الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أنس: وذلك الغلام من أترابى يومئذ" (1).
ب- أما عن الساعة وقيام قيامتها الكبرى، وما يعترى الكون من خراب ودمار وبعث الأرواح فقد جاءت آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة ومفصلة حول هذا الموضوع، ولسنا بصدد الكلام عن ذلك اليوم في هذا البحث، وإنما المقصود هو إشعار الناس عمومًا والمسلمين خصوصًا بقرب قيام الساعة وبصدد التطلع إلى الفقه بعلاماتها المؤذنة بوشوك وقوعها.
3 - متى الساعة
؟
إن الساعة وموعد قيامها غيب اختصه اللَّه تعالى بعلمه، فلم يطلع عليه نبيًا مرسلًا ولا ملكًا مقربًا ومصداق ذلك حديث جبريل قال:
". . . قال: فأخبرنى عن الساعة؟
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. . . " (2).
قال ابن كثير: أمر تعالى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن الساعة، أن يرد علمها إلى اللَّه تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي: يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو تعالى، ولهذا قال:{ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله:{ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، قال: ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا
(1) مختصر صحيح مسلم رقم 2063.
(2)
جزء من حديث جبريل الطويل. أخرجه البخاري (1/ 18) ومسلم (1/ 29).
يعلمون، واختار هذا القول ابن جرير رحمه الله (1).
وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)} [النازعات: 42 - 46].
قال ابن كثير: "أي: ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى اللَّه عز وجل، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين"(2).
إذًا فعلم الساعة علم اختصه اللَّه تعالى بنفسه وأنت يا محمد أيها النبي المرسل ليس لك سبيل إلى معرفة وقتها وأنت لا تدرى لعل ذلك اليوم يكون قريبًا ولا يأتي ذلك اليوم العظيم إلا بغتة في حين غرة وغفلة والناس عنه لاهون.
وعليه أخي المسلم: إن سمعت من يحدد للدهر عمرًا أو يضع ليوم القيامة وقتًا محددًا فاعلم أنه مغمور في جهل عميق أو هو ربيبة من أرباب الغزو الفكرى وفرخ من أفراخ أعداء الإِسلام والمسلمين من الدساسين الكذابين الذين يكيدون للإسلام وأهله (3).
وقد قسم العلماء علامات الساعة من حيث ظهورها إلى ما يلي:
1 -
علامات ظهرت وانقضت وهي جزء من العلامات الصغرى.
2 -
علامات ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار إلى يومنا هذا.
3 -
علامات تظهر قبيل علامات الساعة الكبرى المألوفة وهي:
(1) تفسير ابن كثير: 2/ 271.
(2)
تفسير ابن كثير: 4/ 469.
(3)
هناك آيات كثيرة وردت حول الساعة في القرآن الكريم آثرت الاقتصار على هذه الآيات فقط خشية الإطالة، واللَّه أعلم.
أ - ظهور الرايات السود موطئة لخروج المهدي.
ب- انحسار الفرات عن كنز من ذهب واقتتال الناس عليه.
ج - المعارك التي تنشب بين المهدي وأعدائه وأخرها الخسف الذي يحل بجيش السفيانى على مشارف مكة (ذي الحليفة).
د- ظهور المهدي قائدًا للمسلمين وقدوم أبدال الشام وعصائب أهل العراق مبايعين له.
4 -
ظهور العلامات الكبرى وتنقسم إلى قسمين:
أ - العلامات المألوفة: وهي الدجال، عيسى بن مريم، يأجوج ومأجوج.
ب- العلامات غير المألوفة: وهي ظهور الشمس من المغرب، الدابة، الدخان، الخسوفات.
5 -
أحداث أخرى: تخريب الكعبة، ترك المدينة النبوية، رفع القرآن من المصاحف.
6 -
أخر من تقوم عليهم الساعة ونهاية العالم.
* * *