الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أصحابه، حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأُحد، انخذل (1) عبدُ الله بنُ أُبي بثلث الناس، وقال: أَطاعَهم وعصاني، علامَ نقتل أنفسنا (2)؟
* * *
باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [آل عمران: 122]
2118 -
(4054) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.
(رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض): قال الزركشي: هما من الملائكة (3).
قلت: هذا قُصور، فقد جاءت تسميتُهما (4) في "صحيح مسلم"، فقال: يعني: جبريل، وميكائيل، رواه من طريقين (5) في: الفضائل (6).
(1) في "ع": "تحرك".
(2)
انظر: "السيرة النبوية"(4/ 9).
(3)
انظر: "التنقيح"(2/ 840). وقد نقله عن ابن التين، كما عزاه ابن الملقن في "التوضيح"(21/ 161).
(4)
في "ع": "تسميتها".
(5)
في "ع": "الطريقين".
(6)
رواه مسلم (2306) عن سعد رضي الله عنه.
2119 -
(4059) - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أبَيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِي رضي الله عنه قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: "يَا سَعْدُ! ارْمِ، فِدَاكَ أَبي وَأمُّي".
(يَسَرَة بن صفوان): بمثناة تحتية وسين مهملة وراء مفتوحات (1) بعدها هاء تأنيث.
* * *
2120 -
(4064) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِث، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ:"انْثُرْهَا لأَبي طَلْحَةَ". قَالَ: وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ، يُصِيبُكَ سَهْم مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقهِمَا، تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فتمْلآنِهَا، ثُمَّ تجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبي طَلْحَةَ، إِمَّا مَرَّتَيْنِ، وَإِمَّا ثَلَاثًا.
(لا تشرفْ يصيبُكَ سهم): قال الزركشي: هو بالرفع، كذا لهم، وهو
(1) في "ع": "مفتوحتان".
الصواب (1)، وعند الأصيلي:"يُصِبْك"، وهو خطأ وقلبٌ للمعنى (2).
قلت: تقدم توجيهه (3) على رأي الكسائي، وأن التقدير: فإن تشرفْ، يصبْكَ سهم، وهذا صواب لا خطأ فيه، ولا قلب للمعنى.
نعم غيرُ الكسائي إنما يقدّرُ فعلَ الشرط منفيًا، فمن ثم يجيء انقلابُ المعنى في مثل هذا التركيب.
(أرى خَدَمَ سوقهما): أي: خلاخيلهما، وهو محمول إما على نظر الفجأة، أو كونِ أَنسٍ إذ ذاك صغيرًا.
* * *
2121 -
(4065) - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: لَمَّا كان يَوْمَ أُحُدٍ، هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ! أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ! أَبِي أَبِي، قَالَ: قَالَتْ: فَوَاللَّهِ! مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَوَاللَّهِ! مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ بَقِيّهُ خَيْرٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
(فوالله ما زالت في حذيفة بقيةُ خير): قيل: المراد: بقيةُ حزنٍ على أبيه من قَتْلِ المسلمين أباه.
(1) في "ج": "كذا لهم، والصواب".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 841).
(3)
في "ع": "بوجهيه".