الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخسوفات الثلاثة، والناس التي تقوم عليهم الساعة، ثم خراب مكة والمدينة وخروج الناس من المدينة، وظهور ذو السويقتين إلى آخر العلامات وهى إثنان من مدينة مزينة تقوم عليها الساعة وإلى آخر حشر الناس إلى الشام.
على أننى أعتمد على الأحاديث وحاولت أن ارتبها ما استطعت حسب الأحداث التي وردت في كتب السنة أو الكتب التي تكلمت عن موضوع العلامات.
أولًا: طلوع الشمس من المغرب
قال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} قال ابن كثير: (يقول تعالى متوعدًا للكافرين به والمخالفين لرسله والمكذبين بآياته والصادين عن سبيله {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا. . .}. . وذلك كائن يوم القيامة. . {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} وذلك قبل يوم القيامة كائن من إمارات الساعة واشراطها، حين يرون شيئًا من أشراط الساعة كما قال البخاري في تفسير هذه الآية).
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها) فذلك حين (لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل).
وقال ابن كثير: (أي إذا أنشأ الكافر إيمانًا يومئذ لا يقبل منه، فأما من كان مؤمنًا قبل ذلك فإن كان مصلحًا في عمله فهو بخير عظيم، وإن لم يكن مصلحًا فأحدث توبة، حينئذ لم تقبل منه توبته كما دلت عليه الأحاديث،
وعليه يحمل قوله تعالى: {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} أي لا يقبل منها كسب عمل صالح إذا لم يكن عاملًا قبل ذلك) (1).
2 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال له: (أتدرى أين تذهب الشمس إذا غربت؟
قلت: لا أدرى، قال: إنها تنتهى دون العرش، فتخر ساجدة ثم تقوم حتى يقال لها ارجعى، فيوشك يا أبا ذر، أن يقال لها ارجعى من حيث جئت، وذلك حين (لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)(2).
3 -
عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم، وخروج الدجال، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس -أو تحشر الناس- تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا)(3).
4 -
عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: (إن اللَّه فتح بابًا قبل المغرب عرضه سبعون عامًا للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس منه)(4).
قال محمد بن جبر سلامة: (قوله صلى الله عليه وسلم (أول الآيات خروجًا طلوع
(1) انظر تفسير ابن كثير وكذلك روى هذا الحديث بالإضافة إلى الإمام البخاري الإمام مسلم في صحيحه.
(2)
متفق عليه.
(3)
أخرجه أصحاب السنن وقال الترمذي: حسن صحيح وأخرجه مسلم نحوه.
(4)
أخرجه الترمذي وصححه النسائي وابن ماجة.
الشمس -يعنى أول أشراط الساعة الكبرى المؤذنة بقرب إنتهاء العالم قربًا عظيمًا، فإن طلوع الشمس من المغرب إيذان باضطراب هذا الكون وخراب العالم، وهذا يقين إن شاء اللَّه تعالى، ومن أظهر الأدلة على ذلك أن باب التوبة يغلق بطلوع الشمس من المغرب، بينما يقبل الإسلام ممن أسلم في زمن عيسى عليه السلام (1).
5 -
عن عمرو بن جرير قال: (جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث عن الآيات يقول: إن أولها خروج الدجال، قال: فانصرفوا إلى عبد اللَّه بن عمرو فحدثوه بالذى سمعوه من مروان في الآيات فقال: لم يقل مروان شيئًا، حفظت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها).
ثم قال عبد اللَّه وكان يقرأ الكتب: وأظن أولها خروجًا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش وسجدت وأستأذنت في الرجوع، أذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا اللَّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت فاستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شئ، ثم استأذنت في الرجوع فلا يرد عليها شئ، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللَّه أن يذهب وعرفت أنه إذا أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق، من لي بالناس؟. حتى إذا ما صار الأفق كأنه طوق، استأذنت في الرجوع فيقال لها: مكانك فاطلعى، فطلعت على الناس من مغربها، ثم تلا عبد اللَّه هذه الآية {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ
(1) أشراط الساعة وأسرارها: محمد جبر سلامه.
آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ. . .} الآية) (1).
6 -
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الهجرة خصلتان، وإحداهما تهجر السيئات والأخرى تهاجر إلى اللَّه ورسوله ولا تنقطع ما قبلت التوبة، ولا تزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل)(2).
7 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(بادروا بالأعمال ستًا (3)، طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان أو الدجال، والدابة (4)، أو خاصة (5) أحدكم أو أمر العامة) (6).
8 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا) ولتقومن من الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه. . ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته (7) فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه (8) فلا يسقى
(1) أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة في سننهما وكما أخرجه الإمام أحمد.
(2)
قال عنه ابن كثير في تفسيره: هذا الحديث حسن الإسناد ولم يخرجه أحد من أصحاب السنن.
(3)
سيأتى لاحقًا.
(4)
سيأتى لاحقًا.
(5)
خاصة أحدكم أوامر العامة: أي الفتن والمصائب التي تخص أحدكم أو تعمكم جميعًا.
(6)
رواه مسلم.
(7)
اللقحة: الناقة.
(8)
يليط حوضه: يطينه ويصلحه.