الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفكك الأسر. . . فقد مر التعليق عليه، وأما الربا واستحلاله وتعاطيه في أغلب البنوك والمصارف فهذه تعتبر ظاهرة العصر الراهن ويكفى في هذا أن اذكر الآية القرآنية التالية، وما فيها من إنذار ووعيد للذين يتعاملون بالربا.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)} [البقرة: 278 - 279].
إن اليهود -قاتلهم اللَّه- هم أول من تعامل بالربا واستغلوا حاجات الناس وعذرهم فساموا البشرية سوء العذاب، إلى أن انتشرت هذه الظاهرة الخطيرة في أغلب المجتمعات المعاصرة، وحلل هذا المنكر الذي يبيح استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
خمسة عشر: فشو المعازف والقينات وإستحلالها وظهور الخسف والمسخ والقذف وكثرة الزلازل
1 -
روى البخاري وأبو داود عن أبي عامر وأبي مالك الأشعرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر. . . والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم. . . ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) (1).
أما عن فشو المعازف التي هي الآلات الموسيقية فهذا واقع نراه ونعيشه فقد غزت هذه الآلات البيوت عن طريق الأجهزة المسموعة والمرئية، وأصبح روادها من الذين يشار إليهم بالبنان وأصحاب خطوة وسمعة وجاه علاوة على ما تدره عليهم هذه المهنة من أموال طائلة.
وأما: القينات (اللاتى هن المغنيات فهن من الصنف الذي أشرت إليه
(1) سبق تخريجه.
آنفًا وما يتمتعن به في حظوة في المجتمعات، وقد خصص لرفد هذه المنكرات وإشاعة مروجيها من المطربين والمطربات ما يعجز القلم عن وصفه في هذه الأيام ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.
قال الشافعي رحمه الله:
تموت الأسد في الغابات جوعًا
…
ولحم الضأن يرمى للكلاب
وذو جهل ينام على حرير
…
وذو علم ينام على التراب
والغريب المدهش أن بعضًا من طلبة العلم الشرعى ونظرًا لاستحكام هذه الظاهرة "المعازف والقينات" في مجتمعاتنا أخذوا يلوون النصوص الشرعية ويجعلونها تصب في خدمة هذه الظاهرة الخطيرة، فأخذوا يحللون سماع هذه المنكرات وقد نسوا أو تناسوا ما في هذه الأغانى من ميوعة وغزل وتشبيب وإثارة ومنكرات. . . إضافة إلى ما يتمتع به أصحابها من مكانة لا تكون ويجب أن لا تكون إلا للأبطال وخدام الأمة!!.
الخسف: هو انشقاق الأرض وغورها بساكنيها، وقد حدث في هذا العام (1) والذي قبله ما يجعل هذه الأحاديث النبوية تصرخ بوجه المنكرين والمعاندين والعصاة، أن توبوا إلى ربكم وعودوا إلى رشدكم.
فحوادث الزلازل المروعة في تركيا من دمار وفجيعة خير شاهد على صدق هذه الإرهاصات النبوية، وقد رأى هذه الزلازل كل من على هذه المعمورة عن طريق الأجهزة المرئية وما التقط من في صور تشيب منها الولدان.
وأعقب زلازل تركيا زلازل اليونان وتايوان وأمريكا، حيث ابتلعت مدن
(1) عام 1999 م - 2000 م.
بكاملها وما يحدث مستقبلًا قد يكون أشد، وهو المعول عليه من خلال الأحاديث النبوية.
إنها إنذارات ربانية وتحذيرات نبوية صادقة، تلوح للبشرية بالإنذار وقرب قيام الساعة، وهي واللَّه دعوة للعصاة بتعجيل التوبة قبل فوات الأوان.
أما عن المسخ: وهو تحويل خلقة أناس مخصوصين إلى قردة وخنازير وكذلك القذف: الذي هو رمى العصاة بالحجارة من السماء، فهذا واللَّه اعلم لم يحدث بعد، وسيحدث عاجلًا أم آجلًا كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم.
