الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحكام زيارة القبور
لفضيلة الدكتور فهد بن عبد الله العمري
(1)
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله عز وجل أكرمنا بهذا الدين، وجعلنا من أتباع هذه الملة، وأكمل لنا هذه الشريعة الغراء، التي لم تترك شأنا يتعلق بالناس في عاجل أمرهم وآجله إلا بينته، ومما بينته هذه الشريعة الأحكام المتعلقة بالمقابر، وما يجب أن يعامل بها أهلها من الإحسان إليهم، والدعاء لهم عند زيارتها، وعدم الغلو فيها، ومجاوزة الحد الشرعي، فهذا بحث بعنوان: أحكام زيارة المقابر. وقد كان من أهم الأسباب
(1) عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم كلية الشريعة وأصول الدين قسم الفقه.
في اختياره ما يلي:
أولا: أهمية الموضوع في هذا الزمن؛ لأن كثيرا من المسلمين وقعوا بين طرفي نقيض في شأن زيارة المقابر، فمنهم الغالي المعظم لها، الذي أخل بجانب التوحيد، ومنهم المتساهل الذي تساهل كثيرا، وتجاهل ما يجب أن يعامل به أهل القبور، فكان لا بد من دراسة علمية على ضوء الكتاب والسنة، تبين ما يشرع في الزيارة للقبور.
ثانيا: أنه لم يكتب في هذا الموضوع - حسب علمي - كتابة مستقلة مؤصلة، تبين أحكامه، وما ينبغي فعله عند زيارة القبور، وما كتب في هذا الموضوع لا يعدو أن يكون رسائل مختصرة، بينت أحكام الجنائز بصفة عامة.
فلهذا وغيره عزمت - مستعينا بالله عز وجل أن أكتب في هذا الموضوع، وفق الخطة التالية:
جعلت هذا البحث في مقدمة وعشرة مباحث وخاتمة.
أولا: المقدمة: ذكرت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة البحث، ومنهجه.
ثانيا: المباحث: وهي كما يلي:
المبحث الأول: تعريف المقابر.
المبحث الثاني: تعريف الزيارة.
المبحث الثالث: حكم زيارة القبور للرجال.
المبحث الرابع: حكم زيارة القبور للنساء.
المبحث الخامس: حكم السفر من أجل زيارة القبور.
المبحث السادس: حكم زيارة قبور الكفار.
المبحث السابع: حكم زيارة القبور المكذوبة والمظنونة.
المبحث الثامن: بيان المواسم والأعياد المحدثة في زيارة القبور.
المبحث التاسع: وقت زيارة القبور.
المبحث العاشر: صفة الزيارة الشرعية.
ثالثا: الخاتمة، وبينت فيها أبرز النتائج التي ظهرت لي من خلال البحث.
أما منهجي في البحث:
فقد اتبعت في دراسة هذا الموضوع ما يلي:
أولا: أصور المسألة التي تحتاج إلى بيان.
ثانيا: إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق بين العلماء، أذكر ذلك مع توثيق الاتفاق من مصادره المعتبرة.
ثالثا: إذا كانت المسألة من مواضع الخلاف، فأتبع ما يلي:
أ - تحرير محل النزاع.
ب - أذكر الأقوال في المسألة مع بيان من قال بها من أهل العلم.
ج - الاقتصار على المذاهب الفقهية المعتبرة، مع العناية بذكر ما تيسر الوقوف عليه من أقوال السلف الصالح.
د - توثيق الأقوال من كتب أهل المذهب.
هـ - ذكر أدلة الأقوال، مع بيان وجه الدلالة، وذكر ما يرد على هذه الأدلة من مناقشات، وما يجاب به عنها.
والترجيح مع بيان أسبابه.
رابعا: الاعتماد على المصادر والمراجع الأصيلة في التحرير والتوثيق والاستدلال.
خامسا: ترقيم الآيات، وبيان سورها.
سادسا: تخريج الأحاديث، وبيان ما ذكره أهل العلم في درجتها إن لم تكن في الصحيحين أو أحدهما، فإن كانت فيهما، أو في أحدهما، فأكتفي حينئذ بتخريجهما فقط.
سابعا: العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء، وعلامات الترقيم.
ثامنا: ختمت البحث بخاتمة، بينت فيها أبرز النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.
هذا ولا يفوتني أن أنبه على أن ما قمت به من بحث ودراسة لهذا الموضوع هو عمل بشري، قابل للصواب والخطأ، فما كان صوابا فمن توفيق الله عز وجل كرما منه وفضلا، وما كان من