الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحروف من ذهب على صحائف من نور، إن هذا الأثر (1) أضحه أمام أعينكم أيها الموسرون وبين أيديكم، وإنها لصرخة غضب أصرخها في وجوهكم أيها المراؤون، صيحة تصور أنات الثكالى وآهات المعذبين الذين دارت عليهم الأيام وجار عليهم الزمن، وتخلى عنهم أقرب الناس إليهم.
قال الشاعر:
ورب إشارة تعطى بيانًا
…
وتصريحًا إذا إحتبس القصيد
أربعة وعشرون: تدافع المصلين لعدم وجود إمام يصلى بهم
1 -
قال رسول اللَّه-صلى الله عليه وسلم: (. . وإن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد، لا يجدون إمامًا يصلى بهم)(2).
هذه الحالة المؤلمة عشناها في وقتنا الراهن، حيث زهد طلبة العلم في وظيفة الإمامة لا سيما وهي أشرف وظيفة في الدنيا وهي مهمة الأنبياء والمرسلين، وذلك لأسباب منها الواقعية ومنها السلبية.
أما الأسباب الواقعية فهي:
1 -
ضعف المرتب الشهرى الذي يتعاطاه الإمام والخطيب.
2 -
مهمة الإمامة والخطابة تحتاج إلى وقت كاف ومتسع، إذ مطلوب من طالب العلم أن يطور إمكانياته العلمية والفقهية ويتفرغ لطلب العلم والتفقه في الدين، ولما كان المرتب الشهرى لا يسمن ولا يغنى من جوع يضطر طالب العلم إلى الإنصراف عن هذه الوظيفة إلى التجارة أو ما يشابهها لكي يوفر لقمة العيش لعياله ولنفسه.
(1) يعني: (الأكباد الجائعة أولى من بناء البيت الحرام).
(2)
رواه أبو داوود وابن ماجه وأحمد واللفظ لأبي داوود.
3 -
عزوف أغلب الموسرين عن مساعدة طلبة العلم وأئمة المساجد وذلك بسبب الحرص على جمع أغلب قدر ممكن من حطام الدنيا وفقدان الغيرة على الدين وأهله.
4 -
ضعف الوازع الديني وغلبة الأنانية والحرص مما يصرف الموسرين عن مد طلبة العلم ومساعدتهم.
5 -
تسلط الطغاة وإجبارهم طلبة العلم أن يكونوا أبواقًا لباطلهم الآثم وأراجيفهم المضللة، مما يجعل المخلصين يعزفون عن هذه المهمة.
أما الأسباب السلبية فهي:
1 -
حب الدنيا: وحب الدنيا رأس كل خطيئة، فإذا ما استولى حب الدنيا على القلوب خارت العزائم وضعفت الهمم.
2 -
ضعف الإيمان: إذ أن الإيمان العميق يولد الخشية والخشية تولد التقوى، والتقوى تولد حب الدعوة إلى اللَّه والتفانى في سبيل نشر الإِسلام والتبشير به وصرف الأوقات، في سبيل اللَّه وتبليغ دعوة الإِسلام، إذ يعتبر هذا ضمن واجب الأمانة الملقاة على كأهل الإنسان المسلم.
3 -
عدم تطبيق الأوامر الشرعية أو التفقه لغير الدين: إذ أننا نجد أن أغلب طلبة العلم ولا سيما (العلم الشرعى) يطلبون العلم من أجل الشهادات لكي يحصلوا على مكانة مرموقة في المجتمع وليشار إليهم بالبنان، ولكى يقال (هذا عالم!!).
أما دراسة العلم الشرعى لكي يعمل به ويطبق على النفس وفي المجتمع أو دراسته لكي يدعى به إلى اللَّه ورسوله فهذا الجانب أضحى أصحابه أندر من الذهب الأحمر في واقعنا والعياذ باللَّه.