الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الألفاظ الارمية
في اللغة العامية العراقية
(شبح ولبح) فعلان مترادفان يريد بهما العراقيون - ولا سيما النصارى منهم - تكرار الكلام عن أمر واحد وربما كان بصوت مرتفع فشبح من (ش ب ح) بمعنى سبح ورتل ورنم؛ ولبح من (ل ب ك) ومفاده رنم ورتل.
(شوبش بيده) أي عمل حركة تدل على الألفاظ التي يقولها وأظن أنها من الارمية من فعل (ش ب ش - ش وب ش ا) بمعنى تشبث وتعلق وقاد وارشد
(شركيل) تشنج في أعصاب الرجل واليد يمنع الحركة ويعرقل موقف السابح في النهر ويربكه فإذا طال الأمد على هذا التشنج ولم يغثه أحد غرق صاحبه فهو من (ش ر ج ل) الجيم مصرية بمعنى شغل وألهى وربك وعاق ودهور ودحرج وورط وحدر ونزل.
(وشر المهيلة) أي صنعها أو بدأ بصنعها. ووضع الاعضاد حتى يظهر شكل السفينة ومن عباراتهم (وشرها حلو) أي هيكلها جميل. كما أنهم يقولون بمعنى وشر (دق) السفينة وقد ارتأى صديقنا الشيخ كاظم الدحيلي أن فعل (وشر) ربما كان مأخوذ من وشر الخشبة بالمنشار إذا نشرها (لغة العرب 96: 2). ورأينا في أصل هذا اللفظ أنه مأخوذ من الارمي أما من فعل (ش ور - ش ور ا) بمعنى سور أو عمل أو اتخذ سورا. أو من فعل (ش ور - ش وو ر ا) بمعنى (دق)؛ وفي كلاهما القلب موجود بتقديم الواو على الشين في لغة العراقيين.
(جعق) وبالقلب عجق على لسان بعضهم وهو من فعل (ش ح ق) الارمي بقلب الشين جيما وإبدال الحاء عينا على ما نرى وقلب الجيم شينا وارد على لسان العراقيين فإنهم يقولون في (فشغ) الفصيحة (فجخ) والجيم مثلثة فارسية. ويقول المتكلمون بالارمية العامية من سكان قرى الموصل في (ش ق) الارمي (جيقا) ومن إبدال الحاء من العين في العربية الفصحى ضبحت الخيل وضبعت وبحثر الشيء وبعثره، والواقف على تطورات الألفاظ في ألسنة العوام لا يستغرب هذا التصحيف أو هذا الإبدال.
ومما يثبت قولنا إن فعل (ش ح ق) يؤدي كل المعاني الحقيقية والمجازية التي يقصدها
العراقيون من فعل جعق وعجق. أنه يفيد الرض والسحق والشق والضيق والزعج. كمدلولات كلمة الفرنسية. فيقولون لا تجعق أو تعجق القماش بمعنى لا تسحقه. ويقولون أراك معجوقا اليوم
أي مزعوجا. وسنبقى على رأينا حتى نرى ما يفنده، وعلى كل فإن فعل (ش ح ق) هو وفعل (سحق) العربي من واد واحد.
(شطح الماء) أي ألقاه على سطح الأرض نشرا من (ش ط ح) بمعنى نشر وفرش ويفيد هذا الفعل معنى سطح وبسط العربي.
(شطحة من الأرض) من (ش ط ح) بمعنى فسحة وساحة ورحبة وحوش.
(شلح) من (ش ل ح) خلع ونزع ثيابه وتعرى مبنى ومعنى من الارمية إلَاّ أنها دخلت العربية منذ قديم العهد ويروى في المتعدي شلح وفي حديث للإمام علي (خرجوا لصوصا مشلحين).
(شلع) أي قلع وهي مبنى ومعنى من (ش ل ع) ولكنها سوادية في الارمية نفسها أثبتت حديثا في معجمهم.
(الشلب) بكسر الأول يطلق على الأرز بقشره فيقال زراعة الشلب ويريدون بها زراعة الأرز. وعلى رأينا أن الكلمة ارمية الأصل من فعل (ش ل ب) وحركة اللام الرباص والباء مثلثة ومعناها نبت وطلع وخرج وسنبل واخرج سنبلا. وعندهم اسم لمصدر (ش ل ب ا) بحركة اللام والباء بالزقاف والباء مثلثة فتغلب الاسم وهو النبت على الأرز وخص بالشلب في العراق.
(شلب) من (ش ل ب) الباء مثلثة بتحريك اللام بالفتاح بمعنى نزع وقلع وجر وسل وخلع.
(الشليف) من (ش ل ي ب ا) الباء مثلثة بمعنى الجوالق وتطلق اليوم في العراق على ما تحمله الدابة من التبن في الجوالق فيقولون شليف تبن ومنه المثل المعروف - ضربة غيري بشليف تبن
(شمط) من (ش م ط) مبنى ومعنى ومؤداها سل ونزع وقلع واستأصل ونزع الخف وحل واخرج وانتضى. وفعل شمط لا يؤدي أحد هذه المعاني إلَاّ في حالة واحدة. يقال شمطت النخلة انتثر بسرها وشمط الشجر انتثر ورقه ونذهب إلى أن العربية احتفظت بهذا المعنى من الارمية لما له من العلاقة بالفلاحة
وهذا دليل آخر على أن كثيرا من ألفاظ الفلاحة
مأخوذة عن الارميين.
