الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضمائر في لغة عوام العراق
الضمير أما متصل أو منفصل ولنذكر أولا المنفصل فنقول:
الضمير المنفصل أما مرفوع أو منصوب. ولما كان الإعراب معدوما في كلام العامة لم نذكر هنا هذه الضمائر من حيث أنها تكون مرفوعة أو منصوبة بل من حيث أنها مستعملة في كلامهم استعمال غيرها من الأسماء:
الضمائر المرفوعة المنفصلة
الضمائر المرفوعة المنفصلة عشرة اثنان منها للمتكلم وأربعة للغائب وأربعة للمخاطب.
ضمائر المتكلم
للمتكلم ضميران يشترك فيهما المؤنث والمذكر وهما المفرد المتكلم والجمع المتكلم.
1 -
ضمير المفرد المتكلم: أنا؛ وفيه ثلاث لغات الأولى أنا والثانية أنا والألف في هذين تكتب ولا تلفظ والثالثة آني.
2 -
ضمير جمع المتكلم: نحن؛ بكسر النون الأولى وفتح الثانية. وفيه لغتان أخريان الأولى أحن بكسر الهمزة وفتح النون. والثانية حن بكسر الحاء وتشديد النون المفتوحة. وعليه ففي ضمير جمع المتكلم أيضا ثلاث لغات وهي نحن وأحن وحن. أما الأولى فنادرة الاستعمال. وأما الثانية فهي الشائعة في كلامهم وأما الثالثة فخاصة بأهل البادية.
ضمائر الغائب
للغائب أربعة ضمائر اثنان منها للمذكر المفرد والجمع. واثنان للمؤنث المفرد والجمع. وليس للمثنى ضمير في كلامهم لأنهم يعتبرون ما زاد على الواحد جمعا فيستعملون ضمير الجمع في مقام ضمير الاثنين أيضا.
1 -
ضمير المفرد الغائب: هو؛ بضم الهاء وتشديد الواو المفتوحة. وأهل
البادية ربما قالوا هو أيضا بضم الهاء وسكون الواو إلَاّ أن ذلك نادرا.
2 -
ضمير جمع الغائب: هم؛ بضم الهاء وتشديد الميم المفتوحة.
3 -
ضمير المفردة الغائبة: هي؛ بكسر الهاء وتشديد الياء المفتوحة. وأهل البادية ربما
سكَّنوا الياء فقالوا هي وذلك نادر.
4 -
ضمير جمع المؤنث الغائب: هن بكسر الهاء وتشديد النون المفتوحة وأهل البادية ربما قالوا هن بكسر الهاء وسكون النون. غير أن الشائع في كلامهم هن.
ضمائر المخاطب
للمخاطب أيضا أربعة ضمائر اثنان منها للمذكر المفرد والجمع واثنان للمؤنث المفرد والجمع. وليس للمثنى ضمير لأن الاثنين عندهم جمع كما ذكرنا آنفا.
1 -
ضمير المفرد المخاطب: أنت؛ بكسر فسكون وآخره مفتوح.
2 -
ضمير جمع المخاطب: انتو؛ بكسر فسكون مع ضم التاء وسكون الواو. وبعض أهل البادية يقول انتم وهو نادر.
3 -
المؤنث المخاطب: أنت؛ بكسر فسكون وآخره مكسور.
4 -
جمع المؤنث المخاطب: انتن؛ بكسر فسكون مع فتح التاء وسكون النون.
الضمائر المنصوبة المنفصلة
العامة لا تستعمل في كلامهم شيئا من الضمائر المنصوبة المنفصلة إلَاّ في موضعين لم أجد لهما ثالثا. أحدهما في موضع المفعول معه فيأتون بالضمير بعد واو المعية كقولهم امش وياي؛ وتعال ويانا؛ وأنا أجي وياكم. والمعنى المقصود عندهم من ذلك هو: امش معي؛ وتعال معنا؛ وأنا أجي معكم. وعلى ذلك جاء قولهم وهو من أمثالهم: (أحمد وياجن يا بنات). فإن قلت إن الضمائر المنصوبة المنفصلة تكون في أولها ألف هكذا: إياي إياك وهلم جرا. فلماذا ذكرتها في الأمثلة المتقدمة بلا ألف؟
قلت قد ذكرنا لك فيما تقدم عند الكلام على الوصل انهم إذا وصلوا حرفا
بحرف وكان بينهما حرف ثالث متوسط اسقطوا الحرف المتوسط من اللفظ؛ فالألف إنما سقطت من اللفظ ههنا لتوسطها بين حرفين موصولين وهما الواو والياء من إياك.
