الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا) (1).
3 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته)(2).
هنا ورد تعارض بين الروايتين، ففى الأولى (يبعث اللَّه ريحًا من قبل اليمن) وفى الثانية (ثم يرسل اللَّه ريحًا باردة من قبل الشام) وقد أجاب الإمام النووي عن هذا فقال: (ويجاب عن هذا بوجهين: أحدهما: يحتمل أنهما ريحان شامية ويمانية.
والثانى: يحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين، ثم تصل الآخر وتنتشر عنده واللَّه اعلم.
وقال رحمه الله: أما الحديث الآخر: (لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة) فليس مخالفًا لهذه الأحاديث، لأن معنى هذا أنهم لا يزالون على الحق حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها، فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهى في القرب واللَّه اعلم، وأما قوله صلى الله عليه وسلم:(ريحًا ألين من الحرير) ففيه واللَّه اعلم إشارة إلى الرفق بهم والإكرام لهم) (3).
خامسًا: خروج النار
قد وردت أحاديث مختلفة عن خروج النار، وأنها تسوق الناس إلى مكان
(1) تقدم تخريجه من حديث مسلم.
(2)
أخرجه مسلم.
(3)
شرح مسلم للنووي.
حشرهم، وهذا المكان هو بلاد الشام، وقد أورد الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) عدة أحاديث تثبت ذلك، حيث ينصح النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يلزموا أي يسكنوا مهاجر إبراهيم أي الشام.
1 -
عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة، تحشر الناس، قلنا يا رسول اللَّه. فما تأمرنا؟؟
قال: عليكم بالشام (1).
2 -
عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم محشورون ونحا بيده نحو الشام، رجالًا (2) وركبانًا (3) وتجرون على وجوهكم) (4).
3 -
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض الزمهم مهاجر إبراهيم (5)، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس اللَّه (6)، فتحشرهم النار مع القردة والخنازير) (7).
4 -
عن أنس رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (أول أشراط الساعة، نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب)(8).
(1) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث بن عمر ورواه الإمام أحمد وأبو يعلى.
(2)
رجالًا: مترجلين تمشون على أرجلكم.
(3)
ركبانًا: راكبين على وسائط النقل.
(4)
رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ورواه النسائي وقال: سنده قوى.
(5)
مهاجر إبراهيم: بلاد الشام.
(6)
تقذرهم نفس اللَّه: أي يكره اللَّه خروجهم إلى الشام.
(7)
رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي في (تلخيص المستدرك).
(8)
رواه البخاري.
5 -
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (تبعث نارًا على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا (1)، وتقيل معهم حيث قالوا ويكون لها ما سقط منهم وتخلف، وتسوقهم سوق الجمل الكسير) (2)(3).
6 -
عن حذيفة بن أسيد رضى اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(. . . وآخر ذلك نار (4) تخرج من قعر عدن، ترحل الناس إلى المحشر) (5).
قال الحافظ ابن حجر: (ووجه الجمع بين هذه الأخبار أن كون النار تخرج من قعر عدن لا ينافى حشرها من المشرق إلى المغرب، وذلك أن إبتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: (تحشر الناس من المشرق إلى المغرب) هو إرادة تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، وأما الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة للمشرق: مغرب.
وقد تضمنت هذه الأحاديث بيان كون خروج النار، وبيان وقت خروجها، وكيفية سوقها للناس، ومنتهاها بهم، وجاء في حديث آخر بيان حال الناس حين يساقون إلى المحشر في الشام: إذ روى البخاري في
(1) تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا: أي أن النار تلازمهم ليلًا ونهارًا حين ينامون في الليل وحين يقبلون في النهار.
(2)
سوق الجمل الكسير: تسوقهم ببطأ.
(3)
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) رواه الطبراني في (الكبير والأوسط) ورجاله ثقات وعزاه الحافظ ابن حجر إلى مستدرك الحاكم.
(4)
أي أخر العلامات الكبرى الساعة.
(5)
رواه مسلم وأبو داود في سننه.