الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعند الأصيلي: "أَوْثِقوا" بثاء مثلثة بدل القاف.
قال القاضي: وصوابُه: قُوا أنفسكم، وَقُوا أهليكم (1)(2).
* * *
باب: قوله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: 5]
({عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] ، الآية): قال الزمخشري: وأُخليتْ صفاتُ النسوة من العاطف، وأُدخلت في {وَأَبْكَارًا} ؛ لأنهما (3) صفتان متعاقبتان لا يمكن اجتماعُهما (4).
وذكر ابن الحاجب أن القاضيَ الفاضلَ عبدَ الرحيمِ البيسانيَّ (5) كاتبَ السلطان صلاحِ الدينِ يوسفَ بنِ أيوبَ كان يعتقد أن الواو في الآية واو الثمانية، وكان يتبجَّح (6) باستخراجها زائدة على المواضع الثلاثة:
1 -
أحدها: في التوبة: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112].
2 -
الثاني: في الكهف: {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22].
3 -
الثالث: في الزمر: في قوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73].
(1) في "ج": "أنفسكم وأهليكم".
(2)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 294).
(3)
في "م": "لأنها".
(4)
انظر: "الكشاف"(4/ 571).
(5)
في "ج": "النسائي".
(6)
في "ع": "ينجح".
قال: فذكر ذلك الفاضلُ يومًا مستحسِنًا له بحضرة أبي الجود النحويِّ المقرئ، فبين له أنه (1) واهم في عدِّها من هذا القسم، وذكر له نحوَ ما ذكره الزمخشري من دعاء الضرورة إليها، واستحالة المعنى بعدمها: واو الثمانية لا تُزاد إلا حيثُ لا (2) حاجة إليها إلا الإشعارُ بتمام عدد السبعة، فقال له الفاضل: أرشدتَنا يا أبا الجود.
قال ابن هشام: ثم إن (3){أَبْكَارًا} صفة تاسعة، لا ثامنة؛ إذ أولُ الصفات:{خَيْرًا مِنْكُنَّ} لا {مُسْلِمَاتٍ} .
فإن أجاب: بأن مسلمات وما بعده تفصيل للصفات السابقة (4) لخيرًا منكن، فلهذا لم تعد قسيمة لها.
قلنا: وكذلك {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} تفصيلٌ للصفات السابقة، فلا تعدَّهما معها (5).
(1)"أنه" ليست في "ع".
(2)
"لا" ليست في "ع".
(3)
"إن" ليست في "ج".
(4)
"تفصيل للصفات السابقة" ليست في "ع"، وقوله:"للصفات السابقة" ليست في "ج".
(5)
انظر: "مغني اللبيب"(ص: 476).