الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا: الأمر بالصبر عند الفتن
1 -
روى أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (كيف أنت يا أبا ذر وموتًا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف (يعني: القبر)؟!
قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله، قال: تصبر. قال: كيف أنت وجوعًا يصيب الناس حتى تأتى مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟
قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله. قال: عليك بالعفة. ثم قال: كيف أنت وقتلًا يصيب الناس حتى تعرف حجارة الزيت بالدم؟! قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله. قال: إلحق بمن أنت منه.
قال: قلت: يا رسول اللَّه، أفلا أخذ بسيفى فأضرب به من فعل ذلك؟
قال: شاركت القوم إذًا، ولكن أدخل بيتك. قلت: يا رسول اللَّه: فإن دخل على بيتى؟
قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك فيبوء بإثمه وإثمك، فيكون من أصحاب النار) (1).
يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى الفتن والحروب والمظالم التي تحدث بعده ويوضح على الخصوص أن أحجار الزيت (2) وهو المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستسقى عنده في المدينة المنورة -ستغرق بالدم من شدة القتل، إشارة إلى استباحة المدينة النبوية الشريفة وما جرى فيها من المظالم التي يندى لها الجبين
(1) صحيح ابن ماجه: 3117 وهو في صحيح الجامع رقم 7696.
(2)
أحجار الزيت: في هذا الحديث إشارة إلى واقعة الحرة الظالمة أيام يزيد.