الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْجَهْر فَالَّذِي سمع جهره بهَا شَاهد وَالَّذِي لم يسمع غير شَاهد فرواية من سَمعه أولى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق وَرُبمَا استدلوا بِحَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - "
يَقُول الله قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ. فَإِذا قَالَ: الْحَمد لله رب الْعَالمين يَقُول الله: حمدني عَبدِي " الحَدِيث.
قَالَ الْحَلِيمِيّ رحمه الله فِي ابْتِدَاء الْقِسْمَة من قَوْله الْحَمد لله دَلِيل يقطع أَن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لَيست الْآيَة الأولى لِأَنَّهُ يجوز أَن
يكون أَرَادَ فَإِذا انْتهى العَبْد إِلَى الْحَمد لله رب الْعَالمين قَالَ الله تَعَالَى: " حمدني عَبدِي " إِلَّا أَن ذَلِك جَمِيع الْجُزْء الأول من هَذِه السُّورَة كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -: " وَإِذا قَالَ الإِمَام وَلَا الضَّالّين فَقولُوا: آمين "، وَإِنَّمَا أَرَادَ فَإِذا انْتهى فِي الْقِرَاءَة إِلَى هَذَا القَوْل لِأَن ذَلِك جَمِيع قِرَاءَته وَالله أعلم. وَأما التَّقْسِيم فَلَيْسَ فِي الحَدِيث أَن التصنيف بِالْآيِ فَإِذا كَانَت تتنصف مَعَ انتدابها بِالتَّسْمِيَةِ بالْكلَام والحروف نِصْفَيْنِ فقد وَقع بذلك الْخُرُوج عَن عُهْدَة الْخَبَر وَالله أعلم وعَلى أَنه لَو ثَبت أَن المُرَاد بِهِ أَن تنصيف السُّورَة نِصْفَيْنِ بِالْآيِ فقد يجوز أَن يكون نصفهَا الأول أطول من الثَّانِي كَمَا أَن الشَّهْر إِذا لم يُجَاوز تسعا وَعشْرين لم
يخل من التصنيف وَيكون نصفه الأول خَمْسَة عشر وَنصفه الآخر أَرْبَعَة عشر حَتَّى لَو قَالَ رجل لامْرَأَته فِي أول الشَّهْر إِذا انتصف هَذَا الشَّهْر فَأَنت طَالِق، طلقت إِذا انْقَضتْ من أَيَّامه خَمْسَة عشر يَوْمًا، وَإِن نقص مِنْهُ يَوْمًا لم يبن أَن الطَّلَاق كَانَ وَاقعا قبل الْوَقْت الَّذِي ذكرنَا.
وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين ضعيفين وَفِيه ذكر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَقد جعل بعض الروَاة النّصْف مَالك يَوْم الدّين وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا بُد أَن يكون بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم آيه مِنْهُ وَسَنذكر بِمَشِيئَة الله تَعَالَى الرِّوَايَات فِي مَسْأَلَة تعْيين الْقِرَاءَة بِفَاتِحَة الْكتاب. وَرُبمَا استدلوا بِحَدِيث عَن أبي نعَامَة قيس بن عَبَايَة عَن ابْن لعبد الله بن مُغفل قَالَ: " سمعني أبي مرّة وَأَنا أَجْهَر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " الحَدِيث، ابْن مُغفل لَا نعرفه بِمَا يثبت بِهِ حَدِيثه