فإن قلت إن الحرف المتوسط بين حرفين موصولين إنما يسقط من اللفظ فقط وأنت ههنا أسقطته من الخط أيضا.
قلت أني أسقطته من الخط أيضاً لأن هذه الضمائر لا تقع في كلامهم إلَاّ مقرونة بالواو كما
رأيت في الأمثلة المتقدمة فصارت الواو كأنها جزء من الضمير فلزم إسقاط الألف من الخط أيضا للدلالة على شدة ارتباط الضمائر المذكورة بالواو بحيث لا تكاد تسمعهم ينطقون بضمير منها إلَاّ مقترنا بالواو.
وأما الموضع الثاني الذي تستعمل العامة فيه هذه الضمائر فهو التحذير ومنه قولهم (بالك وياك تفعل كذا) والواو هنا عاطفة للضمير على بالك وتقدير الكلام احفظ بالك وحذر نفسك. وربما استعملوا الضمير المنفصل في التحذير بلا واو وهو استعمال نادر جدا في كلامهم كقولهم للحارس مثلا: (إياك تنام) وكقول أحدهم لأخر يحذره من شيء (إياك تفعل كذا) وربما كرروا الضمير للتأكيد فقالوا (إياك إياك تفعل كذا) وربما كرروه معطوفا بثم فقالوا إياك ثم إياك إلَاّ أن ذلك كله نادر في كلامهم. وإنما الشائع في كلامهم عند التحذير هو قولهم بالك وياك.
قد تبين لك إن هذه الضمائر لا تستعمل إلَاّ في هذين الموضعين المذكورين وأنها لا تقع في كلامهم إلَاّ مقترنة بالواو حتى صارت الواو كأنها جزء منها عندهم وأن اقترانها بواو المعية هو الأكثر الشائع في كلامهم إذ اقترانها بالواو العاطفة لم يسمع منهم إلَاّ في كلام واحد وهو قولهم (بالك وياك) وأنها لكثرة اقترانها بواو المعية صارت هي والواو تستعمل عندهم بمعنى مع كما في قولهم وهو من أمثالهم: (أحمد وياجن يا بنات) وكقولهم وهو من أغانيهم:
روحي العزيزة تفداك
…
وأن رحت خذني وياك
ولنصرف لك هذه الضمائر مقترنة بالواو هكذا:
الضمائر المنصوبة المنفصلة
ضمير المتكلم: وياي ويانا؛ الألف في نا تكتب ولا تلفظ.
الغائب المذكر: وياه وياهم؛ الهاء التي في وياه تكتب ولا تلفظ.
الغائب المؤنث: وياها وياهن؛ الألف التي في آخر وياها تكتب ولا تلفظ.
المخاطب المذكر: وياك وياكم.
المخاطب المؤنث: وياج وياجن (بجيم مثلثة فارسية).
الضمائر المتصلة
الضمائر المتصلة أما مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة. غير إننا لا نذكرها هنا من حيث أنها مرفوعة أو منصوبة إذ لا إعراب في كلام العامة وإنما نذكرها من حيث أنها ضرب من الأسماء التي تقع في كلامهم:
الضمائر المرفوعة المتصلة
الضمائر المرفوعة المتصلة عشرة اثنان منها للمتكلم وأربعة للغائب وأربعة للمخاطب.
ضمائر المتكلم
للمتكلم ضميران متصلان يشترك فيهما المذكر والمؤنث أحدهما للمفرد والثاني للجمع.
1 -
ضمير المفرد المتكلم: تاء ساكنة تتصل بآخر الفعل الماضي نحو بعت اشتريت، ضربت، جيت، ولا تحرك هذه التاء إلَاّ إذا وليها حرف ساكن مثل (ال) المعرفة أو اتصل بها ضمير المفعول المفرد غائبا كان أو مخاطبا. أما إذا وليها ساكن فتحرك بالكسر نحو أكلت الخبز أو شربت الماي. وأما إذا اتصل بها ضمير المفعول المفرد فإنها حينئذ تحرك بالفتح نحو ضربته وضربتك.
