الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (2){يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} (3).
وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (4). وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} (5). وغيرها من الآيات كثير.
(1) سورة التوبة الآية 54
(2)
سورة التوبة الآية 73
(3)
سورة التوبة الآية 74
(4)
سورة النساء الآية 145
(5)
سورة التوبة الآية 68
الخاتمة:
بسم الله بدأنا، وبحمده والشكر له ختمنا، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. . . . أما بعد: فإنه من خلال هذا البحث المتواضع توصلت إلى نتائج هامة، منها ما يلي:
الأولى: أن نواقض كلمة التوحيد هي: اعتقادات، أو أقوال، أو أعمال تناقض حقيقة التوحيد، وتوجب الخروج من الملة.
الثانية: أن هذه النواقض كثيرة، تجتمع في أمر واحد - وهو ما يخرج من الملة - وبما أنه لا يخرج من الملة إلا الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو النفاق الأكبر، لذا فهي لا تخرج عن هذه الثلاثة.
الثالثة: أن المسلم إذا وقع في شيء من هذه النواقض قصدا من غير جهل، أو إكراه، أو تأويل يعذر فيه صاحبه، انتقضت لديه شهادة التوحيد، وإن كانت موجودة مع العبد ابتداء، ثم أظهر الإسلام وهي معه لم ينتفع من نطقه بالشهادتين ما دام معه شيء منها.
الرابعة: أن الشرك في اللغة - الخلط والضم - وفي الاصطلاح: كل ما ناقض التوحيد، أو قدح فيه مما ورد في الكتاب أو السنة تسميته شركا، وأنه نوعان: أكبر وأصغر. وأن الأكبر: هو أن يجعل لله ند في ربوبيته أو ألوهيته، أو أسمائه وصفاته.
الخامسة: أن الشرك الأكبر مخرج من الملة، محبط لجميع الأعمال، لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ومن مات عليه فهو مخلد في النار. وبذلك كان من نواقض قول لا إله إلا الله.
السادسة: أن الشرك الأكبر ثلاثة أنواع:
الأول: الشرك في الربوبية، كشرك من جعل مع الله ربا آخر، وشرك من قال بالقدر، وشرك غلاة الصوفية، وشرك من جعل لله ندا في التشريع.
الثاني: الشرك في الأسماء والصفات: ومن ذلك التشبه بالله، أو تشبيه المخلوق به في الاسم أو الصفة التي لا تنبغي إلا لله وحده.
الثالث: الشرك في الألوهية: وهو أن يجعل لله شريك في العبادة، أو في نوع منها بالاعتقاد أو القول أو العمل، ومن ذلك الشرك في دعاء العبادة، والشرك في دعاء المسألة، والشرك في الطاعة، والشرك في المحبة.
السابعة: أن الكفر في أصل اللغة الستر والتغطية، وفي الاصطلاح: كل ما يناقض الإيمان، أو ينقص كماله الواجب مما ورد في الكتاب أو السنة تسميته كفرا، وأنه نوعان: أكبر وأصغر.
وأن الأكبر: هو كل ما ينافي الشهادتين، أو إحداهما من اعتقاد، أو قول، أو عمل، ويوجب لصاحبه الخروج من الملة والخلود في النار.
الثامنة: أن الكفر الأكبر: مخرج من الملة، وفي الآخرة مخلد في النار. لذا كان من نواقض قول لا إله إلا الله.
التاسعة: أن الكفر الأكبر أنواع، منها:
1 -
كفر التكذيب: وهو الإنكار بالقلب واللسان لأصل من أصول الدين، أو حكم، أو خبر ثابت مما هو معلوم من الدين بالضرورة بعد المعرفة.
2 -
كفر الجحود، وهو الإنكار باللسان مع المعرفة بالقلب لأصل من أصول الدين، أو حكم، أو خبر ثابت مما هو معلوم من الدين بالضرورة قصدا من غير جهل، أو إكراه، أو تأويل يعذر فيه صاحبه.
3 -
كفر الإباء والاستكبار، وهو الامتناع عن الانقياد لأمر الله، أو أمر رسوله، إباء واستكبارا مع معرفة أنه حق.
4 -
كفر الإعراض، وهو الإعراض التام عن الحجة، وعدم إرادتها، والعمل بها وبموجبها إعراضا يخل بأصل الإيمان.
5 -
كفر الشك: وهو التردد بين الإيمان وعدمه في شيء من أصول الدين، أو بين التصديق وعدمه بخبر أو حكم ثابت مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
6 -
كفر الاستهزاء بشيء من دين الله.
7 -
كفر البغض لشيء من دين الله: وهو ما تضمن الكراهية لأمر الله، أو أمر رسوله لاعتقاد أنه خلاف الحق والصواب، واستلزم الاعتراض على الحكم وتسخطه.
8 -
كفر الخروج عن شريعة الله: وهو اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
9 -
الخروج عن شريعة الله باعتقاد أن حكم غير الله أفضل
من حكمه.
10 -
الكفر بتعلم السحر الموجب للكفر، والعمل به.
11 -
مظاهرة الكفار على المسلمين.
العاشرة: أن النفاق في اللغة مأخوذ من نافقاء اليربوع، وفي الاصطلاح: إظهار الخير وإسرار الشر، وأنه قسمان على قولين، أظهرهما أنه نفاق أكبر، ونفاق أصغر.
الحادي عشر: أن النفاق الأكبر، هو أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وأنه أنواع، منها:
1 -
تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بعض ما جاء به.
2 -
بغض الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بعض ما جاء به.
3 -
عدم اعتقاد وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
4 -
المسرة بانخفاض الدين الإسلامي، والمساءة بظهوره. إذا وقع الموحد في شيء منها أصبح منافقا نفاقا أكبر.
الثاني عشر: أن النفاق الأكبر مخرج من الملة - وبذلك ينقض قول لا إله إلا الله - وصاحبه في الآخرة في الدرك الأسفل من النار.
هذه أهم النتائج التي توصلت إليها.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
صفحة فارغة