الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثامن عشر
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ: "لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ وَلَا السَّرَاوِيلَ وَلَا الْبُرْنُسَ وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلَا وَرْسٌ، فَمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ".
قوله: سأل رجل، تقدم في آخر كتاب العلم أنه لم يسمّ، ومرَّ الكلام على الحديث هناك. وقوله: حتى يكونا، أي بالتثنية، وفي رواية الحمويّ والمستملي "حتى يكون" بالإفراد، أي كل واحد منهما، وموضع الحاجة من الحديث هنا أن الصلاة تجوز بدون السراويل والقميص، وغيرهما من المخيط، لأمر المحرم باجتناب ذلك، وهو مأمور بالصلاة.
رجاله خمسة:
الأول: عاصم بن علي بن صُهَيب الواسطيّ أبو الحسين، ويقال أبو الحسن التيميّ مولاهم، مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وهو أخو الحسن بن عليّ وابن أخي عثمان بن عاصم، وابن عمر بن عفان بن عاصم. قال أبو عبد الله الجعفيّ الكوفيّ: سمعت يحيى بن مُعين بقوله: عاصم بن عليّ سيد من سادات المسلمين. وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الحسن ابن المناوي: حدّث ببغداد في مسجد الرُّصافة، وكان مجلسه يحرز بأكثر من مئة ألف إنسان، ووثقه ابن سعد وابن مانع. وقال العجليّ: شهدت مجلس عاصمٍ بن عليّ فحرزوا من شهده ذلك اليوم ستين ومئة ألف. وكان رجلًا مسودًا، وكان ثقة في الحديث. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: ما أقل خطأه،
قد عرض عليّ بعض حديثه. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: قد عرض عليّ حديثه وهو أصح حديثًا من أبيه.
وقال الميمونيّ عن أحمد: صحيح الحديث، قليل الخطأ، ما كان أصح حديثه، وكان إن شاء صدوقًا. وقال أبو داود عن أحمد: حديثه حديث مقارب أهل الصدق، ما أقل الخطأ فيه، ولكن أبوه كان يهم في الشيء. وقال المروزيّ: قلت لأحمد: إن ابن مُعين قال: كان عاصم في الدنيا ضعيفًا. قال: ما أعلى في عاصم بن عليّ إلَّا خيرًا. كان حديثه صحيحاً حديث شعبة والمسعودي ما كان أصحهما. وقال ابن مُعين: كان ضعيفًا، وفي رواية "ليس بشيء" وفي رواية "ليس بثقة" وفي رواية "واهية كذّاب بن كذاب".
وقال الحسن بن فهم: ثلاثة أبيات كانت عند يحيى بن مُعين من شر قوم: المحبر بن قحدم، وولده، وعاصم بن علي، ووالده، وآل أبي أُويس، كانوا عنده ضعافًا جدًا. وقال النسائي: ضعيف، وأورد له ابن عديّ ثلاثة أحاديث عن شعبة، فقال: لا أعلم شيئًا منكرًا إلَّا هذه الأحاديث، ولم أر بحديثه بأسًا. والثلاثة لا يزني الزاني حين يزني
…
الحديث، والثاني في الصلاة قبل الأضحية، وحديث جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة.
قال ابن حجر في مقدمته: روى عنه البخاريّ قليلًا عن عاصم بن محمد بن زيد، وروى في كتاب الحدود عن رجل عنه عن ابن أبي ذيب حدبثًا واحدًا، وروى له الترمذي وابن ماجه روى عن أبيه، وعكرمة بن عمار، وابن أبى ذيب، والليث بن سعد، وعاصم بن محمد بن زيد العُمَريّ، وعبد الرحمن بن زيد المسعوديّ وغيرهم. وروى عنه البخاريّ، وروى هو والتِّرمذي وابن ماجه له بواسطة، وأبو حاتم وأحمد بن حنبل وعمرو بن علي الفلاس وغيرهم. مات بواسط يوم الاثنين نصف سنة إحدى وعشرين ومئتين، وليس في الستة عاصم بن علي سواه.
الثاني: ابن أبي ذيب، وقد مرَّ في الستين من كتاب العلم، ومرَّ ابن شهاب في الثالث من بدء الوحي، ومرَّ سالم بن عبد الله بن عمر في السابع عشر من