(شمر الحجارة وشمر الشيء) بمعنى طرح ونبذ ورمى من (ش م ر) ولهذا الفعل الارمي معنى شمر العربي الفصيح إلَاّ أن شمر لم يأت بمعنى طرح ونبذ ورمى كما يستعمله العراقيون.
(فلان مشعشع) أظنه من (ش ع ا) لعب وهزل ومزح وازدرى وتكلم كلاما باطلا. واسم الفاعل عندهم (ش ع ي ا) وهو النباذ والمزاح و (ش ع ت ا) هو اللعب والمزاح والهزل والهذيان
(شقل نفسه، وشقله واتشقل) من (ش ق ل) بمعنى رفع وحمل أو من (اش ق ل) رحل وانتقل ورفع وحمل ونقل ويقولون في العراق أيضا أخذ شقله أي عرفه وأخذ يسخر به وهي مشتقة أيضا من فعل (ش ق ل) الذي معناه أيضا وزن الشيء ورازه ليعرف ثقله.
(الشاروفة) حبل طويل تجر به السفينة وحبل الدلو. ربما كان مأخوذا من اللفظ الارمي (ش ر وب ا) الباء مثلثة تحتانية بمعنى الخشن والغليظ من باب إطلاق الصفة على الاسم. كأنه الخيط الغليظ
(شقلة كبيرة) ويقال حصلت شقلة كبيرة وهي مشتقة من (ش ق ل ا) بمعنى الحصة والنصيب والهدية والعطية.
(الشقفة) ويلفظها المسلمون (الشكفة) بكاف فارسية ويجمعونها على (شكف) هي قطع الشيء الصغير. ككسرة خبز أو كسرة حجر فهي من فعل (ش ق ب - ش ق وب ا) وفي اللفظين الباء مثلثة ومعناها هشم ورض، والشقفة هي الرضاض بالضم في الفصحى ومعناه دقاق الشيء وفتاته. ونقل الباء المثلثة الأعجمية إلى الفاء في لغة الضاد أشهر من أن يلمع إليه. وعلى كل إننا لا نرى أن الشقفة من فعل فشق العربي بالقلب
ومن هذا اللفظ عينه فعل (شقف) أو شكف (على لفظ مسلمي العراق) بمعنى لقف في الفصيح أي تناول الشيء بسرعة أو تناوله مرميا إليه، لأن من مدلولات فعل (ش ق ب) الارمي شفق وصفق ولطم وضرب وقرع وصدم كأن الشخص يصدم ما يرمى به إليه. ومما يسترعي الانتباه أن العراقيين يستعملون لفظي (شقف ولقف) مترادفين وهذا مما يؤيد قولنا في الألفاظ التي مرت من الجمع بين لفظين أحدهما عربي والآخر ارمي على
الترادف في لسان العراقيين.
(شرش) وسمعتهم يقولون الهرش. وهو الأكثر شيوعا من (ش ر ش ا) وهو العرق نفسه كما تطلق اللفظة على أصل كل شيء.
(شتل النبات) من (ش ت ل) غرس ونصب وأسس وشيد، ويقصد منه العراقيون المعنى الأول فقط والشتلة هي الغرسة من الشجر.
(توز) يقولون جاء الماء توز وخاطبني توز بمعنى الشدة والحدة من فعل (تز) بمعنى ثار وهاج وغلا وفار ونزق وطاش واحتد وغضب.
(تتن) للنبات المعروف الذي يدخن هو في الارمية الدخان (ت ن ن ا) و (ت ن ن ت ا) ودخن (تن) ومبالغته (ت ن ن) وجعله يدخن (ات ن) ودخاني (ت ن ن ي ا) وغير ذلك من المشتقات أفلا تكون تتن أو توتون التركية مشتقة من الدخان الارمية؟
(طبش)(بتشديد الباء) في السبح وطبش في الوحل وطبش في الأمر بمعنى حرك يديه ورجليه وهو لا يجيد السباحة أو أنه سقط في الوحل وفي الأمر وهو لا يعرف طريق النجاة فعندي أنها من أصل ارمي (ت ب ش) الباء مثلثة بمعنى غرز وركل ورفس ونطح باليد وفرغ وبطل عن العمل وقتل وسقط في الحرب. ويستعمل العراقيون هذا اللفظ بإبدال التاء طاء كما رأيت وهذا الإبدال وارد في العربية الفصيحة ذاتها فيقولون: الأقطار والإقتار أي النواحي؛ ورجل طبن وتبن؛ وما اسطيع وما استيع.
(ترس) أي ملأ من (ت ر ز) بالمعنى نفسه.
(خيار ترعوزي أو تعروزي) من (ت رع وز ت ا) وهو القثاء بلسانهم
يوسف غنيمة
كتابة كلمة رئاسة ورياسة
ترى اليوم مطبوعات مصر تكثر من كتابة كلمة رئاسة بصورة (رآسة) وهي كتابة مخطوءة وردت في لسان العرب في مادة رأس والحال أن تلك الكتابة من الواقف على طبعه لا من المؤلف وإلَاّ فإن المؤلف كتبها بالياء في مادتي (زعم) و (سوس) وفي الاوقيانوس لعاصم؛ الريسة (بياء يليها ألف) ككتابة وكذلك في اختري الكبير وسائر كتب اللغة؛ ولهذا اخطأ اسعد خليل داغر بقوله في مذكرته (ص 81) المصدر على فعالة (ل. ع.
أي بالفتح ولم يقله أحد) تقول رأس القوم يرأسهم رآسة أهـ. والحال إن المفتوح هو المضارع لا المصدر كما توهمه الأديب المفضال.