فضمير المتكلم المتصل المرفوع له ثلاث حالات للسكون والكسر والفتح.
2 -
ضمير جمع المتكلم: نا؛ تتصل بآخر الفعل الماضي غير أن الألف من (نا) تكتب ولا تلفظ نحو ضربنا؛ بعنا؛ اشترينا. إلَاّ إذا اتصل بها ضمير المفعول مطلقا فإن الألف من (نا) حينئذ لا تسقط من اللفظ بل تلفظ كما تكتب نحو: شفناه؛ شفناهم؛ شفناها؛ شفناهن؛ شفناك؛ شفناكم؛ شفناج؛ شفناجن.
ضمائر الغائب
للغائب أربعة ضمائر اثنان منها للمذكر المفرد والجمع واثنان للمؤنث المفرد والجمع وليس للمثنى ضمير لما ذكرنا سابقا.
1 -
ضمير المفرد الغائب: أن ضمير المفرد الغائب من الضمائر المرفوعة المتصلة لا يكون إلَاّ مستترا. وتقديره: هو. نحو ضربت ففاعل ضرب ضمير مقدر عائد إلى اسم قد مر ذكره.
2 -
ضمير جمع الغائب: واو ساكنة تتصل بآخر الفعل أو مما هو في حكم آخره مثال
الأول ضربوا. ومثال الثاني رموا، جوا، فإن الميم من رموا والجيم من جوا في حكم آخر الفعل.
3 -
ضمير المفردة الغائبة: أن هذا الضمير أيضا كضمير المفرد الغائب لا يكون إلَاّ مستترا وتقديره هي. ولا بد أن تلحق الفعل معه تاء التأنيث الساكنة نحو ضربت ففاعل ضربت ضمير مقدر عائد إلى اسم مؤنث قد مر ذكره.
4 -
ضمير جمع المؤنث الغائب: نون ساكنة تتصل بآخر الفعل الماضي أو بما هو في حكم آخره مثال الأول أكلن شربن نامن. مثال الثاني رمن جن؛ فإن الميم من رمى في حكم الآخر لأن الألف لا تلفظ لما ذكرنا فيما سبق من أنهم يسقطون من اللفظ كل ألف كانت في آخر الكلمة. وأما الألف في جا فحذفت في قولهم جن لاجتماع الساكنين لأن النون التي هي ضمير الفاعل ساكنة والألف من جا ساكنة أيضا فسقطت الألف لاجتماع الساكنين فاتصل الضمير بالجيم الذي صارت في حكم آخر الفعل.
ضمائر المخاطب
للمخاطب أربعة ضمائر اثنان منها للمذكر المفرد والجمع واثنان للمؤنث المفرد والجمع، وليس للاثنين ضمير.
1 -
ضمير المفرد المخاطب: كضمير المفرد المتكلم أي هو عبارة عن تاء ساكنة تتصل بآخر الفعل الماضي نحو ضربت وإنما يعرف كونه ضمير المخاطب لا ضمير المتكلم بقرينة الخطاب كقول القائل مثلا: شلت بيدك وضربت برجلك فالتاء الساكنة في شلت وضربت هي ضمير الفاعل المخاطب لا المتكلم بدليل الضمير في (بيدك) و (برجلك) أو بقرينة أخرى غير الخطاب كقول القائل مثلا: خدعتني فالتاء الساكنة في قوله خدعتني هي ضمير الفاعل المخاطب لا المتكلم لأن ضمير المتكلم قد جاء بعدها مفعولا. وخلاصة القول إن ضمير المفرد المخاطب إنما يماز من ضمير المفرد المتكلم بقرينة من قرائن الحال.
2 -
ضمير جمع المخاطب: تو؛ أي تاء مضمومة بعدها واو ساكنة نحو ضربتو بعتو اشتريتو. وقد سمعت بعض أهل البادية يقولون بعتم اشتريتم فيجعل بدل الواو ميما إلَاّ أن الشائع في كلامهم هو الأول.
3 -
ضمير المفردة المخاطبة: تاء مكسورة تتصل بآخر الفعل الماضي نحو ضربت بعت
اشتريت.
4 -
ضمير جمع المخاطب: تن؛ أي تاء مفتوحة تليها نون ساكنة نحو ضربتن بعتن اشتريتن جيتن.
معروف الرصافي