الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(في يده عَرْق): -بفتح العين المهملة وسكون الراء-؛ أي: العظم (1) عليه بقيةُ اللحم.
* * *
باب: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]
({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}): عليه سؤال مشهور، وهو أن الصلاة آكدُ من التسليم، فكيف أُكد هو بالمصدر دونها؟
وأجيب: بأنه ترك تأكيدها بالمصدر اكتفاء بما تقدم من الأخبار بأن الله وملائكته يصلون، وذلك يفيد أنها من الشرف بأعلى مكان، وهو من أقوى البواعث على تحصيلها، فجاء تأكيدُها في المعنى بهذا الطريق، وفيه نظر.
2343 -
(4797) - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَكَم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ:"قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
(كما صليت على إبراهيم): عليه -أيضًا- سؤال مشهور للشيخ عز الدين بن عبد السلام، وهو أن الصلاة من الله الإحسانُ، وإحسانُه تعالى لمحمد عليه الصلاة والسلام، أعظمُ من إحسانه لإبراهيم عليه السلام،
(1) في "ج": "العظيم".
وتشبيهُه به يقتضي خلافَ ذلك؛ لأن المشبَّه أخفضُ رتبةً من المشبه به.
وكان رحمه الله يجيب: بأن التشبيه وقع بين مجموع المعطَى [لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآله، ومجموعِ المعطى](1) لإبراهيم وآله، وآلُ إبراهيم أنبياء، وآلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليسوا أنبياء، فعطيةُ إبراهيم عليه السلام مع عطية (2) آله تقسم عليهم (3)، والمعطَى لمحمد عليه السلام ولآله يُقسم عليهم، فيفضل [أجزاء آل إبراهيم على أجزاء آل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ضرورةَ أن أولئك أنبياء دون هؤلاء، فيفضل](4) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمُ ما يفضل لإبراهيم، فيندفع السؤال.
وأجاب القرافي (5) من أصحابنا بأحسن من ذلك: وهو أن الدعاء يتعلق بالمستقبل، ولا يستحيل أن يسأل لرسول الله صلى الله عليه وسلم منزلةً (6)، وإن حصل له أكثر منها، فهو أفضلُ من إبراهيم، ونسأل له مثلَ منزلة إبراهيم زيادة؛ كما لو أعطى ملكٌ رجلًا ألف دينار، وآخرَ مثلَه مئةً، فيسأل أن يزيد صاحب الألف مثل تلك المئة، وذلك لا يُخِلُّ بعطية صاحبِ الألف.
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(2)
"عطية" ليست في "ج".
(3)
في "ع": "عليه".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(5)
في "ج": "القراء".
(6)
في "ج": "نزل له".