الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونحن في هذا الفصل بصدد الكلام عن علامات الساعة الكبرى المألوفة، وأولها ظهور المهدى ثم الدجال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وهلاكهم تنتهى بهذه الحادثة علامات الساعة الكبرى المألوفة، ثم تظهر بعد ذلك العلامات الغير مألوفة وأولها ظهور الشمس من المغرب إلى آخر ذلك من العلامات وسيأتى الكلام عنها في حينه.
وسأذكر في هذا الفصل الآيات القرآنية الواردة عن كل علامة إن وجدت وإلا فسوف أعرج على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحدثت عن كل موضوع من هذه العلامات ذاكرًا آراء علمائنا الأجلاء وتعليقاتهم عليها، محللًا وموضحًا لذلك ما استطعت واللَّه المستعان.
على أن الراجح أن خروج المهدى من العلامات الكبرى، إذ هو مؤيد من قبل اللَّه حيث يخسف اللَّه الأرض بالطاغية السفيانى الذي يخرج من الشام لمقاتلته والقضاء عليه، ثم أن المهدى يعاصر السيد المسيح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وشهد هلاك الدجال على يديه، فكيف لا يكون المهدى من العلامات الكبرى؟ واللَّه أعلم.
والآن نشرع في ذكر أول هذه العلامات وهو خليفة اللَّه المهدى رضي الله عنه.
أولًا: خليفة اللَّه المهدى
هو رجل من أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم عالم ربانى مجدد لهذا الدين يخرجه اللَّه تعالى ليعز به الإسلام والسلمين، يملأ الأرض عدلًا ورحمة بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا، ينصر اللَّه به ملة التوحيد، فتقر عيون المؤمنين وتشفى صدور الموحدين، فيخذل الكفر والضلال، وينزوى الملحدون والحاقدون ويعم الخير والبركات والرفاه والتوادد بين الناس أيام حكمه.
يكون قائدًا للمسلمين الذين يعبئون أنفسهم لمقاتلة الدجال، حيث تكون دولته الإسلامية قائمة بقيادته، وعاصمتها دمشق وينزل السيد المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقوى دولته، ويقتل الأعور الدجال بين يديه، وتقام الصلاة في المسجد الأقصى، فيقدم المهدى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ليصلى بهم إمامًا، فيأبى ويقول (إمامكم منكم) ويصلى مأمومًا خلف المهدى.
يولد ولادة طبيعية من أم وأب، خلاف ما يروج عنه الروافض، من أنه غائب حى في سرداب سامراء، ويدرس العلم الشرعى في المدينة المنورة، لا يعرفه الناس، إلى ان يبلغ سنًا معينًا فيصلحه اللَّه في ليلة ويبايعه المسلمون خليفة لهم وقائدًا أمينًا شجاعًا، فيوفقه اللَّه لهذه المهمة الملقاة على كاهله، حيث ينهى صولة الظلم والظالمين في الأرض وإلى الأبد، ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون.
• اسمه: محمد بن عبد اللَّه.
• كنيته: أبو عبد اللَّه.
• أوصافه:
(أجلى الجبهة، اكحل العينين، براق الثنايا، في خده الأيمن خال كث اللحية، اقنى الأنف، في كتفه علامة النبي صلى الله عليه وسلم، يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في الخلق ولا يشبهه في الخلق أسمر، مقوس الحاجب، مشرق اللون)(1).
(1) حجة اللَّه على العالمين في معجزات سيد المرسلين. أجلى الجبهة: ذهب شعر رأسه إلى نصفه. أقنى الأنف: طوله ورقه رنبتة مع حدب في وسطه براق الثنايا: الثنايا: هي الأسنان الأمامية والمعنى: أن أسنانه تلمع.