الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة هود
باب: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} [هود: 5]
2291 -
(4681) - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاج، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} . قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْهَا. فَقَالَ: أُنَاس كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءَ، فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ.
(سورة هود).
(سمع ابن عباس يقرأ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ}): -بمثناة فوقية مفتوحة فثاء مثلثة ساكنة فنون مفتوحة فواو ساكنة فنون (1) مكسورة فمثناة تحتية على وزن: تَفْعَوْعِلُ- وهو بناءُ مبالغة؛ كاعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشِبُ.
* * *
باب: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [هود: 84]: إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لأَنَّ مَدْيَنَ بَلد، وَمِثْلُهُ:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، وَاسْألِ الْعِيرَ؛ يَعْنِي: أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَالْعِيرِ
{وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92]: يَقُولُ: لَمْ تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وُيقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ: ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي، وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا، وَالظِّهْرِيُّ هَاهُنَا: أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ. {أَرَاذِلُنَا} [هود: 27]:
(1)"فواو ساكنة فنون" ليست في "ع".
سُقَاطُنَا. {إِجْرَامِي} [هود: 35]: هُوَ مَصْدَر مِنْ أَجْرَمْت، وَبَعْضُهُمْ يَقولُ: جَرَمْتُ. {الْفُلْكَ} [هود: 37]، وَالْفَلَكُ وَاحِد، وَهْيَ السَّفِينَةُ وَالسُّفُنُ. {مَجْرَاهَا} [هود: 41]: مَدْفَعُهَا، وَهْوَ مَصْدَرُ أَجْرَيْتُ، وَأَرْسَيْتُ: حَبَسْت، ويقْرَأُ:{مُرْسَاهَا} [هود: 41] مِنْ رَسَتْ هِيَ، وَ {مَجْرَاهَا} مِنْ جَرَتْ هِيَ. ومُجريها ومُرسيها: مِنْ فُعِلَ بِهَا. الراسيات: ثَابِتَاتٌ.
(الفُلْك والفُلَك واحد): ضبط بضم الفاء فيهما وإسكان اللام في الأول (1) وفتحها في الثاني، قيل: وصوابه: الفَلَك واحد -بفتحتين-، والفُلْك جمع، بضم الفاء وإسكان اللام.
قال القاضي: كذا لبعض الرواة، ولآخرين (2): الفلك والفلك يعني -بضم الفاء وإسكان اللام-، وهو الصواب في أن الواحدَ والجمعَ بلفظ واحد، وهو مراد البخاري (3). واللفظ وإن كان واحدًا، لكنه مختلف بحسب التقدير، فضمة فُلك للواحد كضمة قُفْل، وضمة فُلك الجمع كضمة أُسْد (4).
(مُجْراها: موقعها): قال الزركشي: كذا لبعضهم، والصواب:"مُجْراها: مَسيرُها، ومُرْسَاها: مَوْقِفُها"، وهو مصدر (5).
قلت: الذي رأيته في نسخة: "مَدْفَعُها"؛ من الدَّفْع، لا موقِفُها من
(1) في "م": "الأولى".
(2)
في "ع": "والآخرين".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 159).
(4)
انظر: "التنقيح"(2/ 933).
(5)
المرجع السابق، (2/ 934).
الوقوف، وهو حسن، ورأيت في هذه النسخة أيضًا:"مجراها: مسيرها"، وكتب عليها: نسخة، ثم النظر بعد ذلك في شيء آخر، وهو أنه (1) يحتمل أن يكون قوله تعالى:{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] جملة واحدة، ويحتمل أن يكون جملتين، والأولى انتهت عند قوله تعالى:{فِيهَا} .
قال بعضهم: وكونُ الكلام جملةً واحدة على تأويل: اركبوا قائلين: بسم الله، أَوْلى؛ لأنه يكون قد أمرهم بهذا القول، ولهذا كان (2) سُنَّة في كل مَنْ ركب السفينة أن يقول:{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41].
بقي في الآية بحث، وهو أن يقال: العادةُ في سنة التسمية أن يكون في الأول، فيقول الآكل أولَ أكلِه: باسم الله خاصة، إلا أن تفوته التسميةُ أولًا، فيقول في أثنائه: بِاسْمِ اللهِ أَوَّلَ الطَّعَامِ وَآخِرَهُ؛ كما (3) جاء في الحديث: أن أعرابيًا جاء والنبيُّ (4) صلى الله عليه وسلم يأكل في قصعة مع أصحابه، فأكل الأعرابي ولم يُسَمِّ، فلما فرغ قال: باسم اللهِ أولَ الطعام وآخرَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِى لَمَّا أكلَ وَلَمْ يُسَمِّ، رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ مَعَنَا، فَلَمَّا قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَوَّلَ الطَّعَامِ وَآخِرَهُ، رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ قَاءَ مَا أكلَ"(5)،
(1)"أنه" ليست في "ج".
(2)
"كان" ليست في "ع".
(3)
"كما" ليست في "ع" و"ج".
(4)
في "ج": "إلى النبي".
(5)
رواه أبو داود (3768)، والإمام أحمد في "المسند"(4/ 336) وغيرهما من حديث أمية بن مخشي رضي الله عنه، بلفظ نحوه.
فما وجهُ كونِ السنَّةِ في (1) السفينة أن يقول: "بسم الله مجراها ومرساها" يذكر المبدأ (2) والمنتهى؟
قال ابن المنير في "تفسيره": الحكمة فيه -والله أعلم-: أن السفينة لا يحصل الغرضُ منها إلا بالبلاغ، فلو سافرت ما شاء الله تعالى، ثم عطبتْ (3) في آخر السفر، لم يحصُل شيء من (4) الغرض، قَلَّ ولا جَلَّ، ولا كذلك الطعامُ ونحوُه من الأفعال التي يحصُل بكل جزء منها جزءٌ (5) من الغرض، فتوقفُ أولِ السفر على آخره في حصول الغرض أوجبَ أن تكون التسمية إلى آخره (6) جامعة للأول والآخر؛ لئلا يكون حيثُ لا غرض (7) ألبتة، ففي ذلك تنبيه على المشهور (8) من المذهب، وهو أن أُجرة السفن على البلاغ، فلو عطبتْ -ولو في الآخر-، فلا أجرة لصاحبها ألبتة، كما أنه لم يحصل لصاحبه غرض ألبتة، وتحقُّقُ أن الغرض موقوف على الآخر (9): أن السنَّةَ أن يسمِّي في ركوبها لأول السفر وآخره من أول الأمر.
(1)"في" ليست في "ع" و"ج".
(2)
في "ع": "المبتدأ".
(3)
في "ج": "عطلت".
(4)
"شيء من" ليست في "ج".
(5)
"جزء" ليست في "ج".
(6)
"إلى آخره" ليست في "ج".
(7)
في "ج": "حيث لاعتراض".
(8)
في "ج": "المذكور".
(9)
في "ع": "أن الآخر".