الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
سألنا صاحب مجلة الحارس على من اعتمدنا في نقدنا كتابه حينما قلنا إن الجري هو السلور وليس بالحنكليس الذي هو الجريث. وإن الرخمة ليست بالشوحة. وأشهره دون شهره صحة. والكهربا مقصور لا ممدود والنسبة إليه كهربية لا كهربائية. وإن قولك فرنساوي خطأ والصواب فرنسي وإن كان يجوز لك أن تقول حيفاوي وعكاوي ونمساوي وجرجاوي.
1 -
الجري هو السلور والجريث هو الانقليس
قلنا: قال ابن البيطار في مادة جري من مفرداته: (قال) اسحق بن سليمان أهل مصر يسمون الجري: السلور وهو حوت كثير اللزوجة والسهوكة جدا. وقال في مادة السلور: هو الجري. قلنا: وابن البيطار في هذا الموضوع حجة ويقال في السلور الصلور بالصاد. أما الحنكليس هو الجريث أو المارماهيج فظاهر من استعمال العراقيين له. وفي لسان العرب في مادة جريث: الجريث بالتشديد: ضرب من السمك معروف ويقال له الجري. روي إن ابن عباس سئل عن الجري فقال: لا بأس إنما هو شيء حرمه اليهود. وروي عن عمار لا تأكلوا الصلور والانكليس. قال أحمد بن الحريش: قال النصر: الصلور الجريث والانقليس المارماهي. وروي عن علي (عم) أنه أباح أكل الجريث. وفي رواية أنه كان ينهي عنه وهو نوع من السمك يشبه الحيات. ويقال له بالفارسية المارماهي. أهـ
فهذا الكلام الأخير هو الذي يجري عليه العراقيون إذ يسمون السلور جريا والجريث مرمريجا (أو مارماهيجا كما هو المألوف في تعريب الأسماء الفارسية) المنتهية بهاء أو ياء أو واو أي أن العرب تزيد بعد الياء والواو جيما وتبدل الهاء الأخيرة من الجيم) ونظن أن هؤلاء الذين ذكرناهم أعلى حجة من صاحب محيط المحيط.
2 -
الرخمة ليست بالشوحة بل الشوحة هي الحدأة
قال الدميري في كتاب حياة الحيوان في ترجمة الشوحة: قال ابن الصلاح في الفتاوى أنها الحدأة وقد تقدم ذكرها في باب الحاء المهملة - والحدأة يسميها العراقيون الحديا إلى عهدنا
هذا. وقد ذكر الاسمين صاحب اللسان وقد رأينا وسمعنا أهل سورية يسمونها الشوحة. إذن هذه حقيقة لا شك فيها ثم أن الحدأة طائر يصيد الجرذان كما صرح به جميع اللغويين وعلماء الطير. أما الرخمة فقد قال عنها الدميري: طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة وكنيتها أم جعفر وأم رسالة وأم عجيبة وأم قيس وأم كبير ويقال الانوق. والجمع رخم والهاء فيها للجنس. . . ويقال لها ذات الاسمين لذلك. . .
وقال عن الحذاة (الشوحة) الحداة بكسر الحاء المهملة: احسن الطير وكنيته أبو الخطاف وأبو الصلت. . . وهي لا تصيد وإنما تخطف. ومن طبعها إنها تقف في الطيران وليس ذلك لغيرها من الكواسر. . . أهـ. فهذه نصوص واضحة على أن الرخمة غير الحداة أو الشوحة، ولو كان الاسمان لطائر واحد لاتفقت الأسماء والكنى والأوصاف.
3 -
أشهره بمعنى شهره غير ثبت
قال في المصباح: شهرت زيدا بكذا وشهرته بالتشديد مبالغة. وأما أشهرته بالألف بمعنى شهرته فغير منقول. أهـ. فأين بقي صاحب محيط المحيط ومن اتبعه؟ ونظن إن صاحب الحارس يضع الفيومي فوق البستاني. هذا فضلا عن أن صاحب محيط المحيط يقول: (وأشهره بمعنى شهره وهو غير ثبت)
4 -
الكهربا لا الكهرباء والكهربية لا الكهربائية
قد كتبنا ما يكفينا في هذا المعنى فليراجع (234: 4 - 235)
5 -
لماذا يقال مثلا حيفاوي ولا يقال أبدا فرنساوي
يقال مثلا حيفاوي ولا يقال فرنساوي لأن ألف حيفا واقعة رابع حرف وأما ألف فرنساوي فواقعة خامس حرف. وفي مثل النسبة إلى حيفا يقال حيفي وهو الأحسن وحيفاوي وهو دون السابق حسنا وحيفوي وهو دون حيفاوي فصاحة. قال سيبويه في كتابه (77: 2 من طبعة مصر القاهرة) هذا باب
الإضافة إلى كل اسم كان آخره ألفا زائدة لا تنون وكان على (أربعة حروف) وذلك نحو حبلى ودفلى. فأحسن القول فيه إن تقول حبلي ودفلي لأنها زائدة لم تجيء لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو من نفس الحرف وما أشبه ما هو من نفس الحرف. وقالوا في سلى (وزان دفلى) سلي (بكسر الأول
وتشديد الثاني المكسور وبتشديد ياء النسبة) ومنهم من يقول دفلاوي فيفرق بينها وبين التي من نفس الحرف بأن يلحق هذه الألف فيجعله كأخر ما لا يكون آخره إلَاّ زائدا غير منون نحو حمراوي وضهياوي فهذا الضرب لا يكون إلَاّ هكذا فبنوا هذا البناء ليفرقوا بين هذه الألف وبين التي من نفس الحرف وما هو بمنزلة ما هو من نفس الحرف فقالوا في دهنا: دهناوي وقالوا في دنيا: دنياوي. وإن شئت قلت دنيي على قولهم سلي. ومنهم من يقول حبلوي فيجعلها بمنزلة ما هو من نفس الحرف. وذلك أنهم رأوها زيادة يبنى عليها الحرف ورأوا الحرف في العدة والحركة والسكون كما هي فشبهوها بها كما أنهم يشبهون الشيء بالشيء الذي يخالفه في سائر المواضع) أهـ كلام سيبويه
وفي لسان العرب في مادة حبل: قال أبو زيد: ينسب إلى الحبلى: حبلوي وحبلي وحبلاوي أهـ. وكذا في سائر كتب اللغة المشهورة.
