الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونظرًا لإختلاف هذه الروايات في السنة، اختلف العلماء في شأنه، وإليك ما جاء في السنة عن ابن الصياد ثم أقوال العلماء فيه:
ثانيًا: ابن الصياد في السنة النبوية:
أ- عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما قال: (إن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رهط من الصحابة قبل الصياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم (1) بنى مغالة وقد قارب بن الصياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ظهره بيده، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لابن الصياد: أتشهد أنى رسول اللَّه؟ فنظر إليه ابن الصياد فقال: أشهد أنك نبى الأميين، فقال ابن الصياد لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتشهد أنى رسول اللَّه؟
فرفضه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: (آمنت باللَّه ورسله). ثم قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟
قال ابن الصياد: يأتنى صادق وكذاب (2)، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:(خلط عليك الأمر).
ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئًا)(3) فقال ابن الصياد: هو الدخ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:(إخسأ فلن تعدو قدرك)(4).
(1) أطم: المكان المرتفع.
(2)
يأتينى صادق وكذاب: وهذه طريقة الكهنة وما شابههم.
(3)
خبأت لك خبيثًا: أي الآية "يوم تأتى السماء بدخان مبين" كما وقع في رواية آخرى.
(4)
اخسأ فلن تعدو قدرك: أي اقعد فقد خبت فلن تستطع مجاوزة القدر الذي يستطع الكهان معرفته والاهتداء إليه بالتخليط على الناس.
قال عمر بن الخطاب: ذرنى يا رسول اللَّه أضرب عنقه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن يكنه فلن تسلط عليه (1)، وإن لم يكن فلا خير لك في قتله.
وقال سالم بن عبد اللَّه: سمعت عبد اللَّه بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبى بن كعب الأنصارى إلى النخل التي فيها ابن الصياد، حتى إذا دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقى بجذوع النخل (2)، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة (3)، فرأت أم ابن صياد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يتقى بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف -وهو اسم ابن صياد- هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو تركته بين (4).
قال سالم: قال عبد اللَّه بن عمر: فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على اللَّه بما هو له أهل، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركوه، ما من نبى إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه ولكن أقول لكم فيه قولًا لم يقله نبى لقومه:(تعلموا أنه أعور (5)، وأن اللَّه تبارك وتعالى ليس بأعور).
(1) إن يكنه فلن تسلط عليه: أي أن يكن ابن صياد هو الدجال الأكبر فلن تستطع قتله لأن الذي يقتله هو عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، وإن قتلته وهو برئ من ذلك فلا خير لك في قتله لأنه ظلم.
(2)
يتقى بجذوع النخل: يختبئ خلف النخل لكى يسمع ما يقوله ابن صياد من دون أن يراه.
(3)
زمزمة: الصوت الخفى الذي لا يكاد يفهم.
(4)
لو تركته لبين: لو لم تعلمه أمه بمجيئه صلى الله عليه وسلم لتبين له أمره، هل هو كاذب دجال أم غير ذلك، وفى هذا إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بشأن ابن صائد شئ، لذلك أراد أن يعرف حقيقته.
(5)
تعلموا أنه أعور: اعرفوا وتعلموا من أمر الدجال الأكبر فإنه أعور.
وزاد مسلم في صحيحه:
2 -
قال ابن شهاب: وأخبرنى عمر بن ثابت الأنصارى: أنه أخبره بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم حذار الناس الدجال: (أنه مكتوب بين عينيه كافر. . .)
وقال: (تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)(1)(2).
3 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (لقيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر -يعنى ابن صياد- في بعض طرق المدينة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتشهد أنى رسول اللَّه؟ فقال هو: أتشهد أنى رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: آمنت باللَّه، وملائكته، وكتبه، ما ترى؟ قال: أرى عرشًا على الماء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ قال: أرى صادقين وكاذبًا -أو كاذبين وصادقًا- فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. لبس عليه (3)، دعوه) (4).
4 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أيضًا قال: (خرجنا حجاجًا أو عمارًا ومعنا بن صائد، قال: منزلنا منزلًا، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو (5)، فأستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه
(1) لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت: اعرفوا واعلموا كذب الدجال الذي يدعى أنه الإله الخالق، فإن اللَّه تعالى لا يمكن لأحد أن يراه في الدنيا فتعرفون كذب وبهتان الدجال.
(2)
رواه البخاري: 4/ 32 باب كيف يعرض الإسلام على الصبى، كتاب الجهاد ومسلم برقم: 2924 و 2930 الفتن باب ذكر ابن صياد.
(3)
لبس عليه: اختلط عليه الأمر فأتركوه.
(4)
رواه مسلم برقم: 2925 باب ذكر ابن صياد.
(5)
أنا وهو: انفرد أبو سعيد وابن صياد لوحدهما.