الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأَرْسلُوهُ كَمَا أرْسلهُ الثَّوْريّ.
وَالدَّلِيل على مَا ذكرنَا من وَهن هَذَا الْخَبَر مَا أخبرنَا الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَذكر إِسْنَاده عَن جَابر قَالَ: " كُنَّا نَقْرَأ فِي الظّهْر وَالْعصر خلف الإِمَام فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين بِفَاتِحَة الْكتاب وَسورَة وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَة الْكتاب " قَالَ أَبُو عبد الله حَدِيث صَحِيح لست أعرف لَهُ عِلّة بِوَجْه وَهُوَ حَدِيث مُسْند فَإِن الصَّحَابِيّ إِذا قَالَ كُنَّا نَفْعل كَذَا وأمرنا بِكَذَا ونهينا عَن كَذَا وَكُنَّا نتحدث فَإِنِّي لَا أعلم بَين أهل النَّقْل خلافًا فِيهِ أَنه مُسْند فقد بَطل بِهَذَا جَمِيع هَذِه الرِّوَايَات عَن جَابر وَرجع الحَدِيث إِلَى الْمُرْسل الَّذِي ذكرنَا وَذَلِكَ الْمُرْسل يُعَارضهُ مثله (وَالله أعلم) / أخبرنَا أَبُو عبد الله أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَق الْفَقِيه، وَذكر إِسْنَاده عَن أبي قلَابَة عَن ابْن أبي عَائِشَة. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هُوَ مُحَمَّد عَمَّن شهد ذَلِك قَالَ صلى الله عليه وسلم َ -
فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ " تقرأون وَالْإِمَام يقْرَأ؟ قَالُوا: إننا لنفعل قَالَ: " فَلَا تَفعلُوا إِلَّا أَن يقْرَأ أحدكُم فِي نَفسه أم الْكتاب "، قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله: هَكَذَا وجدته فِي كتابي عَن
الشَّيْخ أبي بكر وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده إِلَّا ثِقَة وَثَبت.
وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة لهَذَا الْخَبَر الواهي عَن ابْن عمر عَن عُثْمَان بن سعد الْقرشِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا " من صلى وَرَاء إِمَام فَإِن قِرَاءَة الإِمَام لَهُ قِرَاءَة " قَالَ أَبُو عبد الله: عُثْمَان بن عبد الله الَّذِي زعم أَنه قرشي هَذَا كَذَّاب وقح ظَاهر الْكَذِب، وَرُوِيَ عَن خَارِجَة بن مُصعب عَن أَيُّوب بن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا " من كَانَ لَهُ إِمَام فقراءة الإِمَام لَهُ قِرَاءَة ". قَالَ يحيى بن معَاذ:" خَارِجَة بن مُصعب لَيْسَ هُوَ بِشَيْء " وَمِمَّا يدل على ضعف سَنَد هَذَا الحَدِيث أَن مَالك بن أنس روى فِي الْمُوَطَّأ عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِيمَا يجْهر فِيهِ الإِمَام هَذَا الْخَبَر مَوْقُوفا، وَرَوَاهُ سُوَيْد بن سعيد أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ البُخَارِيّ يضعف أمره جدا وروى الْمُنْكَدر سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي يَقُول هُوَ ذَا أستخير الله أَن أضْرب على حَدِيث سُوَيْد كُله من أجل هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد فِي الْقِرَاءَة خلف الإِمَام. هَذَا رَوَاهُ
النَّاس عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَوْقُوف فَأتى بِهِ سُوَيْد مَرْفُوعا وَرَوَاهُ أَبُو عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم الْجَامِع القَاضِي الْمروزِي عَن الْفضل بن عَطِيَّة قَالَ أَبُو عبد الله: هَذَا كذب بَاطِل، أَبُو عصمَة: كَذَّاب، وَرُوِيَ عَن أبي عمار الْمروزِي قيل لأبي عصمَة: من أَيْن لَك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْت النَّاس قد أَعرضُوا عَن الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي ابْن إِسْحَق فَوضعت هَذَا الحَدِيث حسنه وروى حَدِيثا عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا " نهى أَن يقطع الْخبز بالسكين وَقَالَ: أكْرمُوا الْخبز فَإِن الله أكْرمه " حَدِيث مَوْضُوع وَله أَخَوَات كَثِيرَة وَرُوِيَ عَن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة عَن أَبِيه وَهُوَ مَتْرُوك لَا يحل
الِاحْتِجَاج بِهِ.
قَالَ أَبُو عبد الله وَقد ذكر حَدِيثا وضعوه على أبي حنيفَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي هَذَا الْبَاب مَرْفُوعا " نهى عَن الْقِرَاءَة خلف الإِمَام ". وَذكر إِسْنَاده ثمَّ قَالَ وَأَنا أتعجب من مُسلم يسْتَحل أَن يضع على إِمَامه مثل هَذَا الْكَذِب الصراح ولسنا نَعْرِف مُحَمَّد بن الْحسن الهمذاني وَلَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَلَا الْقَاسِم بن عبد الْوَاحِد وَلَا بكر بن حَمْزَة، وَأَبُو حنيفَة برِئ من هَذِه الرِّوَايَة الْمَوْضُوعَة، فَإِن رِوَايَته عَن نَافِع أَحَادِيث مَعْدُودَة لَا يخفى على أهل النَّقْل وَقد عيب نَقله الرِّوَايَة عَن نَافِع وَلَو كَانَ لمثل هَذَا الْخَبَر أصل عَن أَصْحَاب أبي حنيفَة مَتى كَانُوا يتعلقون بالمرسل الَّذِي رَوَوْهُ عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة وَرُوِيَ من وَجه آخر أَوْهَى من هَذَا عَن ابْن عمر مَرْفُوعا " سُئِلَ عَن الْقِرَاءَة خلف الإِمَام قَالَ: الإِمَام يقْرَأ " وَهَذَا بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد