش الجيد الفاخر.
(4)
هذا الحديث يؤكد أن الدجال يستعمل الشياطين ويسخرهم في خدمته والتمويه على الناس وضلالهم، كما أنه يكون الشيطان الأول الذي يمارس الشعوذة في اضلال الناس.
(5)
رواه أحمد في مسنده وصححه الحاكم في المستدرك ورجاله ثقات وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: وهو على شرط مسلم وأورده الهيتمى في جمع الزوائد وقال: (رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح).
(من آخر الكهف)(1).
20 -
قال: صلى الله عليه وسلم: (لا يسخر له من المطايا إلا الحمار فهو رجس على رجس. . .)(2)
21 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (. . . إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ اللَّه ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وأن اللَّه تعالى لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته من الدجال)(3).
* * *
(1) رواه مسلم. وقال الشيخ ناصر في تحقيقه لمختصر صحيح مسلم للمنذرى: (والرواية الأولى أرجح). قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب (التصريح فيما تواتر في نزول المسيح) للكشميرى: فعلى رواية من أولها يكون ذلك لما في دلالة تلك الآيات على معرفة ذات اللَّه وصفاته، أو لما في قصة أهل الكهف من العجائب، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن به، وهذه خصوصية أودعت في تلك السورة لما فيها من ذكر التوحيد وخلاص أهل الكهف من شر الكفرة الجبارين، وعلى رواية (من آخر سورة الكهف) فيكون ذلك لقوله تعالى في آخرها {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} .
وقال العلامة اليبى: (المعنى أن قرأه المؤمن أحد هذين العشرين من أول السورة أو آخرها أمان له من فتنة الدجال -كما آمنت الفتية من فتنة دقيانوس الجبار)
(2)
رواه الحاكم وأقره الذهبي.
(3)
رواه ابن ماجة وابن أبي شيبة.