الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (1). يقول ابن سعدي - في تفسير هذه الآية -: " أي له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات. . والأمر المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر يتضمن أحكامه الدينية الشرعية. . . "(2).
وقال محمد رشيد رضا - وهو يتكلم عن أنواع الشرك -: ". . . وثانيهما: يتعلق بالربوبية: وهو إسناد الخلق والتدبير إلى غيره، معه أو أن تؤخذ أحكام الدين في عبادة الله تعالى، والتحليل والتحريم عن غيره، أي غير كتابه ووحيه الذي بلغه عنه رسله. . . . . "(3).
(1) سورة الأعراف الآية 54
(2)
تفسير ابن سعدي ج 3 ص 19 - 20.
(3)
تفسير المنار ج 2 ص 55.
الثاني: الشرك في الأسماء والصفات:
وهو: أن يجعل لله ند في أسمائه وصفاته (1) ومن ذلك ما يلي:
1 -
التشبه بالله، أو تشبيه المخلوق به في الاسم الذي لا ينبغي إلا لله وحده (2)
ومن ذلك اشتقاق أسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق
(1) فتاوى اللجنة الدائمة ج 1 ص 516.
(2)
الجواب الكافي ص 136، 138.
كاللات من الله، والعزى من العزيز (1) قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} (2). قال قتادة: " يلحدون: يشركون في أسمائه "(3)، ومثله قال الطبري (4)
2 -
التشبه بالله، أو تشبيه المخلوق به في صفة من صفاته تعالى، كقول من قال: أنا أعلم الغيب، أو شيئا منه كعلم الله، أو فلان يعلم الغيب، أو شيئا منه كعلم الله. ومن ذلك:
أ- اعتقاد بعض المبتدعة أن بعض الأموات، أو الغائبين من الأولياء يسمعون من دعاهم على البعد والقرب في أي وقت كان، وفي أي مكان.
ب- دعوى علم الغيب، أو اعتقاد أن أحدا غير الله يعلمه، كاعتقاد أن الأنبياء أو الأولياء يعلمون الغيب، وكدعوى علم الغيب من الكاهن، أو المنجم، أو الساحر، أو اعتقاد ذلك فيهم
(1) انظر: تفسير ابن كثير ج 2 ص 469، وتفسير الطبري ج 9 ص 91.
(2)
سورة الأعراف الآية 180
(3)
تفسير ابن كثير ج 2 ص 269.
(4)
تفسير الطبري ج 9 ص 91، وانظر تيسير العزيز الحميد ص 28.