أما أنه لا يقول فرنساوي أبدا بل فرنسي والأول خطأ صريح قبيح والثاني صحيح مليح فواضح من كلام سيبويه أيضا فقد قال في كتابه (78: 2) ما هذا نصه بحرفه:
(هذا باب الإضافة إلى كل اسم كان آخره ألفا وكان على خمسة أحرف. تقول في حبارى حباري، وفي جمادى جمادي. وفي قرقرى قرقري. وكذلك كل اسم كان آخره ألفا وكان على خمسة أحرف. وسألت يونس عن مرامى؟ فقال: مرامي (كل ذلك بتشديد الياء) جعلها بمنزلة الزيادة. وقال: لو قلت مراموي لقلت حباروي كما أجازوا في حبلى حبلوي؛ ولو قلت ذا لقلت في مقلولى مقلولوي؛ وهذا لا يقوله أحد (هل سمع زميلنا هذا الكلام؟) إنما يقال مقلولي. كما تقول في يهيرى يهيري. فإذا سوى بين هذا رابعا وبين ما الألف فيه زائدة نحو حبلى. لم يجز؛ إلَاّ إن تجعل ما كان من نفس الحرف إذا كان
خامسا بمنزلة حبارى؛ فإن فرقت بين الزائد وبين الذي من نفس الحرف دخل عليك أن تقول في قبعثرى قبعثروي لأن آخره منون، فجرى مجرى ما هو من نفس الكلمة فإن لم تقل ذا، وأخذت بالعدد فقد زعمت انهما يستويان وإنما ألزموا ما كان على خمسة أحرف فصاعدا الحذف لأنه حين كان رابعا في الاسم بزنة ما ألفه منه كان الحذف فيه جيدا، وجاز الحذف فيما كانت ألفه من نفسه. فلما كثر العدد كان العدد لازما، إذ كان من كلامهم أن يحذفوه في المنزلة الأولى، وإذا ازداد الاسم ثقلا كان الحذف الزم، كما أن الحذف لربيعة الزم حين
اجتمع تغييران.
(وأما الممدود مصروفا كان أو غير مصروف، كثر عدده أو قل، فإنه لا يحذف (ليتميز الممدود من المقصور) وذلك قولك في خنفساء خنفساوي وفي حرملاء حرملاوي، وفي معيوراء معيوراوي. . . أهـ كلام سيبويه. إذا في كهرباء (إن مددتها) كهرباوي لا كهربائي كما هو الشائع غلطا.
وقد نقلنا هذا الكلام بطوله وعرضه لأن كثيرين يجهلون قواعد النسبة أو الإضافة في مثل الألفاظ التي ذكرناها. وهل بقي لحضرة الزميل شك في ما خطأناه فيه. إذا لغة العوام شيء (وهو قولهم فرنساوي وأورباوي وكهربائي) مثلا ولغة الفصحاء شيء آخر (وهو قولهم فرنسي وأوربي وكهربي) أما مؤلف محيط المحيط (الذي يقول عنه صاحب الحارس: نرده إلى حجة اللغة المتفق عليها اليوم (كذا وامسك نفسك عن الضحك) إلى قاموس محيط المحيط الذي يجب على حضرته وعلى سائر المشتغلين في اللغة (كذا) أن يطأطئوا له الرأس احتراما (وهذه المرة الأولى نسمع أن محيط المحيط حجة في اللغة) فإنه قال: فرنسا بلاد في أوربا والنسبة إليها فرنسوي. فالخطأ إذا ظاهر منه ومن أستاذه ولا سيما لأن العرب عربت قديما كلمة فرنسة بصورة إفرنجة أو فرنجة وقالت في النسبة إليها: إفرنجي أو فرنجي ولم يقولوا افرنجاوي أو فرنجاوي. ثم أطلقوا هذا اللفظ على كل أوربي وأن لم يكن من فرنجة من باب التوسع.
ونظن إننا أشبعنا هذا الموضوع كلاما لكي لا نعود إليه مرة ثانية. ولكي يعلم الكتبة أن الكثيرين منهم يعثرون في هذه العقبة وأن المصيبين هم قليلون إذ ما اكثر العوام وما اقل الخواص. وما اكثر الغلط وما اقل الصحيح!