الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 39
الدرع الداودية
القصيدة التي نظمها داود باشا حينما تخلى عنه أعوانه ومريدوه ونبذوه نبذ النواة فاستاء من سلوكهم هذا الذي لم يكن يتوقعه منهم بعد أن احسن إليهم ورفعهم إلى أعلى المناصب.
أما أن للأحباب أن ينصفوا معنا
…
فزاغوا وما زغنا وحالوا وما حلنا
نعم هجروا واستبدلوا الوصل بالجفا
…
وخانوا عهودا ماضيات وما خنا
رعينا حقوقا لا علينا نعم لنا
…
عليهم حقوق سالفات ولا منا
وفينا ولم نغدر فكان جزاؤنا
…
جزا أم عمرو فافهم اللفظ والمعنى
وأنا لقوم نحفظ الود غيرة
…
ونرعى ذماما أن حضرنا وأن غبنا
وأن جيشوا جيشا من الصد والجفا
…
بنينا من الصبر الجميل لهم حصنا
هم زعموا أن كل برق يخيفنا
…
فخابوا بما قالوا وقلنا وما خبنا
إذا ضيعوا حقي فهم يعرفونني
…
إذا هبت النكباء كنت لهم ركنا
وأني أبي أن ألم بريبة
…
واستعطف الحب اللئيم أو الأدنى
وما كان عيبي عندهم غير أنني
…
إذا بيعت الأرواح لا ادعي الغبنا
وأن قام سوق الحرب أني أشدهم
…
لأعدائهم بأسا وأكثرهم طعنا
وأثبتهم جأشا وأطولهم يدا
…
وأوفاهم عهدا وأكبرهم سنا
واحكمهم عقدا وامنعهم حمى
…
واصدقهم قولا وأوسعهم مغنى
أجامل أقواما ولاء لا مهابة
…
فيزعم قوم أننا منهم خفنا
واسكت إيفاء لود علمته
…
وعندي مقال يحطم الظهر والبطنا
ولو وقفوا يوم الرهان مواقفي
…
لأهديتهم روحي ومالي وما يقنى
فيا أسفي ضيعت عصر شبيبتي
…
بكل خفيف القدر لا يعرف الوزنا
فإن وصلوا حبلي وصلت حبالهم
…
وأن قرعوا سني جدعت لهم أذنا
إذا هم في إسعادنا لملمة
…
ألمت بنا قد أسعفونا فلا عشنا
وظنوا بان الآل يشفي من الصدى
…
فخاضوا به للورد جهلا وما خضنا
وقد بدلوا الغالي الذي تعرفونه
…
بصفقة غبن لا نقيس بها غبنا
ولو علموا ما يعقب الغبن في غد
…
وقيل لهم تبت يداكم وما أغنى
صحائف عندي غيرة قد طويتها
…
ولو نشرت يوما لقصوا لها ذقنا
أجول بطرفي في العراق فلا أرى
…
من الناس إلَاّ مظهر البغض والشحنا
فخيرهم للأجنبي وقبحهم
…
على بعضهم بعض يعدونه حسنا
وشبانهم شابوا المودة بالجفا
…
وشبنا وما للصفو في كدر شبنا
حضرنا متى غابوا بموقف حربهم
…
وأن حضروا في موقف للخنا غبنا
سمرنا مع السمر العوالي لياليا
…
وهم سمروا في ذكر سعدى وفي لبنى
جفوا فوصلنا حبلهم بعد قطعه
…
فدع منهم يبدو الجفاء ولا منا
إلا نخوة منهم فيصغون للذي
…
أيادي سبا قد لاعبت ذلك المغنى
إلا حازم للرشد شد حزامه
…
لداهية ينسى بها الطائر الوكنا
إلا مرشد منهم عن الغي قومه
…
فيوقفهم منه على السنن الاسنى
إلا دافع عن قومه بغي ظالم
…
إذا فقدوا في الحرب من ينطح القرنا
وكان إذا أبدى التشاجر نابه
…
يفرون مثل الجمر عنه وما كنا
ومن كل ناموس وبأس تخلصوا
…
كما نحن من غل وغش تخلصنا
لقد حملوا ما يثقل الظهر من خنى
…
كأنهم من ماله حملوا سفنا
متى تعتذر أيامنا من ذنوبها
…
وهيهات من عذر لمومسة لخنا
فكم طحنت قوما بجؤجوء صدرها
…
وما أصلحت يوما دقيقا ولا طحنا
وعصبة لؤم قد تناجوا لحربنا
…
فيا ويحهم ماذا يلاقونه منا
تراموا وحاشا المجد أن يتقدموا
…
علينا وهاموا بالأماني وما همنا
وطاشوا ببرق خلب لا أبا لهم
…
وسلوا علينا المرهفات وما خفنا
فقل لي بماذا يفخرون على الورى
…
إذا عدت الأباء أو ذكر الأبنا
فهبهم على المجد الأثيل تسنموا
…
ألا يعلمون المجد بالقول لا يبنى
إلا غيرة تدعو الصريخ إذا دعا
…
ليوم عبوس شره يوقظ الوسنى
طوينا عن الزوراء لا در درها
…
بساطا متى ينشر نعد به طعنا
وأني وأن كنت أبنها ورضيعها
…
فقد أنكرتني لا سقاها الحيا مزنا
إلى الله أشكو من زمان تخاذلت
…
خيار الورى فيه وساؤوا بنا ظنا
وباع بفلس كل خل خليله
…
وصار الكريم الحر يسترفد القنا
إلا مبلغ عني سراة بني الوغى
…
وإقبال عرب كيف صبرهم عنا
أهم بأمر الحزم في حومة الوغى
…
ومن ناهز السبعين أنى له أنى
إذا كفي اليسرى أشارت لناقص
…
قطعت لها زندا وألحقتها اليمنى
وأنا إذا صاح الصريخ لحادث
…
اجبنا ولبينا لمن فيه أنبأنا
على الكرخ في الزوراء مني تحية
…
وألف سلام ما بها ساجع غنى
صحبتهم طفلا على السخط والرضى
…
وشبت فلا سيفي أفاد ولا أغنى
رواها رزوق عيسى عن الكونت فيليب دي طرازي
النفوس الخاملة
تعود ذم الدهر قوم خطاهم
…
قصار عن الحسنى طوال إلى النكر
ولو انصفوا ما ذم منهم امرؤ
…
وذموا نفوسا قد قعدن عن الخير
محمد بهجة الأثري