2 -
روى أحمد والبخاري وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان. . .)(1).
3 -
ذكر ابن حجر في "فتح الباري"، قوله صلى الله عليه وسلم:(تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة)(2).
4 -
روى الطبراني عن سعيد ابن أبي راشد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إن في أمتي خسفًا ومسخًا وقذفًا)(3)(4).
5 -
روى ابن ماجه عن سهل ابن سعد: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ)(5).
6 -
روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) صحيح الجامع: رقم 7305.
(2)
رواه الإِمام أحمد: انظر (فتح الباري): ج 13.
(3)
مر تعريف الخسف والمسخ والقذف.
(4)
صحيح الجامع: رقم (2132).
(5)
صحيح الجامع: رقم (8149).
(يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف.
قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أنهلك وفينا الصالحون؟
قال: نعم، إذا كَثُرَ الخبث) (1)(2).
7 -
روى الطبراني عن سهل بن سعد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر)(3).
8 -
روى الترمذي عن ابن عمران بن الحصين، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، إذا ظهرت القيان والمعازف وشُرِبَت الخمور)(4).
9 -
روى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (ليبيتن أقوامٌ من أمتي على أكلٍ ولهوٍ ولعبٍ، ثم لَيُصْبِحَنَّ قردةً وخنازير)(5).
10 -
روى ابن ماجه وابن حبان والطبراني والبيهقي عن أبي مالك الأشعرى رضي الله عنه أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: (ليشربن من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها (6) ويضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف اللَّه بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير) (7).
11 -
روى أبو داود عن أنس رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(1) الخبث: كلمة جامعة للمنكرات كالزنا والخمر والمعازف.
(2)
صحيح الترمذي: رقم (1776).
(3)
صحيح الجامع: رقم (3665).
(4)
صحيح الجامع: رقم (4273).
(5)
السلسلة الصحيحة: رقم (1604).
(6)
يسمونها بغير إسمها: كما يسمونها الآن (المشروبات الروحية)!!!
(7)
صحيح الجامع: رقم (5454).
(يا أنس، إن الناس يمصرون (1) أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال لها البصرة (2) أو البصيرة، فإن مررت بها أو دخلتها، فإياك وسباخها (3) وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه سيكون بها خسف وقذف ورجف وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير) (4).
يظهر من خلال هذه الأحاديث النبوية العطرة التي نشم منها عبير النبوة، أن المجتمع أو الأمة التي تظهر فيها المنكرات وتسود كشرب الخمر والزنا والمعازف وما يجر ذلك إلى استشراء المنكرات والإبتعاد عن شرع اللَّه وذلك بإفساد الناس وإلهائهم عن طريق المعازف والقينات مما يؤدى إلى استهوان المعصية وغشيان الخبث والفساد.
وعندما تسود هذه المنكرات في مجتمع ما، فلا ينتظرون من اللَّه تعالى إلا العقوبة الموجعة التي تتلاءم مع شدة المعصية، وعند ذلك يكون العقاب والعياذ باللَّه هو الخسف أو المسخ أو القذف.
وقد رأينا الخسف وابتلاع الأرض لأحياء كاملة وغورها بساكنيها وننتظر والعياذ باللَّه المسخ والقذف الذي يحل بالعصاة والجبارين الذين يصدون عن سيبل اللَّه، ويقفون حجر عثرة بوجه الرسالة الربانية، ويفسدون في الأرض.
(1) يمصرون: يفتحون الأمصار والمدن.
(2)
البصرة: من مدن العراق، وتقع جنوب العراق وهي ثانى مدينة بعد العاصمة بغداد، وهي ميناء العراق المطل على الخليج العربي.
(3)
سباخها: الأرض المالحة التي لا تنبت الزرع.
(4)
صحيح الجامع: رقم (7859).