الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرك في الشرع:
عرف بتعاريف كثيرة، اخترت منها هذا التعريف، وهو: كل ما ناقض التوحيد، أو قدح فيه مما ورد في الكتاب أو السنة تسميته شركا (1) وهو قسمان: أكبر وأصغر. الشرك الأكبر - وهو المراد هنا - هو أن يجعل لله ند في ربوبيته، أو ألوهيته، أو أسمائه وصفاته (2)
(1) عقيدة المؤمن ص 105.
(2)
انظر: فتاوى اللجنة الدائمة، ج 1 ص 516 - 517، ومعارج القبول ج 2 ص 483.
حكمه:
مخرج من الملة، محبط لجميع الأعمال، لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وصاحبه إن مات ولم يتب مخلد في النار، قال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1)، وقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (2). وقال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (3).
(1) سورة الزمر الآية 65
(2)
سورة النساء الآية 48
(3)
سورة الأنفال الآية 38
تحرم مناكحة مرتكبه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} (2). كما تحرم ذبيحته؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (3).
ويستثنى أهل الكتاب؛ فحرائر نسائهم العفيفات غير المحاربات، وذبائحهم حلال؛ لقوله تعالى:{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (4)، (5)
كما أن هذا المشرك لا يرث ولا يورث، بل ماله لبيت المال، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين؛ ذلك أنه قد ارتكب
(1) سورة المائدة الآية 72
(2)
سورة البقرة الآية 221
(3)
سورة الأنعام الآية 121
(4)
سورة المائدة الآية 5
(5)
انظر: المغني ج 9 ص 545، وفتح القدير ج 2 ص 15. وأحكام القرآن لابن العربي ج 2 ص 554 - 555.